
هل بات الملف النووي الإيراني على أعتاب القرارات الصعبة؟
Al Arab
دخلت المساعي الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، هذا الأسبوع، سباقا مع الزمن، وربما وضعته على أعتاب القرارات الصعبة والمراحل الحاسمة، ومن المقرر عقد الجولة
دخلت المساعي الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، هذا الأسبوع، سباقا مع الزمن، وربما وضعته على أعتاب القرارات الصعبة والمراحل الحاسمة، ومن المقرر عقد الجولة السادسة من مفاوضات فيينا الخاصة بهذا الملف غدا /الخميس/ وذلك قبل ثمانية أيام من الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي يرجح البعض أن تدفع نتائجها المفاوضين الإيرانيين لتبني مواقف متشددة، يضاف إلى هذا أن فترة عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية في إيران، التي تم تمديدها مؤخرا لثلاثين يوما تنتهي في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، أي بعد أسبوعين. وقد أشاع السيد انريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي بمفاوضات فيينا أجواء من التفاؤل والأمل بخصوص نتائج الجولة السادسة، حيث أعرب عن ثقته بالتوصل خلالها لاتفاق يعيد كلا من الولايات المتحدة وإيران لالتزاماتهما الواردة بالاتفاق النووي، كما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع لحكومته قبل أسبوع حل وتسوية القضايا الرئيسية العالقة مع الولايات المتحدة خلال مفاوضات فيينا، مشيراً إلى أن عددا من القضايا الفرعية مازالت باقية. وأوضح السيد عباس عراقجي رئيس الوفد الإيراني للمفاوضات أن القضايا المتبقية ونقاط الخلاف ليست مستعصيةً فيما تسود آمال أوروبية بإمكانية التوصل لاتفاق خلال الجولة القادمة، لكن السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي كان أقل تفاؤلاً حيث أعلن يوم /الاثنين/ الماضي أمام لجان مجلس النواب أن من غير الواضح ما إذا كانت إيران مستعدة لما يتعين عليها فعله من أجل الامتثال لاتفاق 2015 ، أي خطة العمل الشاملة المشتركة، وتوقع أن تظل مئات العقوبات الأمريكية سارية على إيران حتى إذا تم الاتفاق على العودة للاتفاق النووي، لافتا إلى أن تلك العقوبات ستظل سارية حتى تغير إيران سلوكها حسب قوله. وعلق وزير الخارجية الإيراني على تصريحات بلينكن بالقول، إنه ليس من الواضح أيضاً بالنسبة لإيران ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وبلينكن على استعداد للانفصال عن حملة الضغط التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووزير خارجيته السابق مايك بومبيو، والتوقف عن استخدام الإرهاب الاقتصادي كوسيلة ضغط للمساومة، وقال إن الوقت قد حان لتغيير المسار. وقال السيد علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، إنه يتوقع أن تتوصل بلاده إلى اتفاق بشأن إحياء اتفاق 2015 النووي مع القوى العالمية قبل مغادرة الرئيس حسن روحاني منصبه في أغسطس المقبل، مضيفا أن طهران ليست بعجلة من أمرها في المفاوضات وليس لديها قرار بإطالة العملية. وحاولت إيران طمأنة الجهات الدولية بشأن سياستها النووية بعد الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى يوم 18 يونيو الحالي، وأكدت أن هذه السياسة لن تتغير لأن أعلى قيادة في إيران هي التي تقرر هذه السياسة. ومما يزيد الأمر تعقيدا ما عبر عنه السيد مانويل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل يومين، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة، من "قلق عميق" لعدم رد إيران على أي من أسئلة الوكالة حول العثور على آثار اليورانيوم في ثلاثة مواقع وآثار مواد نووية في مكان رابع. وأضاف "أن عدم حصول تقدم لخلق الشفافية، وعدم الردّ على أسئلة الوكالة من قبل إيران، قد أثر بشكل جاد في قدرتها على التحقق من سلمية البرنامج النووي الإيراني"، محذراً من أن طهران قد وصلت إلى مستوى عالٍ من تخصيب اليورانيوم على نحو بات قريباً من مرحلة إنتاج سلاح نووي. ونفت إيران تصريحات غروسي، واتهمته بالانحياز والتسييس. ويقول دبلوماسيون ومحللون غربيون، إن المطالب الإيرانية بشأن تخفيف العقوبات والمخاوف الغربية بشأن توسيع المعرفة النووية الإيرانية من بين الأسئلة التي قد تتطلب أسابيع أو ربما شهوراً من المفاوضات الإضافية. وهو ما يشير إلى أن العودة إلى الامتثال للاتفاق لا تزال بعيدة المنال. ولم يتم الكشف عن تفاصيل الخلاف بمفاوضات فيينا، لكن بعض وسائل الإعلام الغربية أشارت للعقوبات غير النووية التي فُرضت على إيران خلال رئاسة الرئيس ترامب، والتي دعت طهران إلى رفعها، بينما اتهمت تقارير صحفية في طهران القوى الغربية بالمماطلة بمفاوضات فيينا لإدراج بند بالاتفاق النهائي يتضمن تعهد طهران بإجراء مباحثات منفصلة حول قدراتها الصاروخية وسياساتها الإقليمية بعد عودة أمريكا للاتفاق النووي. وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق عام 2018 ، ما دفع إيران إلى تجاوز حدود الاتفاق على برنامجها النووي بشكل مطرد، لكن الرئيس الحالي جو بايدن عبر عن رغبته بالعودة للاتفاق مقابل عودة طهران لالتزاماتها الواردة فيه. وكانت مباحثات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي قد بدأت بواسطة أطراف الاتفاق، المكونة من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الثاني من إبريل الماضي، وعُقدت خمس جولات حتى الآن بهدف إحياء الاتفاق النووي.More Related News