منتدى قطر الاقتصادي منصة إستراتيجية
Al Sharq
أكدت راشيل غريم، مسؤولة مبادرة الشرق الأوسط والديمقراطية بمركز كارنيغي للسلام الدولي، أن قطر تقوم بدور متميز في استضافة الفعاليات الدولية كجزء لا ينفصل عن خطوط سياستها
أكدت راشيل غريم، مسؤولة مبادرة الشرق الأوسط والديمقراطية بمركز كارنيغي للسلام الدولي، أن قطر تقوم بدور متميز في استضافة الفعاليات الدولية كجزء لا ينفصل عن خطوط سياستها العامة التي تتخذ منطقاً من الوساطة والحياد والتنمية ودعم مفاوضات السلام، استطاعت أن تكون من خلاله مركزاً حيوياً نابضاً بصورة فاعلة إقليمياً ودولياً، واستثمار ما تحظى به من مقومات اقتصادية تمنحها الريادة في مجال الأعمال والاستثمارات، والتميز الكبير في الاقتصادات المرتبطة بمجالات الطاقة والصناعات ذات الصلة وغيرها من حقول التنوع الاقتصادي المتعددة، ويأتي منتدى قطر الاقتصادي في ضوء ذلك كمحطة التقاء فاعلة أخرى بين فعاليات عديدة تمزج فيها الرؤى السياسية وتوجهات القادة وأفكار الخبراء ومناقشة كل جديد في الواقع الاقتصادي العالمي، الذي تتزايد الظروف العالمية لجعله محورياً نحو الاتجاه التشاركي والخطط العالمية من أجل المضي قدماً إلى ما يصب في صالح الشركاء وفي صالح التجارة والاستثمار وتعزيز الاقتصاد. ◄ الاقتصاد والتنمية تقول راشيل غريم: إن الفعاليات الدولية العديدة التي تكون قطر مضيفة لها أو متحدثة عبر ممثليها من خلالها تتسق مع ثوابت سياستها الخارجية من تبني سياسة التوازن في العلاقات الدولية، وترسيخ مبدأ وأسس العمل الإنساني والموازنة والاستقلال، من منطلق كون سياسة الموازنة ضرورية لوقاية الجهات الفاعلة الإنسانية من الانحياز أو الانخراط في الخلافات التي تكون سياسية أو عنصرية أو دينية أو أيديولوجية، وتشمل تحديات ذلك العلاقة المتطورة بين العمل الإنساني وأشكال الدعم الأخرى، وتعد الرؤية التنموية الإنسانية لمجتمع الاقتصاد من أبرز محاور المنتدى المهمة، وذلك من أجل تعزيز وتنسيق المساعدات الإنمائية ومبادرات السلام وعمليات الاستقرار، وهو دور تقوم به الدوحة منذ فترة طويلة ولها رصيدها الأممي الفاعل في هذه المجالات، كما توسعت قطر في أنشطتها الإنسانية بصورة كبيرة وخاصة في مجال احتواء النزاعات والتصعيد ودعم مفاوضات السلام، مع تكثيف الجهود الإنسانية والإنمائية عبر المساعدات السخية التي قدمتها قطر في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ولبنان والعديد من الدول الأفريقية، بمساعدات تقدر بمليارات الدولارات، فضلاً عن الرعاية الطبية ومشاريع البنية التحتية وغيرها من روافد الدعم الإنساني المختلفة، فبرنامج قطر الإنساني شمل عبر السنوات الماضية مساعدات قطرية إنسانية وتنموية إلى 25 دولة، بما في ذلك العديد من المنظمات مثل برنامج الأغذية العالمي، اليونسكو، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، منظمة الصحة العالمية، وغيرها من المؤسسات الدولية الفاعلة والتي سيتم بحث مبادرات عديدة لتمويلها من خلال السياق العام لفعاليات المنتدى. ◄ دور قطري عالمي وأوضحت الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط بمركز كارنيغي للسلام الدولي: إن النسخة الأولى لمنتدى قطر الاقتصادي تضاف إلى منظومة من النقلات الإيجابية التي تتزامن مع بروز الدور القطري سريعاً على الصعيد العالمي، لاسيما عبر مشاركتها الناجحة بصورة واسعة في الوساطة الإقليمية، وذلك في بلدان مثل أفغانستان وفلسطين والسودان ولبنان واليمن والعراق وغيرها، وفي أواخر عام 2011 وأوائل عام 2012، تقدمت قطر بمبادرتين مهمتين تركز عليهما جهدها الدبلوماسي، وشملت مشاريع دبلوماسية للوساطة لها أهمية بالغة، بل تعتبر من الأهم حيوياً في المنطقة والعالم، وذلك عبر مبادرة تسهيل الوحدة والمفاوضات بين الفصائل الفلسطينية ونجاحها الأخير في هدنة وقف إطلاق النار في غزة، وأيضاً المحطات التاريخية التي تحققت في الدوحة باستضافة المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان من جهة والفصائل الأفغانية من جهة أخرى. ◄ نجاحات مميزة وأكدت راشيل غريم أن هناك أدوارأ عديدة تقوم بها قطر على الصعيد الدولي تميزت بها السنوات الأخيرة بتحقيق نجاحات مميزة، وتستعد قطر التي تمتلك علاقات دولية مميزة خاصة مع دوائر صناعة القرار وامتداد علاقاتها الآسيوية والأفريقية من أجل استثمار ذلك لكونها مركزا اقتصاديا مهما يتطلع الكثيرون لنجاح المنتدى وبروز نتائجه بصورة مؤثرة تنطلق من الدور المؤثر لقطر في محيطها الإقليمي والعالمي، وأيضاً يعد كخطوة أخرى تقدم بها قطر سياساتها العالمية والتي برزت بدورها المميز من كونها من أبرز الدول المانحة لمساحة آمنة للمفاوضات، حيث تنسج السياسات القطرية عبر خط متوازٍ في إستراتيجيات الوساطة، ويتلاقى ذلك مع دورها المتزايد كواحدة من أبرز الدول المانحة للمساعدات الإنسانية على الصعيد الدولي، وقد تميزت دبلوماسيتها، تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بتبني دور نشط وفاعل منحها نفوذاً مطلوباً استفادت منه البلاد في تعجيل خطط التطوير النامية بسرعة داخل الدوحة، ويظل دورها المهم الذي تلعبه في عمليات تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وفي تسهيل المفاوضات بين السياسيين والأطراف الفاعلة والمنظمات الإنسانية لتحسين الوصول للمساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من النزاعات والحروب، جدير بالإشادة لأهميته في تأكيد مبادئ الدبلوماسية الإنسانية الفاعلة، وأيضا استثمار النجاحات الاقتصادية للدوحة وتميز تجربتها في مواجهة التحديات في أن تكون منصة التقاء دولية جديدة في الاقتصاد والأعمال في منتدى من المتوقع أن يكون على قدر المستوى الذي تسعى قطر لتقديمه في كافة المبادرات التي تنخرط فيها دولياً. ◄ شراكات دولية وتابعت راشيل غريم تصريحاتها: كما يأتي منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ ليعزز أهمية الذكاء الاستثماري القطري لعائدات الغاز، والحفاظ على العلاقات مع جميع الأطراف لوضع قطر في دور الوسيط؛ وإبراز دولة قطر المهمة كمركز عالمي متطور كما هي بالفعل في الواقع، ووضع قطر كمركز نقل اقتصادي يربط آسيا وأفريقيا وأوروبا، وهي فرصة لإظهار التميز القطري في أكثر من مستوى، وبحث فرص الاستثمار في مجالات الطاقة داخلياً وخارجياً والقطاعات الاستثمارية المربحة مثل العقارات البارزة والأسهم الرئيسية بالشركات الكبرى، وكل هذا يأتي بجانب النجاحات القطرية في الدبلوماسية والاقتصاد والإعلام وكرة القدم، ويدعم ذلك النمو الهائل للغاز القطري، كما أن الدوحة تمتلك مميزات فريدة وخاصة من حيث عوائد الطاقة والقوة الاقتصادية، فضلاً عن امتلاكها نفوذا قويا في إستراتيجية القوة الناعمة، واستضافتها للبطولات العالمية الكبرى، وعلاقاتها الدولية الإيجابية مع مختلف القوى الدولية؛ حيث إن قطر لها مكانة خاصة في الشرق الأوسط من حيث الطاقة والقوة الاقتصادية، خاصة على الساحة الدولية التي يتنامى نفوذها وأهميتها فيه يوماً بعد الآخر، كما تمتلك قطر علاقات متميزة أيضاً في آسيا والدول الفاعلة الباحثة عن لعب دور أكبر على الساحة الدولية، فينظر إلى الدوحة في ضوء ذلك باعتبارها مركزا اقتصاديا وسياسيا مهما في الشرق الأوسط، ومركز ثقل دولي بالنسبة للدول الفاعلة يمنحها فرصة للاستفادة من علاقاتها الدولية الإيجابية. ◄ مميزات قطرية واختتمت راشيل غريم تصريحاتها مؤكدة أهمية رؤية كأس العالم في تعزيز التنمية القطرية قائلة: إن كأس العالم التي ستستضيفها قطر باعتبارها واحدة من أهم الأحداث الرياضية في عام 2022، فإن مونديال الـ FIFA لديه القدرة على تعزيز ريادة قطر اقتصاديا ودبلوماسيا، والاهتمام العالمي باستضافة المونديال ومناقشة التجربة القطرية من خلال فعاليات المنتدى يثبت أنها فرصة ممتازة للبلاد اقتصاديا وأيضاً في مجال نفوذ القوة الناعمة، فتحتل قطر مقعد القيادة كمركز القوة الناعمة في الشرق الأوسط، ويساعدها على ذلك عاملان مهمان يعملان لمصلحة الدوحة، هما امتلاكها إعلاما جماهيريا مؤثرا يمكن توجيهه للتركيز على القضايا الحيوية وتقديم تغطية مميزة لفعاليات المنتدى، والتميز القطري الواسع في مجال الرياضة الذي يشهد العديد من النجاحات القطرية، ومنذ أن تأسست قناة الجزيرة ولها تأثير قوي على شعوب الشرق الأوسط وحتى بعض الحكام الإقليميين، فلقد أصبحت جزءا أساسيا من المشهد الإعلامي في الشرق الأوسط والعالم العربي، فتستطيع الجزيرة تغطية القضايا في جميع أنحاء العالم بحرية، وتلعب بالفعل دوراً حيوياً في منح نفوذ قوي لقطر في الشرق الأوسط، حيث إن الجزيرة تؤثر بشدة على الرأي العام في المنطقة نحو الأهداف السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، وكل تلك المميزات العديدة تدعم نجاح المنتدى في تحقيق أهدافه وتوقعات بنتائجه وآثارها المهمة في المستقبل.More Related News