موسى بن شاكر وأبناؤه.. أول أسرة علمية تتبناها الدولة في تاريخ الإسلام
Al Jazeera
من جملة النابغين الذين احتضنتهم الحضارة الإسلامية في عصرها العباسي أسرة موسى بن شاكر، الأب وأبناؤه المخترعون “العباقرة الثلاثة”.. فمن هم؟ وما الذي قدّموه لمسيرة العلوم التجريبية؟.. القصة بهذا التقرير.
بلغت الخلافة العباسية أوج قوتها ونشاطها واتساعها وغناها في عصر الخليفة هارون الرشيد وابنيه المأمون والمعتصم منذ النصف الثاني من القرن الثاني الهجري/الثامن والتاسع الميلادي، وهو العصر الذهبي الذي نشطت فيه حركة الترجمة والتبادل الثقافي والعلمي بين الأجناس الإسلامية، مثل العرب والفرس والسند والبربر والترك وغيرهم من جهة، وبين المسلمين وغير المسلمين من جهة أخرى، لا سيما اليونان والهنود والصينيون وغيرهم. أدرك المسلمون بمختلف طبقاتهم، لا سيما الخلفاء والعلماء، مبلغ قوتهم الدينية والثقافية فضلا عن العسكرية، ورعى الخليفة المأمون مشروعا ثوريا أطلق عليه "بيت الحكمة"[1]، وهي الجامعة والمؤسسة العلمية والتكنولوجية الأكبر في عصره وفي العالم كله في زمنه، جامعة أنشأ فيها المأمون واحدة من أكبر المكتبات في العالم، وعيّن لها أعظم المترجمين، وأرسل بعثاته العلمية في الآفاق لنسخ ما عند اليونانيين والبيزنطيين والسريان والهنود والفرس وغيرهم من العلوم الفلسفية والتجريبية على السواء، كما عيّن في هذه المؤسسة العملاقة أكابر العلماء التجريبيين في عصره، في علوم الفلك والرياضيات والهندسة والطب وغيرها، وأغدق عليهم وعلى البحث العلمي ثروة هائلة سرعان ما آتت بثمارها. بل إن الخليفة المأمون اهتم فوق ذلك بالنابغين والأسر العلمية، وكان لهذا الاهتمام أعظم الأثر في تاريخ العلم في الحضارة الإسلامية وفي تطور العلوم والاختراعات، ومن جملة هؤلاء النابغين الذين احتضنتهم الحضارة الإسلامية في عصرها العباسي أسرة موسى بن شاكر، الأب وأبناؤه المخترعون، أو العباقرة الثلاثة محمـد والحسن وأحمد. فمَن أبناء موسى بن شاكر؟ وما الذي قدّموه لمسيرة العلوم التجريبية في حياتهم؟ ولماذا أغدق عليهم الخليفة المأمون رعايته وعنايته البالغة؟More Related News