
موت جلبه المغول وقاومه العثمانيون.. "الاستشراق الوبائي" وتفشي الطاعون في البحر المتوسط
Al Jazeera
أصبحت أراضي الدولة العثمانية معرضة للطاعون الذي اعتبرته الدراسة أنه سمة مستوطنة للإمبراطوريات بشكل عام، وشرعت السلطات في تطوير نظامها الصحي للتعامل مع الوباء وأصدرت عددا من القرارات لمكافحة العدوى.
بالتزامن مع جائحة كورونا، ازداد الاهتمام بدراسة النظم الصحية وتاريخها، لكن أغلب الدراسات التي تبحث علاقة الأوبئة والطاعون بالإمبراطوريات الحديثة وعالم البحر المتوسط تتوجه إلى البلاد الأوروبية، وبقيت تأثيرات الطاعون الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على المجتمعات العربية والمسلمة المحيطة بالبحر تفتقر للدراسة والبحث المعمق. وإذ كانت الدولة العثمانية إمبراطورية مترامية الأطراف وضمت أراضيها لقرون طويلة سواحل البحر المتوسط في جنوب شرق أوروبا وساحل بلاد الشام وشمال أفريقيا، فقد عرفت العديد من ضربات الموت الأسود أو وباء الطاعون الذي تفشى عدة مرات منذ منتصف القرن الرابع عشر الميلادي وحتى أيامها الأخيرة في القرن العشرين. وعام 1838، أقر العثمانيون قانون الحجر الصحي لمواجهة الطاعون، ومثّل ذلك نقطة تحول إذ تم إنشاء مصحات للحجر الصحي وإجراءات للتطهير، فضلا عن مراقبة حركة الأفراد والسلع عبر أراضيها، لكن ذلك لم يعنِ القضاء على الطاعون، لأن تلك الحقبة اتسمت بتوترات سياسية وحدودية متزايدة.More Related News