270 فقيهة بمكة و54 شيخة للإمام ابن حجر تجادلن مع كبار العلماء وخطبن على المنابر.. المجد العلمي للمرأة بالحضارة الإسلامية
Al Jazeera
يحتدم الجدل بالبلاد العربية والإسلامية أحيانا بشأن تعيين مؤسساتِ الإفتاء نساءً “مفتياتٍ”؛ مما يجعل الحاجة قائمة للتطرق لعلاقة النساء تاريخيا بالإفتاء والتدريس، لكشف مظاهر تلك العلاقة تنظيرا وممارسة.
يحتدم الجدل بين الفينة والأخرى في البلاد العربية والإسلامية بشأن تعيين دُورِ ومؤسساتِ الإفتاء الرسمية نساءً "مفتياتٍ" بين مؤيد ومعارض؛ وهو جدل عززته عوامل متعددة بينها تحكّم سلطان العادة باعتبار أغلب المفتين والفقهاء عبر التاريخ كانوا رجالا؛ والخلط في أذهان الناس بين وظيفتيْ الإفتاء والقضاء، حيث دار خلاف بين الأقدمين في جواز تولي المرأة منصب القضاء، ولم تكن الفتوى كذلك. وهذا ما يجعل الحاجة قائمة إلى العودة إلى أيام المجد العلمي للحضارة الإسلامية؛ لكشف العلاقة الوثيقة التي قامت بين النساء والإفتاء والفقه وشتى فنون العلم الشرعي عموما، والتعرف على مظاهر تلك العلاقة تنظيرا وممارسة. وهو ما نسعى إليه في هذا المقال الذي يرصد أثر المكوّن النسوي في الحياة العلمية للمجتمعات الإسلامية، وما كُنّ عليه من حضور بارز ومتميز زاحمن به الأئمة من الرجال، بل وأسهمن به -أحيانا كثيرة- في تكوين هؤلاء الأئمة. إفتاء نسوي مبكر يطلق الإمام ابن قيم الجوزية (ت 751هـ/1350م) مصطلح "التوقيع عن الله" على ‘صناعة الفتوى‘ التي أشبعها بحثا في كتابه ‘إعلام الموقعين عن رب العالمين‘. وللفتوى وممارستها شروط لخصها لنا الإمام النووي (ت 676هـ/1277م) بقوله في ‘آداب الفتوى والمفتي والمستفتي‘: "شَرط الْمُفْتِي كَونه مُكَلّفا مُسلما ثِقَة مَأْمُونا، متنزِّها عَن أَسبَاب الْفسق وخوارم الْمُرُوءَة، فقيهَ النَّفس سليمَ الذِّهْن رصينَ الفِكر صَحِيح التَّصَرُّف والاستنباط متيقظاً، سواءٌ فِيهِ الحرُّ وَالْعَبْد وَالْمَرْأَة". فمدار الفتوى إذن في الإسلام يرجع فقط إلى الملكة العلمية، والوازع الأخلاقي، وصحة النظر والاستنباط.More Related News