
5 آلاف طفل دخلوا بريطانيا خلال 2020
Al Sharq
تزايدت معدلات تدفق الأطفال اللاجئين إلى المملكة المتحدة بصورة غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة، مسجلا أعدادا قياسية، وبلغت وفق البيانات الرسمية إلى أكثر من 10 آلاف
تزايدت معدلات تدفق الأطفال اللاجئين إلى المملكة المتحدة بصورة غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة، مسجلا أعدادا قياسية، وبلغت وفق البيانات الرسمية إلى أكثر من 10 آلاف طفل غير مصحوبين بذويهم دخلوا الى المملكة المتحدة خلال العقد الماضي، كما وصل عدد الأطفال الذين تم استقبالهم في المملكة المتحدة خلال العام الماضي وحده إلى 5 آلاف طفل. وأصبحت هذه الأرقام مثيرة للجدل بين الكثير من الفئات المجتمعية والخيرية والحقوقية العاملة في مجال اللاجئين في المملكة المتحدة، حيث يتخوف بعضها من سوء التعامل مع هؤلاء الأطفال، أو ضخهم في مجال الاتجار بالبشر أو اخضاعهم لممارسات غير ملائمة لفئة الأطفال من حيث العمل في هذه السن الصغيرة. وتشهد المملكة المتحدة أكبر عدد من اللاجئين من الأطفال على مستوى الدول الأوروبية، من حيث عدد الأطفال الذين يتم استقبالهم على الأراضي البريطانية، حيث تعمل على توفير سبل الرعاية والحماية لهؤلاء الأطفال منذ استقبالهم، كما توجد انتقادات عدة بشأن كيفية وصول هؤلاء الأطفال إلى الشواطئ البريطانية، حيث أغلبهم يأتي عبر القوارب أو داخل صناديق الشاحنات العابرة للحدود، مما يجعل طريقة وصولهم محل انتقاد من قبل المؤسسات الحقوقية. *ضمان الرعاية وذكر متحدث باسم الحكومة البريطانية أنه يتم العمل عن قرب مع السلطات المحلية والبلديات للبحث عن أماكن دائمة للأطفال طالبي اللجوء غير المصحوبين بذويهم في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وأوضح المتحدث الرسمي في تصريحاته الصحفية أنه يتم استخدام الفنادق بشكل مؤقت لإيواء هؤلاء الأطفال اللاجئين حيث تسعى الحكومة إلى إيجاد أماكن دائمة توفر ضمان الدعم والرعاية لكل طفل لاجئ غير مصحوب بذويه في المملكة المتحدة. وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت عن مخطط لتوزيع الأطفال اللاجئين على السلطات المحلية لتوفير أماكن الإقامة الدائمة لهم، وفي شهر سبتمبر الماضي تم استيعاب 70 طفلا غير مصحوبين بذويهم في الفنادق المتواجدة على طول الشواطئ الجنوبية للمملكة المتحدة، ووفق القوانين المحلية تقوم المجالس المحلية برعاية 1500 من هؤلاء الأطفال وهذا الرقم هو ثلث حجم اللاجئين الذين عبروا خلال سبتمبر الماضي وحده في قوارب حيث وصل عددهم إلى ما يقرب من 4 آلاف شخص إلى المملكة المتحدة. *أرقام كبيرة وتشير الأرقام المحلية إلى أن ما يقرب من 250 طفلا وصلوا إلى المملكة المتحدة غير مصحوبين بذويهم على متن قوارب صغيرة، وتم إيواؤهم حاليا في الفنادق، وفي مقاطعة " كنت" البريطانية أكد مسؤولو مجلس المقاطعة أنهم يقومون بتوفير الرعاية لما يقرب من 363 طفلا من طالبي اللجوء خلال شهر نوفمبر الماضي وحده، بالإضافة إلى 1071 آخرين تم نقلهم من دور الرعاية، ووفق بيانات مؤسسة " Children Society" البريطانية يصل عدد الأطفال الذين تقدموا بطلب اللجوء إلى بريطانيا إلى 9 آلاف طفل منذ 2016، كما تم التعامل مع ملفات 1500 ملف لهؤلاء الأطفال خلال عام 2019 وحده، أما في بلدية كليفلاند اند ريد كار" شمال مقاطعة يوركشير بشمال إنجلترا فقد زاد عدد الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم بنسبة 64% عن العام الماضي حيث تم رعاية 14 طفلا في ديسمبر الماضي، أما في يوليو الماضي فقد وصل عددهم إلى 23 طفلا، ووفق تصريحات رئيسة فريق البحث للأشخاص المفقودين في المقاطعة راشيل مورجان ذكرت أن هناك زيادة كبيرة في أعداد طالبي اللجوء غير المصحوبين بذويهم، بمن فيهم القصر إلى المقاطعة بشمال انجلترا. *انتقادات حقوقية وشهدت الأوساط الخيرية والحقوقية في المملكة المتحدة موجة كبيرة من الانتقادات خوفا على وضع هؤلاء الأطفال طالبي اللجوء إلى بريطانيا، حيث أجمعوا على أن هؤلاء الأطفال يواجهون أوضاعا نفسية وصحية ضخمة خلال رحلة اللجوء وحتى الاندماج في الحياة مرة أخرى في المملكة المتحدة، وفي حديثها ذكرت برجيت تشابمان المسؤولة عن مؤسسة عمل اللاجئين في مقاطعة كنت أنها تشعر بالقلق لاكتشاف أن هؤلاء الأطفال الذين وصلوا مؤخرا على متن قوارب صغيرة يتم بقاؤهم في فنادق على الساحل الجنوبي، دون رعاية صحية ونفسية متخصصة، حيث لا توجد اية خبرة لدى مسؤولي وزارة الداخلية القائمين على هذا العمل، كي يتم التعامل مع هؤلاء الأطفال، بخلاف المؤسسات العاملة في قطاع العمل الخيري في بريطانيا التي لديها الخبرة في تقديم الدعم اللازم لهؤلاء الأطفال والقصر.. ولم تتصل وزارة الداخلية بأي منا لتقديم المساعد لهؤلاء الأطفال، وهذا مروع لما قد يحدث مع هؤلاء الأطفال من مخاطر هائلة، حيث ان حراس الأمن القائمين على التعامل مع هؤلاء الأطفال ليس لديهم الخبرة الكافية وليسوا مؤهلين للتعامل مع هؤلاء الأطفال، كما أنهم غير خاضعين للسلطات القضائية. *أطفال في خطر من ناحيتها أشارت الخبيرة في شؤون الأطفال في مؤسسة "Children Society" البريطانية ماريك ويدمان هؤلاء الأطفال فروا في كثير من الأحيان من الحرب والاضطهاد وقد يعانون من الخوف والحزن بعد رحلة مؤلمة لا يمكن تصورها، ومن المهم أن يخضعوا إلى نظام مساعدة عاجلة لتوفير الدعم والرعاية التي يحتاجونها عندما يصلون إلى هنا في بريطانيا بمفردهم، ويضم ذلك الوصول إلى أماكن اقامة مناسبة، وليس إلى فنادق ذات رعاية محدودة وهذا أمر صارم ويعرض هؤلاء الأطفال إلى الخطر الذي لا يصدق. قانونية التعامل مع هؤلاء الأطفال ونظرا لأن هناك قانونا ينظم التعامل مع الأطفال في المملكة المتحدة، فإن هذا القانون قد لا يشمل هؤلاء الأطفال اللاجئين، حيث يتم التعامل معهم على أنهم فئة من الأشخاص القادمين الى المملكة المتحدة، وليسوا مقيمين فيها، ووفق الجانب القانوني أعربت المحامية البريطانية ريبيكا ايفنز من مكتب ولسونز عن قلقها من ممارسة وزارة الداخلية البريطانية المتمثلة في إيواء هؤلاء الأطفال طالبي اللجوء وغير المصحوبين بذويهم في الفنادق، مما تجعل لديهم السلطة الكبيرة ودون مساءلة حول طبيعة التعامل مع هؤلاء الأطفال، حيث قد يتعرض هؤلاء الأطفال إلى الاتجار أو التعذيب، وسحب أية ضمانات تحميهم بموجب قانون الأطفال لعام 1989، ونظرا لأن الحكومة لا تملك السلطة القانونية في التعامل مع مثل هذا الملف المتعلق بإيواء الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم فقد يصل الحد إلى سوء التعامل.