ميراث العثماني الأخير.. ماذا تعرف عن منشآت السلطان سليمان القانوني في القدس؟
Al Jazeera
شهدت القدس أعظم نهضة عمرانية وحضارية بتاريخها على يد السلطان سليمان القانوني، فما الذي فعله السلطان بحق المدينة المقدسة؟ وهل لا تزال المنشآت العمرانية التي أقامها بالقدس باقية حتى الآن؟
كان سقوط دولة المماليك التي حكمت مصر والشام والحجاز وبرقة لأكثر من قرنين ونصف إيذانا بدخول العثمانيين إلى الأقطار العربية واستيلائهم عليها، فورث العثمانيون تركة المماليك، وأصبحوا السادة الجدد لا لبلاد الأناضول وشرق أوروبا والقسطنطينية، بل سيمتد سلطانهم من العراق إلى الجزائر، وسيصبح السلطان العثماني ملقبا بخادم الحرمين الشريفين، اللقب الذي أطلقه المماليك على أنفسهم من قبل! دخل العثمانيون بعاطفة دينية كبيرة، عاطفة أرادت أن تعيد كل مقدّس إلى رونقه القديم بعد ضعف المماليك عن أداء المهمة بسبب صراعاتهم الداخلية، وضعف بنيتهم الاقتصادية التي وقفت عائقا أمام التجديد والتعمير في السنوات العشرين الأخيرة من دولتهم. وكانت مدينة القدس، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، محط هذه العناية والرعاية، فأحدث العثمانيون فيها ثورة ونهضة عمرانية بعد قرون من الكسل والتوقف، فما الذي فعله السلطان سليمان القانوني في حق المدينة المقدسة؟ وهل لا تزال هذه المنشآت العمرانية التي أقامها هذا السلطان العظيم في القدس باقية إلى يومنا هذا؟! حرص السلطان سليم العثماني حين وطأت قدماه فلسطين لأول مرة على التوجه صوب المسجد الأقصى للصلاة فيه، وذلك قبيل دخوله مصر، وقضائه نهائيا على دولة المماليك في العام 1517م/923هـ، وأُثِر عنه أنه بكى بكاء شديدا ووقف يصلي في المسجد الأقصى، فكانت هذه العاطفة التي أبداها العثمانيون بداية لحقبة جديدة في حق القدس الشريف. وقد شهدت القدس أعظم نهضة عمرانية وحضارية في تاريخها على يد ابنه السلطان العثماني الشهير سليمان القانوني -وهو واحد مِن أطول مَن حكموا الدولة العثمانية- في الفترة ما بين 926-974هـ/1520-1566م، ويحكي لنا الرحالة العثماني أوليا جلبي السبب الذي دفع السلطان سليمان إلى الاهتمام اللافت بمدينة القدس قائلا:More Related News