"ينوون حرقنا في بيتنا".. مستوطنون يعتدون على عائلة سالم في حي الشيخ جراح تمهيدًا لتهجيرهم
Al Sharq
تعيش الحاجة المقدسية فاطمة سالم -73 عامًا- حالة من الذعر تقابله بكثيرٍ من الصمود والتحدّي في وجه المستوطنين الذين يهاجمونها في بيتها الصغير الذي تسكنه منذ 74 عامًا
تعيش الحاجة المقدسية فاطمة سالم -73 عامًا- حالة من الذعر تقابله بكثيرٍ من الصمود والتحدّي في وجه المستوطنين الذين يهاجمونها في بيتها الصغير الذي تسكنه منذ 74 عامًا في حي الشيخ جراح المهدّد بالإخلاء والتهجير في أي لحظة. ويتوافد مئات المستوطنين منذ الأحد الماضي على خيمةٍ أقاموها ونصبوا فيها أعلام دولة الاحتلال الإسرائيلي في أرض عائلة الحاجة فاطمة وبجوار منزلها التي قررت محكمة الاحتلال إخلاءه من أصحابه وأمهلتهم ما بين الأول من مارس والأول من إبريل القادم. ولزيادة استفزاز المقدسيين قام عضو الكنيست الصهيوني إيتمار بن جفير المعروف بتطرفه بنقل مكتبه للمرة الثانية ولكن هذه المرة للشق الغربي من الحي بجوار بيت فاطمة وراح يخطب في المستوطنين الخطابات العنصرية ومنها كما تقول المُسنّة فاطمة:" سمعته بأذني يدعو المستوطنين المتجمهرين لحرقنا في البيت في الأول من إبريل إن لم نخرج"، وتضيف:" أنا أفهم اللغة العبرية جيدًا، لقد قالها بوقاحةٍ ولا تردّد". وتتابع:" لا شيء بعيد عنهم أو غير متوقّع فقد سبق وأن أحرقوا عالة دوابشة بمن فيها، إنهم مجرمون سارقون بلا إنسانية أو رحمة". ويقود المتطرف إيتمار بن غفير حملة تضامنية من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يدّعي فيها أن العرب أحرقوا سيارته 9 مرات والآن أحرقوا منزله، وإذا عجزت الشرطة عن حمايته فهو والمستوطنون سيتكفلون بذلك، في حين حدث حريق في بيته بسبب تماس كهربي وفق ما يقول المواطنون في الحي. وقام المستوطنون برش غاز الفلفل في وجه الحاجة فاطمة وضربها وجرحها في ذراعها أثناء رباطها في بيتها وأرضها مع أبنائها الثلاثة وأحفادها وبناتها الخمس وعدد من المتضامنين الفلسطينيين. تحكي:" حين هرع ابني لنجدتي من بين يدي المستوطنين الوحوش رشوه بغاز الفلفل وقام جيش الاحتلال باعتقاله على الفور، إنهم يحمون المستوطنين ويؤمنون ويهيئون لهم كل الطرق للاستمرار في اعتداءاتهم". وتوضح:" يدّعي المستوطنون أنهم كانوا يعيشون في هذا المنزل قبل حرب عام 1948، وبعد اندلاعها فروا هاربين وجاء والدي وسكن في المكان". وتواصل:" الاحتلال لا وجود له بيننا، وليس له أصول في أرضنا الفلسطينية إنه سارق يعيش على القتل والتهجير والتشريد، أما أنا فوُلِدت في هذا المكان ومن قبلي كان والداي فيه، وحين كبرت تزوجت في نفس البيت كيف لا أترك أبي المريض". وتكمل:" كل ذكرياتي في هذا البيت إنه حياتي وأنفاسي، والاحتلال يريدون قطع أنفاسي".
ومنذ عام 2009 وعشرات العائلات المقدسية مهددة بالتهجير في حي الشيخ جراح، ومنها من تم طردها وسرقة بيتها، ويواجه الأهالي خطر التطهير العرقي والتهجير القسري من منازلها لصالح مشاريع استيطانية، في الوقت الذي تشدد فيه سلطات الاحتلال من إجراءاتها التعسفية بحق سكانه في محاولة لتهجيرهم. وصرح الناطق باسم حركة حماس في القدس محمد حمادة أن "هجوم المستوطنين يسوقهم المدعو بن غفير على أهلنا في حيّ الشيخ جرّاح في جنح الليل هو عدوان سافر ولعب بالنار في القدس، التي تشتعل من أجلها كل فلسطين نصرة بكل ما تملك". وحذر الاحتلال من مغبة الاستمرار في هذا التغول، الذي هو بمثابة عبث في صواعق التفجير التي لن تنفجر إلا في وجهه. ودعا حمادة أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة القدس إلى النفير لنصرة وغوث الأهل في حيّ الشيخ جرّاح "ولتكن كل مدن وقرى الضفة والقدس ميدان مواجهة مع الاحتلال الغاشم ومستوطنيه الجبناء".