
74 عاما على نكبة فلسطين
Al Arab
تحل على الفلسطينيين اليوم الذكرى الـ74 لـالنكبة التي يتم إحيائها عبر فعاليات شعبية للتعبير عن تمسكهم بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا
تحل على الفلسطينيين اليوم الذكرى الـ74 لـ"النكبة" التي يتم إحيائها عبر فعاليات شعبية للتعبير عن تمسكهم بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا عام 1948. و"النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم بتاريخ 15 مايو 1948، وهو أيضا اليوم الذي هجروا فيه قسرا من أرضهم تاركين خلفهم بيوتهم وأموالهم وعتادهم، وأرضهم، تركوها على أمل العودة بعد سبعة أيام، لكنها امتدت لأكثر من سبعة عقود. ويحيي الفلسطينيون الذكرى الـ74 للنكبة عبر تأكيد حقهم في العودة إلى وطنهم وحياتهم الهادئة البسيطة التي كانت قبل عام 1948، فهم لا يزالون يمتلكون الوثائق والمفاتيح التي تؤكد أحقيتهم في وطن عاشوا وكبروا به، وكان لهم فيه تاريخ وماضٍ وربما مستقبل. وحلت النكبة على الفلسطينيين قبل أربعة وسبعين عاما عندما نجحت الحركة الصهيونية في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين، وإعلان دولة إسرائيل في الخامس عشر من مايو 1948. ولقي ما يقارب عشرة آلاف فلسطيني مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل نفذتها حركات صهيونية، فيما أصيب ثلاثة أضعاف هذا الرقم بجروح، وهاجر 70 بالمئة من سكان فلسطين أي ما يقارب 850 ألف فلسطيني، توجه 200 ألف منهم إلى قطاع غزة، وأخليت نحو 20 مدينة و400 قرية من سكانها وباتت أملاكها ومزارعها جزءا من الدولة الجديدة. وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني، فقد سيطرت العصابات الصهيونية خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، وتم تدمير 531 منها بالكامل، وطمس معالمها الحضارية والتاريخية، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه. كما شهد عام النكبة أكثر من 70 مجزرة نفذتها العصابات الصهيونية، كمجازر دير ياسين والطنطورة، وأكثر من 15 ألف شهيد والعديد من المعارك بين المقاومين الفلسطينيين والجيوش العربية من جهة والاحتلال الإسرائيلي من الجهة المقابلة. وجرى تدمير ومحو 531 قرية ومدينة فلسطينية وإنشاء مستوطنات إسرائيلية على أراضيها، كما احتلت المدن الكبيرة وشهد بعضها معارك عنيفة وتعرضت لقصف احتلالي أسفر عن تدمير أجزاء كبيرة منها، ومنها اليوم ما تحول إلى مدينة يسكنها إسرائيليون فقط، وأخرى باتت مدن مختلطة. وبحسب سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/ فقد بلغ عدد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين 58 مخيما رسميا تابعا للوكالة تتوزع بواقع عشرة مخيمات في الأردن، وتسعة مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، وثماني مخيمات في قطاع غزة. وسيطر الاحتلال الإسرائيلي على 78 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية، أي 27000 كيلو متر مربع، وذلك بدعم من الاستعمار البريطاني تنفيذا لوعد بلفور المزعوم عام 1917 وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين. وبلغ عدد الفلسطينيين بنهاية عام 2019 حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حوالي 13 مليونا، منهم نحو خمسة ملايين فلسطيني يعيشون فـي الضفة وقطاع غزة (43 بالمائة منهم لاجئون حسب التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017)، وحوالي مليون و597 ألف فلسطيني يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي ستة ملايين، وفي الدول الأجنبية حوالي 727 ألفا. وتنظم الفعاليات الفلسطينية للنكبة هذا العام تحت شعار /كفى 74 عاماً من الظلم والكيل بمكيالين/ الذي يجسد الظلم المزدوج للشعب الفلسطيني الذي يشكله الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه والمجتمع الدولي بعجزه عن تنفيذ قراراته. وقرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفع علم دولة فلسطين فوق مقرات مؤسسات دولة فلسطين الحكومية الرسمية المدنية والأمنية وعلى المرافق العامة اليوم، إحياءً للذكرى الـ74 لنكبة الشعب الفلسطيني، فيما تنطلق مسيرة ومهرجان العودة اليوم من أمام ضريح الشهيد ياسر عرفات إلى ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، وستكون دقيقة صمت لـ 74 ثانية تمثل سنوات النكبة. كما ستنطلق صافرات الحداد والتكبيرات عبر المساجد والتلفزيون الرسمي والإذاعات المحلية، وستقرع أجراس الكنائس.