نهاية الخبز والسياسة.. كيف هزمت الطبقة الوسطى المصرية نفسها؟
Al Jazeera
وسط تجدد احتجاجات الفئات الدنيا بالقرى والأحياء المُهمَّشة، تغيب الطبقة الوسطى عن المشهد الاحتجاجي في مصر تماما.. فلماذا توقفت الطبقة الوسطى المصرية عن الاحتجاج بينما تتعرَّض لأشرس هجوم في تاريخها؟
في إحدى جلسات مؤتمر الشباب السابع في مصر، حدث أن عُرض على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صورة ساخرة "كوميك" تُظهر الضفدع "كيرميت" مُمسِكا بالميكرفون، ومُعلِنا "وفاة المغفور لها الطبقة الوسطى بعد صراع طويل مع البلد"، لم يُعلِّق السيسى على الأمر، فقط اكتفى بإطلاق بعض الضحكات الخفيفة غير المبالية، شهر واحد عقب هذا المؤتمر، تحديدا في سبتمبر/أيلول 2019، واندلعت أول احتجاجات اقتصادية واجتماعية من نوعها في عهد السيسي، ولم يكن للطبقة الوسطى أي حضور فيها. في العالم التالي 2020، خرجت التظاهرات حتى من قبل سبتمبر/أيلول، وكانت مطالبها في مجملها اقتصادية واجتماعية، ومرة أخرى، كان هناك غياب يكاد يكون تاما للطبقة الوسطى المصرية العريضة، رغم أنها مُتضررة بالدرجة الأولى من مشروع السيسي الاقتصادي والاجتماعي، حيث تصدَّرت المشهد مُجددا الطبقات الدنيا، وهو أمر يدعو للاندهاش، خاصة حين نعرف أن البنك الدولي وثَّق في بيان صادر عام 2016، أي في بدايات برنامج الإصلاح الاقتصادي للسيسي، وثَّق تسجيل الطبقة الوسطى المصرية "أكبر تراجع لطبقة متوسطة على مستوى العالم" منذ بداية الألفية وحتى تاريخ صدور البيان، مُتقدِّمة على اليونان والأرجنتين وروسيا.More Related News