
منظمة الصحة تحث الدول على اتخاذ إجراءات متعقلة
Al Sharq
يتواصل الجدل بشأن فاعلية اللقاحات الحالية ضد متحور كورونا الجديد أوميكرون، في وقت دعت فيه منظمة الصحة العالمية دول العالم إلى إجراءات احترازية منطقية لاحتوائه. وعبر
يتواصل الجدل بشأن فاعلية اللقاحات الحالية ضد متحور كورونا الجديد "أوميكرون"، في وقت دعت فيه منظمة الصحة العالمية دول العالم إلى إجراءات احترازية "منطقية" لاحتوائه.
وعبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس امس عن قلقه من أن بعض الدول تتخذ إجراءات واسعة النطاق للتصدي لانتشار سلالة أوميكرون "ليست قائمة على دليل أو فعالة بحد ذاتها" وتعاقب دول الجنوب الأفريقي التي سارعت بالإبلاغ عن رصد السلالة. وحث أدهانوم في كلمة في كلمة له أمام الجمعية العامة للمنظمة المنعقدة في جنيف، على اتخاذ "إجراءات متعقلة ومتناسبة للحد من الخطر" عملا باللوائح الصحية الدولية للمنظمة لعام 2005. وأضاف تيدروس في تصريحات نشرها موقع المنظمة على الإنترنت "ما زالت أمامنا أسئلة أكثر من الأجوبة عن تأثير أوميكرون من حيث ما يتعلق بالعدوى، وشدة المرض، وفاعلية الفحوص والعلاجات واللقاحات". وكانت المنظمة أوصت الدول الأعضاء فيها باتخاذ مجموعة من الإجراءات الضرورية للاستجابة للمتحور الجديد، محذرة من أن مخاطره تعد عالية جدًا بالنظر إلى احتمال سرعة انتشاره. وقالت مديرة وكالة الأدوية الأوروبية إيمير كوك إن اللقاحات المعدة خصيصا لمتحور أوميكرون يمكن الموافقة عليها في غضون 3 إلى 4 أشهر إذا كانت هناك حاجة إليها، موضحة أن اتخاذ قرار بشأن ضرورة منح جرعات لقاح إضافية يعود إلى هيئات أخرى. وأضافت كوك أمام لجنة في البرلمان الأوروبي "إذا كانت هناك حاجة لتغيير اللقاحات الحالية، فقد نكون في وضع يسمح لنا بالموافقة على تلك اللقاحات في غضون 3 إلى 4 أشهر". وتأتي تعليقاتها بعد أن نُقل عن رئيس شركة تصنيع الأدوية الأميركية مودرنا قوله إن اللقاحات الحالية قد لا تقي من المتحور أوميكرون، حيث سبق أن أعلنت مودرنا أنها تعمل على لقاح خاص بأوميكرون، مثل شركة فايزر الأميركية. ولفتت كوك إلى أن وكالة الأدوية الأوروبية لا تعرف حتى الآن إذا كانت اللقاحات الحالية لا تزال فعالة ضد أوميكرون، وأن التأكد من ذلك سيستغرق نحو أسبوعين. جدل اللقاحات ويتواصل الجدل من منتجي اللقاحات بشأن فعالية ما ينتجونه على المتحور الجديد، حيث قالت جامعة أكسفورد إنه لا دليل حتى الآن بشأن عدم فاعلية هذه اللقاحات. وفي أحدث التصريحات، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مؤسس مختبر بيونتك قوله إن المطعمين سيحظون بحماية من أي مضاعفات خطيرة إذا أصيبوا بأوميكرون. وأبدى ستيفان بانسل رئيس مختبرات مودرنا تشاؤما إزاء فعالية اللقاحات، فقال لصحيفة "فايننشال تايمز" إن البيانات بشأن فاعلية اللقاحات الحالية ستكون متاحة في غضون الأسبوعين المقبلين، إلا أن العلماء غير متفائلين في هذا الصدد. أما شركة فايزر فأعلنت جاهزيتها لإنتاج لقاح فعال ضد متحور أوميكرون خلال 100 يوم. وأعلنت روسيا أنها تعمل على تطوير نسخة من "سبوتنيك-في" تستهدف أوميكرون بشكل خاص، إذا لم يكن اللقاح المتوافر حاليا فعالا، "وهو أمر غير مرجح". وانتشر المتحور الجديد -الذي اكتشف في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي- في كل القارات، من كندا إلى إيطاليا مرورا باليابان وألمانيا وإسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة، مما دفع العديد من الدول إلى تعليق الرحلات مع جنوب أفريقيا وفرض تدابير وقائية. ويبدو أن أوروبا -التي أصبحت منذ أسابيع بؤرة الوباء- هي القارة الأكثر تضررا حاليا بأوميكرون. وحذر رئيس الاحتياط الفدرالي الأميركي جيروم باول الاثنين الماضي من أن أوميكرون قد يلقي بظلاله على الاقتصاد والتضخم، مشددا على "مخاطر تراجع التوظيف والنشاط الاقتصادي". كما أقرت الصين امس بأن أوميكرون سيصعب استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط/فبراير 2022، لكنها أكدت ثقتها في نجاح الحدث. من جهة أخرى، قالت الهند في وقت متأخر إنها مستعدة لإرسال المزيد من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى أفريقيا "بشكل عاجل" للمساعدة في مكافحة متحور أوميكرون، وذلك بعد أن تعهدت الصين بإرسال مليار جرعة أخرى إلى القارة السمراء. وللهند والصين علاقات وثيقة بالكثير من الدول الأفريقية، لكن بكين ضخت المزيد من الأموال في المنطقة كما تعهدت الاثنين باستثمار عشرة مليارات دولار أخرى. وقالت الهند إنها قدمت أكثر من 25 مليون جرعة من لقاحات مصنعة محليا إلى 41 دولة أفريقية معظمها من خلال مبادرة كوفاكس العالمية لتوزيع اللقاحات. وقالت وزارة الخارجية في بيان "إن حكومة الهند مستعدة لدعم الدول المتضررة في أفريقيا للتعامل مع المتحور أوميكرون ويشمل ذلك تقديم إمدادات من اللقاحات المصنوعة في الهند". وأضافت "يمكن توفير الإمدادات من خلال كوفاكس أو بشكل ثنائي". وقالت إن الحكومة وافقت على جميع طلبات كوفاكس لتقديم إمدادات من لقاح أسترازينيكا لدول مثل مالاوي وإثيوبيا وزامبيا وغينيا وليسوتو إلى جانب تسليم جرعات من لقاح كوفاكسين المحلي الصنع إلى بوتسوانا. ولم تذكر عدد الجرعات التي جرت الموافقة عليها في الآونة الأخيرة.