140 عاما من الثورة العرابية.. وقائع ثورة انتهت باحتلال
Al Jazeera
يحاول التقرير نقل شهادات صناع الثورة والقريبين منها، من دون تدخل في الأحداث، وطرق أبواب التاريخ ليس من أجل التحسر على فرصة أو فرص ضاعت، بل يظل التاريخ “عبرة لأولي الألباب”.
"والحق أن مجرد غضبة مصري في مثل ذلك الوقت لمصريته ودفاعه عن قوميته كان يعد من ضروب الشجاعة التي تبلغ -لما أحاط بها من ملابسات- حد البطولة (…) وهو لم يغضب فحسب، ولم يعلن غضبه حتى رأى الخوف فنكص، وإنما طالب رئيس الوزراء بما اعتقد أنه الحق غير هياب ولا متلعثم، وأخذ يعد العدة بعدها لما عسى أن يدبر له من كيد، ولم يرض من الغنيمة بنجاته مما وقع فيه، وإنما ذهب على رأس جنده وحمل الخديوي على إجابة ما يريده الجيش (…) بهذا الذي فعله ذلك الفلاح الثائر حقت له الزعامة على الفلاحين من بني قومه، ولكن الأمر لم يقتصر على الفلاحين، فقد بات يخطب وده رجال الحزب الوطني". بهذه الكلمات دافع المؤرخ الراحل محمود الخفيف في كتابه المهم "أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه" عن قائد الثورة، والحق أن الكتاب حوى توثيقا مهما للعديد من المكاتبات والمراسلات والأحداث، إذ لا يمكن الاستغناء عنه في دراسة تلك التجربة، التي قارب المصريون من خلالها أن يسيروا على مسار الديمقراطية. لكن ما كتبه المؤرخ الراحل في إنصاف عرابي يجد معارضة له من العرابيين أنفسهم الذين شاركوا في وقائع الثورة، مثل الشيخ محمد عبده ومحمود باشا فهمي وقادة الحركة الوطنية كمحمد شريف باشا وسلطان باشا، وغيرهم كثير، وقامت الأستاذة عايدة العزب موسى -حرم الراحل المستشار طارق البشري- بجمع شهادات وترجمات لمن عاصر أو شارك في الثورة، وثقت فيها تفاصيل مهمة بين قدح في عرابي ودفاع عنه، ليدخل كتابها في باب الوثائق حول الثورة.More Related News