
نقاد يناقشون دور المهرجانات في تطوير الحركة المسرحية
Al Sharq
أقيمت مساء أمس الأول بالمبنى 15 في (كتارا) الندوة الأخيرة ضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي بعنوان «المهرجانات المسرحية إلى أين؟» شارك فيها كل من الدكتور مرزوق بشير
أقيمت مساء أمس الأول بالمبنى 15 في (كتارا) الندوة الأخيرة ضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي بعنوان «المهرجانات المسرحية إلى أين؟» شارك فيها كل من الدكتور مرزوق بشير والدكتور علي العنزي، حيث استعرضا تاريخ أهم المهرجانات المسرحية الخليجية والعربية، بالإضافة إلى دورها في تطوير الحركة المسرحية. في بداية الندوة تقدم الدكتور مرزوق بشير بالشكر إلى وزارة الثقافة وإلى سعادة الوزير على عودة مهرجان الدوحة المسرحي مرة أخرى، معبراً عن سعادته الكبيرة بهذا الجميع الفني الذي عاد ليضيء سماء الحركة الفنية في قطر مرة أخرى بعد انقطاع سنوات. واستهل د. مرزوق بشير حديثه عن بداية المسرح ونشأته عند الإغريق في القرن الخامس قبل الميلاد، لافتاً إلى أن هذه الفترة لم تعرف التفرقة بين كاتب النص ومخرجه، فقد كان المخرج هو من يكتب النص ويخرجه وينفذه ويقوم بكل شيء، وتطرق بشير إلى نموذج الفن المسرحي في الوطن العربي قائلاً: أما بالنسبة للوطن العربي فقد كان مهرجان دمشق هو الأول في عام 1969، وتلته العديد من المهرجانات، وفي قطر أقيم أول مهرجان مسرحي للفرقة الأهلية في 1978، أي بعد نشأتها الرسمية عام 1972، وفي عام 1980 احتفلت قطر بأول يوم عالمي للمسرح. وتابع: انطلق أول مهرجان للفرق الأهلية في الكويت عام 1988، موضحاً أن الشكل العام للمهرجانات له أربع مسارات، الاول يتمثل في لجنة التحكيم والثاني في العروض والثالث في الندوات التطبيقية والرابع في الندوات الفكرية، وهم البنى الرئيسية للمهرجانات بشكل عام بإستثناء المهرجان التجريبي الذي له معاييره المختلفة. وفي مداخلته هنأ الدكتور علي العنزي المسرحيين في قطر على عودة المهرجان، مضيفا: لابد أن تكون هناك جولات مسرحية وفنية دولية في الوطن العربية، فمنذ أوائل التسعينات ومع بعض الاستثناءات مثل تونس والمغرب مثلا، أرى أن المشاركات في أغلب المهرجانات تتراوح بين أربع، إما مشاركة متواضعة أو دون المستوى، أو للمشاركة فقط، أو أنها شاركت ولم تضف شيئا للحركة المسرحية. وتحدث د. العنزي عن أزمة المهرجانات المسرحية، وأكد على عدم وجود وصفة جاهزة لحلول تخص المهرجانات المسرحية، مشيراً إلى أنه وبعد الربيع العربي وقع المسرح في مأزق، وقدم مجموعة من الأسئلة التي يجب أن البحث عن حلول لها، ومنها: ماهو دور المسرح الصغير في مواجهة المسرح الكبير في بلادنا من المحيط للخليج؟ كيف لنا أن نجذب الجمهور؟ كيف نوسع من دائرة محبي العمل المسرحي والمهرجانات المسرحية؟ وتابع: أكثر الفنون المعرضة للانقراض والاختفاء هو المسرح لان الأفكار يمكن أن تقدم على شكل مقال على الانترنت في أي منصة الكترونية، ولكن المسرح مختلف تماماً، لابد ألا يكون أصحابه مقيدين أو أن تصادر أفكارهم.، فالشيء الجديد الذي أتابعه حالياً هو ملاحقة المتلقي وتخدير الوعي وتغييبه، فهناك مشروع تمييع الشخصية من وجهة نظري فتصرف أموال عديدة وكثيرة للأمور التافهة في حين أن الجميع يطالب بدعم حقيقي وجاد للمسرح، ولا نجد إلا دعما خجولا جدا، لذا أقول بأن هناك أزمة عدم اهتمام بالثقافة وليس أزمة نص. ورأى العنزي أن الحل في التجريب المسرحي، فالمسرح التجريبي هو الوحيد القادر على الاستمرار فهو ليس بدعة ولكنه ظهر في اوروبا، وكان الحل لديهم هو المسرح التجريبي، مضيفا: نحن في الخليج نعاني كثيراً على مستوى المسرح، فالمفترض أن يكون دور المهرجانات البحث عن مسرح أو خلق مسرح أصيل، والبحث عن إجابة لتلك الأسئلة، أولاً: من هو المتفرج؟ ما هي قضاياه؟ وكيف يمكن أن نتفاعل معه وأن نقدم له القضايا التي تمسه؟ واختتم العنزي حديثه قائلاً: لا أحب أن تكون المهرجانات العربية صورة لتجمع فني عربي شكلي ليس إلا، وأرى أن الأعمال المسرحية المضيئة تظهر خارج اطار المؤسسات الرسمية، لذا فلابد أن يكون هناك توسيع في دائرة المتفرجين، والمهرجانات لا تساعد في توسيع دائرة المتفرجين، لابد من تقديم دراسات عن الجمهور وكيفية توسيع الدائرة، وقد علمت بأن هناك أرشفة رقمية في مركز شؤون المسرح وهذا أمر إيجابي جداً واشيد به وأحييهم على هذه الخطوة المهمة لحفظ تاريخ المسرح القطري.