![235 طفلا يقبعون في سجون الاحتلال](https://al-sharq.com/get/maximage/20210730_1627676745-99360.jpeg)
235 طفلا يقبعون في سجون الاحتلال
Al Sharq
على الرغم من أن الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان وتحديدًا اتفاقية حقول الطفل شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم ولفرصهم في النمو والتطور، وقيدت هذه المواثيقُ
على الرغم من أن الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان وتحديدًا اتفاقية حقول الطفل شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم ولفرصهم في النمو والتطور، وقيدت هذه المواثيقُ سلبَ حريتهم وجعلت من الاعتقال الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة إلا أن الاحتلال الصهيوني يخالف كل تلك القوانين والمواثيق ويجعل اعتقال الأطفال وترويعهم وإهانتهم وتعذيبهم ملاذه الأول. وارتفعت أعداد الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال بما نسبته 35% عما كانت عليه بداية العام الجاري، حيث وصلت الى 235 طفلاً، وذلك نتيجة الاعتقالات المكثفة التي استهدفت الأطفال الفلسطينيين خلال الشهرين الأخيرين. ويروي مصطفى سلامة -17 عامًا- شهادته المرعبة التي أوضح فيها أنه تعرض للتعذيب خلال اعتقاله حيث بدأ جيش الاحتلال باقتحام منزله في بلدة عزون في قلقيلية، والاعتداء عليه بالضرب بأعقاب بنادقهم وأيديهم وأرجلهم، فكانت هذه كانت مرحلة من مراحل التعذيب والتنكيل، حتى فترة زجّه بالجيب العسكري في أولى لحظات اعتقاله، كانت الدقائق تمرّ بثقل بينما تنهال عليه بساطيرهم العسكرية والشتائم إلى أن فقد وعيه. يقول:" فتحت عيني في "الزنزانة" التي يحرسها جنود مدججون بالأسلحة، اقتادوني بعدها لغرفة تحقيق بمركز "الجلمة"، وهناك جرى استجوابي لساعات طويلة وأنا مقيد، ثم تم نقلي إلى قسم الأسرى الأشبال في سجن "مجدو". وأكّد الباحث رياض الأشقر مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى لـ"الشرق" أن الاحتلال لم يستثنِ اعتقال الأطفال من العمليات الاعتقالية التي يقوم بها ليل نهار، والتي طالت مناطق جديدة كقرى وبلدات الأراضي المحتلة عام 1948 بل زاد ووسّع خلال شهري مايو ويونيو من عملياته حيث وصلت نسبتهم الى 19% من إجمالي الاعتقالات التي شهدتها الأراضي المحتلة خلال النصف الأول من العام الجاري. وليس الاعتقال فقط هو ما يعمد إليه الاحتلال في استهدافه للأطفال إنما يقوم " بالاعتقال والاستدعاء وفرض الأحكام القاسية بجانب الغرامات المالية الباهظة" وفق الأشقر الذي أوضح أن حالات الاعتقال بين القاصرين خلال النصف الأول من العام وصلت الى (880) حالة ما دون الثامن عشر، منهم (43) طفلاً ما دون ال 12 عاما، مشيرًا إلى أن بعضهم لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات فقط. *قمع المقاومة أما عن سبب توسيع اللجوء لاعتقال أطفال فلسطين فبيّن الأشقر:" ذلك من أجل تخويفهم وتضييع مستقبلهم وقتل أحلامهم، وحرمانهم من التعليم، وممارسة سياسة الردع بحقهم، لمنعهم مستقبلاً من المشاركة في أي فعاليات او احتجاجات او أعمال مقاومة ضد الاحتلال". وقال "يتوزع الأسرى من الأطفال على أقسام الأشبال في سجون (مجدو وعوفر والدامون) وكذلك يوجد عدد في مراكز التوقيف والتحقيق حيث يعانون من ظروف اعتقال قاسية جداً وأوضاع متردية وغير إنسانية تفتقر لأبسط مقومات الحياة". وأضاف "يتعرض الأطفال الأسرى لهجمة متوحشة ويحرمهم الاحتلال الصهيوني من أهم الحقوق الأساسية في أسوأ مراكز التوقيف التي يحتجزون فيها وهي (المسكوبية والجلمة وحواره) فيمارس المحتل معهم كل أشكال الإذلال والإهانة ". وتابع "يشكو الأطفال في تلك المراكز من سوء المعاملة وقلة الأغطية والملابس حيث لا يملكون سوى ملابسهم الشخصية، ومنهم من اعتقل بملابس النوم، وكذلك يشكون من انعدام النظافة ومن عدم توفر المياه الصحية للشرب مما يدفعهم للشرب من المياه غير الصالحة، اضافة للمعاملة القاسية من قبل السجانين". ليس ذلك فحسب فتفتقد مراكز التوقيف التي يحتجز فيها الأطفال الأسرى إلى وسائل تدفئة أو أغطية كافية أو مياه ساخنة في الشتاء أو الى مراوح ووسائل تبريد في الصيف، والطعام المقدم للأسرى سيء كماً ونوعاً، وأحيانا يجد الأسرى بداخله حشرات، اضافة الى معاملة السجانين العدائية والاستفزازية حيث يعتدون على الأشبال بالضرب والإهانة والشتم –وفق حديث الباحث. *انتهاكات جسيمة هناك الكثير من الانتهاكات التي ينفذها الاحتلال الصهيوني بحقّ الأسرى الأطفال، منذ لحظات اعتقالهم الأولى، يذكرها الأشقر لـ"الشرق":" يتم اعتقال الأطفال دون مراعاة لظروفهم من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل، ونقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف، وإبقائهم دون طعام أو شراب لساعات طويلة، وصلت في بعض الحالات الى يومين، إلى جانب توجيه الشتائم والألفاظ البذيئة إليهم، وتهديدهم وترهيبهم، وانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد، ودفعهم للتوقيع على الإفادات المكتوبة باللّغة العبرية دون معرفة محتواها، وحرمانهم من حقّهم القانوني بضرورة حضور أحد الوالدين، والمحامي خلال التّحقيق، وغير ذلك من الأساليب والانتهاكات.". *استهتار الاحتلال ويستهتر المحتل الصهيوني بكل مبادئ وقيم حقوق الإنسان التي أقرتها الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الأسرى القاصرين وذلك "بمواصلة التعذيب والتنكيل ضد الأسرى الأطفال الفلسطينيين من خلال الاعتقال والتحقيق، والتي يكشف عنها يومياً شهادات أدلى بها أطفال قاصرون للمحامين حول تعرضهم للتعذيب والاهانة والمعاملة القاسية خلال اعتقالهم، والتحقيق معهم". وطالب مركز فلسطين المؤسسات الدولية وخاصه المعنية بشؤون الأطفال إلى التدخل واستخدام جميع الوسائل المتاحة، للإفراج عن جميع الأطفال الفلسطينيين المعتقلين لدى الاحتلال، ووقف الاعتقالات المستمرة والانتهاكات بحقهم".More Related News