هل نحتاج إلى كأس عالم آخر؟
Al Arab
قدر الرياضة في أن تتوارى خلف ستار كرة القدم إذ أن المعني بالحديث هنا هو كأس العالم لكرة القدم مع كامل تقديري واجلالي لجميع الرياضات الأخرى، فنحن مع مبدأ سيادة
قدر الرياضة في أن تتوارى خلف ستار كرة القدم إذ أن المعني بالحديث هنا هو كأس العالم لكرة القدم مع كامل تقديري واجلالي لجميع الرياضات الأخرى، فنحن مع مبدأ سيادة الأغلبية مع حفظ حق الأقلية وهذا في مذهبي ينطبق على شعبية الشيء أيضاً! أكثر من سنة منذ أن طوت كأس العالم نسختها الاستثنائية التي لن تتكرر في تاريخ كأس العالم ( 32 فريقا) قدمت قطر نموذجاً ناجحاً في قدرة مدينة واحدة على تنظيم هذا الحدث العالمي بدرجة تتجاوز مراحل النجاح. البعض لا يزال يستذكر تلك الاجواء الماتعة والمشاعر الحماسية في مناطق المشجعين والساحات العامة والملاعب حتى صار في مرحلة تتحكم فيها المشاعر الحديثة بقاعدة الذاكرة الانسانية ليتناسى التحديات التي عايشها الجميع تجاه أصابع وافواه (وكل أعضاء الجسد) التي كانت تنتقد وتشكك في قدرة قطر على استضافة هذا الحدث المهم! استضافة الحدث وان كانت السمعة الدولية أحد أهدافه إلا أنها تتذيل سلم ترتيب الأهداف الاستراتيجية والتي تبنت الرياضة كمحرك للدفع بعجلة التنمية البشرية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية. فبلغة الأرقام ولغة مبدأ التقييم (بالنظر) هنالك زيادة في عدد الزوار والسياح، إصلاحات في التشريعات، شيوع النمط الرياضي والصحي، تطور في المرافق والبنية التحتية وغيرها.. كانت البطولة بمثابة استراتيجية وتحدي اختارته قطر للتسريع من عملية التحول والتغيير وكأداة تكشف الفجوة ليتم العمل على سدها وتجسيرها للوصول للغاية أو على الأقل مراقبتها ليتم حلها في مرحلة لاحقة! كانت بمثابة الهدف البعيد الذي يحيي الهمم والموارد ليتم تجاوز العوائق بما في ذلك حرارة الجو! بالعودة إلى طرح سؤالنا الأول عن حاجتنا كأس عالم آخر، فلابد أن الجهات المعنية تراعي العوائد المتوقعة من أية عملية استضافة ولا شك أنها تطمح للبناء على ما تم تحقيقه من نجاح في بطولة كأس العالم لاستضافة الحدث بشكله الجديد (48 فريقا) ولكن قد يعني ذلك 2042 أو ما بعدها لما تفرضه اعراف التصويت من قرارات سياسية ومراعاة التوزيع الجغرافي (القارات). المهم هنا هو أن نتبنى مبدأ خلق وجذب الأحداث والفعاليات الكبرى ( مشاريع) من العاب أولمبية وعالمية وقارية وغير رياضية حتى بشرط أن نستحضر عقلية (التاجر) للإبقاء على وتيرة العمل ونفس التحدي بعد أن نجحنا في أكبر تحدي خلقناه مع ذواتنا في 2022.