وراء كل انسحاب أمريكي استراتيجية مدمرة

بقلم –  د. أنس خالد النصَّار يُذكّرني الانسحابُ الأمريكيُّ العسكريُّ من أفغانستان بالانسحاب من العراق وما خلّفه من دمار وفوضى، ولا يستطيع عاقلٌ اليوم أن يؤمن بأن هذه الخطوات كانت سياسة بريئة لأسباب داخليّة وبدون قصد إحداث تلك النتائج، فهل غفل البنتاجون وال CIA ومراكز الأبحاث العريقة Think Tank عن توقع مثل هذه الكوارث؟. في …

يُذكّرني الانسحابُ الأمريكيُّ العسكريُّ من أفغانستان بالانسحاب من العراق وما خلّفه من دمار وفوضى، ولا يستطيع عاقلٌ اليوم أن يؤمن بأن هذه الخطوات كانت سياسة بريئة لأسباب داخليّة وبدون قصد إحداث تلك النتائج، فهل غفل البنتاجون وال CIA ومراكز الأبحاث العريقة Think Tank عن توقع مثل هذه الكوارث؟. في مجال الاستراتيجيات الدوليّة لا يُترك شيء للصدفة. تقوم مراكز الأبحاث والجهات الحكوميّة والعديد من الجهات المُتشعبة عميقة الخبرة بالتخطيط للمُستقبل القريب والبعيد وبناء توقعات واحتمالات لكل صغيرة وكبيرة، خصوصًا عندما نتحدّث عن دول محوريّة وعالميّة مثل الولايات المُتحدة. لقد أدّى الانسحابُ الأمريكي من العراق عام ٢٠١١ إلى زيادة التوغّل والسيطرة وتمدّد إيران ليس فقط على العراق إنما في المنطقة برمتها، ما زاد مخاوف دول الخليج. في ذلك الوقت كانت دول الخليج في حالة توافق، لكن ذلك لم يستمرّ طويلًا، وجرى رسم استراتيجية تشغل تلك الدول بالخطر الأكبر عليها وهو التمدّد الإيراني، أضف إليه ما جرى بالتزامن من اشتعال الحروب والثورات في عدة مناطق مثل اليمن وسوريا.