![هارب من الموت.. ماذا شاهد الجغرافي والرحالة ياقوت الحموي في هجوم التتار؟](https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2021/07/ياقوت.jpg?resize=1200%2C630)
هارب من الموت.. ماذا شاهد الجغرافي والرحالة ياقوت الحموي في هجوم التتار؟
Al Jazeera
شهد عاما 616 و617هـ انطلاقة المغول الأولى وهجومهم، وتصادف ذلك وجود رحّالة وجغرافي مسلم هو ياقوت بن عبد الله الحموي. فمن هو؟ وماذا كتب عن مشاهد وأجواء ذلك الرعب والهول الذي ابتُلي به العالم الإسلامي؟
في الربع الأول من القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي، كان العالم الإسلامي لا يزال يعاني من بقايا الإمارات الصليبية في سواحل بلاد الشام، وكان العباسيون يتمتعون بنوع من الاستقلال والمكانة الدينية المتميزة في موطنهم العراق، بينما حكم الأيوبيون كلًّا من شمال العراق وبلاد الشام ومصر وفلسطين واليمن وشرق ليبيا، وفي مشرق العالم الإسلامي وبلاد ما وراء النهر تمتَّع الخوارزميون الأتراك الذين أنشأوا دولتهم على أنقاض السلاجقة بنفوذ وقوة لا يُستهان بها. لكن في الهضبة المعروفة باسم منغوليا شمال صحراء غوبي التي تمتد في وسط آسيا جنوب سيبريا وشمال التبت وغرب منشوريا وشرق التركستان وشمال الصين، كانت قبائل المغول تتحضر لقدر سيُغيِّر مصيرها ومصير العالم، ويجعل هؤلاء الرُّحل الوثنيين إمبراطورية تُرعب العالم كله. ففي عام 549هـ/1155م وُلد فتى اسمه تيموجين كان والده زعيما لقبيلة قيات المغولية، وقد سار ابنه على درب والده في الزعامة وتوحيد القبائل المغولية القريبة وإخضاعها، لكن تيموجين كان أعظم شأنا، وأكثر طموحا من أن يكون زعيما محليا على مجموعة من القبائل الرحل. وبعد عقود من التعب والكد والقوة، حكم تيموجين معظم قبائل المغول، وقد أُقيم حفل عظيم لهذه المناسبة، وأجمع الحاضرون على انتخابه إمبراطورا عليهم ولقّبوه بـ "جنكيز خان"، ومعناه بلُغتهم "أعظم الحكّام". وبحسب مؤرخي المغول فإن عام 600هـ/1203م يعتبر بداية دولة جنكيز، وفي عام 603هـ/1206 أصدر "جنكيز خان" دستوره الشهير الذي حدَّد طبيعة العلاقات السياسية والاجتماعية للمغول المعروف بـ "الياسا"[1]، أو كما تُسميه بعض المصادر التاريخية العربية بـ "اليسَق".More Related News