
هارون الرشيد.. خليفة عادل أم رجل أغوته الشهوة والسلطة؟
Al Jazeera
أثار هارون الرشيد جدلا كبيرا حول شخصيته، فما بين نظرة تراه خليفة عادلا حقق الأمن، وأصلح شؤون الرعية، وبين نظرة أخرى تصفه ببعض الروايات والأخبار أنه زير نساء.. فمن هو وما حقيقة ما يثار حوله؟
لا يأتي الحديث عن العباسيين الأوائل إلا مقرونا باستدعاء مشاهد الصراع والدم، صراع بدأت ملامحه بالظهور منذ بدايات تأسيس الدولة على أنقاض الأمويين الذين سحقهم العباسيون وقضوا على نفوذهم، وهي المشاهد التي امتدت من الشرق في خُراسان وإيران، ثم العراق والشام، وانتهاء بقتل آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد في منطقة بوصير وسط مصر. صراعٌ امتد كذلك أمام الطالبيين أبناء علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الذين رأوا أنفسهم على الدوام الأحق بحِمْل الخلافة، وتقلّد أعبائها من الأمويين والعباسيين على السواء، ثم صراع داخلي تخلّص فيه العباسيون من أبرز رجالاتهم، من قامت الدولة على أكتافهم بالدم والعرق والجهد في سنوات الدعوة والثورة، مثل أبي سلمة الخلال وزيرهم الأشهر، وأبي مسلم الخراساني قائدهم العسكري الفذ، وأخيرا صالح بن علي العباسي عم أبي جعفر المنصور الذي رأى نفسه الأجدر بالخلافة من ابن أخيه الصغير، لكنه مُني بهزيمة ثقيلة تم التخلص منه على إثرها. ولعل تلك الدماء التي سالت في بداية تأسيس الدولة، والأساطير التي بثّتها الدعاية العباسية تجاه الخلفاء الأوائل، قد لحقت بأولهم أبي العباس عبد الله بن محمد الهاشمي الملقّب بالسفّاح، ليأتي من بعده أخوه أبو جعفر المنصور الذي بنى مدينة بغداد، وتشكّلت ملامح الدولة في عصره، وليسير كذلك على السُّنة ذاتها بالقوة والشدة والبطش بالمخالفين، بُغية التأسيس والاستقرار. ولتبدأ ملامح الاستقرار والهدوء على يد المهدي محمد بن أبي جعفر المنصور الذي أنجب موسى الهادي وهارون الرشيد، أما الهادي فقد عُرف عنه غضبه وانفعاله وطيشه ومحاولته قتله أخاه هارون، لكنه سرعان ما توفي بعد عام واحد من تقلده الخلافة، ليخلو الطريق أمام هارون الرشيد، ومعه تدخل الدولة العباسية عصرا جديدا استمر زهاء عشرين سنة، حيكت حولها الكثير من القصص والأساطير.More Related News