واحة الديمقراطية الزائفة.. لماذا تعد إسرائيل آخر قوة استعمارية على وجه الأرض؟
Al Jazeera
يحلو للكثيرين وصف إسرائيل بواحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، بيد أن الوجه القبيح لدولة الفصل العنصري له جذور عميقة مرتبطة بالاستعمار الأوروبي والعنصرية الكامنة في الصهيونية.
قبل الحرب الأخيرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، التي أدَّت إلى زيادة الضغوط على رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وتفاقم الأزمة السياسية بتل أبيب، كان نتنياهو يعيش أسعد أيامه؛ فقد أصبح أطول رئيس وزراء إسرائيلي يعتلي سدة الحكم منذ تأسيس دولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين، مُتفوِّقا على ديفيد بن غوريون الذي بقي في منصبه رئيسا للوزراء لمدة 8475 يوما. نجح نتنياهو أيضا في تجاوز الاتهامات التي وُجِّهت له، كونه أول رئيس وزراء إسرائيلي يُتهم بارتكاب جرائم وهو على رأس وزارته، بينما أُجبر سلفه أيهود أولمرت على الاستقالة، قبل أن تُوجَّه إليه تهمٌ زجَّت به في السجن أكثر من عام. (1) كان نتنياهو -عكس سلفه أولمرت- قد نجح في تحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية واسعة تحت غطاء ما سُمي إعلاميا بـ "صفقة القرن". فقد جاءت "صفقة القرن"، كما قال "ناحوم برنياع"، المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت، سخية للغاية في "توفير الاحتياجات الأمنية لإسرائيل والمستوطنات في الضفة. فاستطاع نتنياهو انتزاع مكتسبات لم يستطع أسلافه انتزاعها من الأميركيين، وتضم قائمة المكتسبات اعترافا بسيادة إسرائيل في شرقي القدس حتى الجدار الفاصل، واعترافا بالسيطرة الأمنية على الضفة كلها، وتبادل أراضٍ على أساس غير متساوٍ". (2) أما "ألوفِ بِن"، رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، فوصف "صفقة القرن" بأنها "حقَّقت معظم أحلام نتنياهو السياسية. وكان التجديد الأساسي هو الاعتراف الأميركي بمطالب إسرائيل في الضفة الغربية، وبتسويغات قانونية وأمنية وتاريخية تُضفي لأول مرة شرعية من البيت الأبيض لفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات وغور الأردن".More Related News