
نظام المُلك مهد للعثمانيين وصلاح الدين واجه الدولة العميقة للفاطميين وثوراتها المضادة.. مؤسسة الوزارة وأهم وزراء الإصلاح
Al Jazeera
يقدم هذا المقال رصدا مكثفا لأبرز محطات تطور مؤسسة الوزارة في التاريخ الإسلامي، وملامح وسياقات الإصلاح الكبير الذي اضطلع به اثنان من أبرز مَن شغلوها، ويكشف أهم الروابط بين مشروعيهما وتأثيرات تجربتيهما.
يقود تتبع تجارب "وزراء الإصلاح" في التاريخ الإسلامي إلى خلاصة مفادها أن منصب "مؤسسة الوزارة" وصل إلى ذروته الإصلاحية بفضل رجلين: نِظَام المُلْك (ت 485هـ/1092م) وزير السلاجقة، وصلاح الدين الأيوبي (ت 598هـ/1193م) آخر وزراء الدولة الفاطمية؛ فعبر هذين الوزيرين تمت إصلاحات إدارية وعلمية جذرية أنقذت العالم الإسلامي في حقبة حساسة من مسيرته، ولم تزل ثمارها الإيجابية التاريخية مشهودة حتى اللحظة، سواء في منطقتنا العربية أو في الرقعة الإسلامية الممتدة من آسيا الوسطى إلى البلقان. فنظام الملك تولى وزارة التفويض في دولة السلاجقة واتخذ عددا من التدابير العلمية والسياسية والعسكرية أدت في النهاية إلى تمكين المذهب السُّني أصولا وفروعا طوال ألف سنة لاحقة، وقدّم خطة إصلاحية إحيائية جرى العمل بمقتضاها في العديد من الدول اللاحقة، مثل الدولة الزنكية في الموصل والشام، والدولة الأيوبية والمملوكية، ثم الدولة العثمانية التي كانت آخر دولة إسلامية جامعة. وإذا ذُكرت المؤسسة الوزارية فبالتأكيد يحضر في الصورة صلاح الدين وزير الدولة الفاطمية الذي نجح في تطبيق سياسات نظام الملك الإصلاحية، مع تعديلات تقتضيها ظروفه السياسية وسياقاته المجتمعية، التي كان عليه التحرك فيها ببراعة لمواجهة موجات متلاحقة من الثورة المضادة الطائشة والباطشة.More Related News