
نساء النقب.. صمود في وجه الاحتلال
Al Sharq
تعيش النساء في النقب المحتل حياة صعبة يفرضها الاحتلال من أجل تضييق الحياة عليهن ودفعهن للهجرة مع أسرهن، فهو يحرمهن من أدنى مقومات الحياة التي تمكنهن من تسيير أمور
تعيش النساء في النقب المحتل حياة صعبة يفرضها الاحتلال من أجل تضييق الحياة عليهن ودفعهن للهجرة مع أسرهن، فهو يحرمهن من أدنى مقومات الحياة التي تمكنهن من تسيير أمور الحياة، لكنهن يرين أن التحدي والثبات في الأرض شرف لهن ولا يمكنهن التفريط فيه مهما تجبر الاحتلال ومهما صعبت الحياة، فثباتهن دعم للرجل وقوة. في قرية الزرنق غير المعترف بها إسرائيليًا في النقب المحتل تعيش الناشطة الاجتماعية فاطمة قويدر البالغة 44 عامًا، في ظروف صعبة للغاية لكنها أمام تلك الحياة الصعبة قررت استكمال تعليمها. ومن التحديات التي تواجه النساء في الزرنوق وفق فاطمة عدم توفر الماء والكهرباء إلى جانب عدم تعبيد الطرق، وكذلك يحرم الأهالي من البناء والتوسع ما يمنع من زواج الشباب بسبب عدم إمكانية تأمين مسكن، أما المدارس فلم يتم بناء مدرسة ثانوية سوى من عامين فقط فيما الوصول لرياض الأطفال والمدارس الأخرى يحتاج لمشقة كبيرة. وتعيش النساء في القرية في بيوت ضيقة مسقوفة من الحديد حيث يمنع الاحتلال البناء رغم أن الكثير منهن عاملات فتدلف المياه إلى بيوتهن في الشتاء ويعانين شدة الحر في الصيف. وتعد الطاقة الشمسية باهظة التكلفة هي مصدر الطاقة الوحيد في المنطقة لكن غياب الشمس في فصل الشتاء يحول دون الاستفادة منها فيضطر الأهالي لإشعال الحطب من أجل توفير الدفء. وتخشى فاطمة أن تقوم بالبناء فيضيع مالها وتعبها بين يوم وليلة، وبالرغم من ذلك فإنها ترفض تماماً ترك الأرض وتواجه كل التحديات بتعزيز التمسك بها وغرسها في قلوب ونفوس الأبناء "أنا على يقين أننا سننال حقوقنا في يوم ما". النساء العاملات يشعرن بالظلم أكثر وأكثر خاصة في رحلة الذهاب والإياب من وإلى أعمالهن في "بئر السبع" حيث يشاهدن الفرق الشاسع في مستوى المعيشة بين القرى التي يعشن بها والمسلوبة الاعتراف، و"الكيبوتسات" التي يسكنها المستوطنون المحتلون. فالمستوطنون في كيبوتس نباتيم يعيشون حياة فارهة، حيث تتوفر الكهرباء والماء بشكل مستمر في حين تعيش النساء في قراهن حياة بدائية فحتى المواصلات العامة لا تتوفر في حال أردن الخروج لأي مكان. أم محمد قويدر -58 عاما - والتي تعيش منذ ولادتها في قرية الزرنوق تقول: "ما يؤلم قلبي أن خطوط الكهرباء التي تزود مستوطنة "عومريت" والمستوطنات المجاورة الأخرى تمر من فوق رؤوسنا في حين نحرم من أبسط حقوقنا الإنسانية، لكن كل ذلك يهون أمام التفريط بالأرض إنها عرضنا". وتروي أن جرافات الاحتلال هدمت لها بيتها ثلاث مرات وكذلك هدمت منازل إخوة زوجها وابنه مرتين "في أي لحظة قد تجد نفسك في مهب الريح". وترى النساء في قرى النقب المحتل أن التعليم هو طوق النجاة لهن ولأبنائهن لذلك يواجهن كل الصعاب من أجل تحقيق ذلك.