
هجرة .. أم تهجير؟!
Al Raya
بقلم – عبدالكريم البليخ «العقول المهاجرة»، «الأدمغة الهاربة»، الإمكانات المبدَّدة».. إلخ، أوصاف تُطلق على بعض نجباء الأمة في الفيزياء والذرّة والكيمياء والرياضيّات.. إلخ، هذه العناصر العربية المتوهجة التي اجتذبها الخارج فلبّت نداءَه، وغابت في آفاقه، وانصهرت في نسيجه، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حضارته وغده. لو أن أوطانهم حققت المستوى المنشود من الرقي، وبلغت كفايتها …
«العقول المهاجرة»، «الأدمغة الهاربة»، الإمكانات المبدَّدة».. إلخ، أوصاف تُطلق على بعض نجباء الأمة في الفيزياء والذرّة والكيمياء والرياضيّات.. إلخ، هذه العناصر العربية المتوهجة التي اجتذبها الخارج فلبّت نداءَه، وغابت في آفاقه، وانصهرت في نسيجه، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حضارته وغده. لو أن أوطانهم حققت المستوى المنشود من الرقي، وبلغت كفايتها من التطور، وأقامت المصانع وقواعد التسليح، ووفرت الآلات والاحتياجات التموينية والسلعية الضرورية والكمالية، واستغلت موارد طاقتها ووظفتها في مواقعها الصحيحة، وبالأوجه التي تضاعف ريعها، وتحفظ حقوقها، وتستثمر ثرواتها.. لو حدث كل ذلك، لكان تسرّب بعض العقول العربية إلى تلك الدول الأجنبية أخف وقعًا، وأقل صدمة، ولكن أن يكون حال العرب على ما هو عليه من التبعية والتخلّف، وأن تستعمر أسواقها من قبل تلك الدول الأجنبية وتهدّد إنتاجها الوطني بالفشل، وتنافسها في عقر دارها، وتدفع اقتصادها إلى التقوّض والانهيار، وأن تكون وهي الغنية بثرواتها وإمكاناتها ومقدّراتها وحضارتها مجرد أرض بكر تتلاعب بها الموازين العالمية.. فهنا موضع الاعتراض! هل تُلام «الأدمغة العربية» في تشريقها نحو الغرب؟ وهل يمكن أن تطلق صفة «الهجرة» على هذه الرحلات؟ لا .. بل هي «طرد» و«تهجير» دفعوا إليها دفعًا بالوسائل الودية والقهرية وربما الإرهابية! . لقد أصبح النبوغ تهمة عربية يُطارد من أجلها العلماء في مختبراتهم، ويساءل فيها المخترعون في أبحاثهم، وتصادر طلاقة المفكرين في دراساتهم، وتحوّل وجودهم إلى موضع شك وريبة البيروقراطية والنظم المتخلفة، والأنماط التشويهية التي تحارب التطور وتعتبره ثورة ضد مصالحها، وانقلابًا يمس قاعدة بقائها.More Related News