
نوبل للطب 2021.. لأن حضن أمك الدافئ في عيد ميلادك السادس كان أعقد مما تتصوَّر
Al Jazeera
ما الطبيعة الدقيقة لتلك المُستقبِلات التي توجد في أطراف أصابعنا ويمكنها استشعار درجة الحرارة واللمس بهذه الحساسية البديعة؟ وكيف تعمل؟.. هنا وللإجابة يظهر العالمان الحاصلان على جائزة نوبل لهذا العام.
حسنا، لطالما بدأ الأمر من سؤال بدهي لا يُفكِّر الناس فيه عادة، على سبيل المثال: لماذا نتكلَّم؟ إذا سألتك هذا السؤال ربما تُجيبني: "لأننا نتكلَّم!". كذلك الحال مع أسئلة مثل: لماذا نرى؟ ولماذا نشعر بالحرارة في أغسطس أو البرودة في يناير؟ وكيف يشعر الرضيع بلمسات أصابع أمه الحانية أو نسيم الربيع الهادئ أو حتّى نعومة الوسادة؟ بالنسبة للعلم، فإن الأسئلة البدهية عادة ما تكون منبع أعظم الاكتشافات، أو لعلنا نستطيع أن نقول إن العلم عموما هو حالة من الاندهاش العمَلي بهذا الكون وبنيته، من أصغر الذرات والخلايا إلى أكبر المجرات.
لطالما شغلت أسئلة كهذه عقول البشر، في القرن السابع عشر تصوَّر رينيه ديكارت، الفيلسوف والفيزيائي الفرنسي، وجود خيوط دقيقة تربط أجزاء مختلفة من الجلد بالدماغ، ولهذا السبب فإن ملامسة يدك للهب ترسل إشارة فورية إلى الدماغ، فيستجيب في المقابل بإعطاء أمر برفع يديك عن النار، الآن نعرف أن هذا حقيقي بشكل ما، لكن ديكارت لم يكن يعرف أي شيء عن أعجب خلايا جسمنا، الخلايا العصبية.