
مناورة اللحظة الأخيرة.. هل تكسب مصر معركتها ضد إثيوبيا في مجلس الأمن؟
Al Jazeera
تنعقد اليوم جلسة مجلس الأمن لمناقشة ملف سد النهضة بعد إعلان إثيوبيا بدء الملء الثاني ووصول المفاوضات إلى طريق مسدود، فهل تنجح جهود مصر والسودان من أجل الضغط الدولي؟ أم أن القوى الكبرى لها رأي آخر؟
لطالما اعتقدت القاهرة، منذ سبعينيات القرن الماضي، بأن مصائر القضايا الكبرى في جوارها مرهونة بإرادة واشنطن أكثر من أي شيء آخر، وأنها بحاجة إلى علاقة جيدة ومتينة مع البيت الأبيض لحماية مصادر نفوذها في الملفات العربية والأفريقية التي تبوأت فيها مكانة مركزية. واتساقا مع هذه القاعدة، مثّلت العلاقة الشخصية الدافئة بين الرئيس المصري ونظيره الأميركي السابق دونالد ترامب ورقة مهمة للنظام المصري، وبخاصة في معركته الدبلوماسية مع إثيوبيا، لا سيما أن القاهرة قد حصلت في عهده على ضوء أخضر ضمني لضرب سد النهضة حال فشلت المفاوضات. لكن وصول جو بايدن إلى واشنطن قلب حسابات القاهرة، فالرجل يمثل امتدادا واضحا لسياسات الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، الذي لم يَدعُ السيسي ولو مرة واحدة للقائه داخل البيت الأبيض طوال فترة حكمهما المشتركة التي امتدت قرابة 4 سنوات. دفع ذلك التحوُّل الحكومة المصرية –عبر سفيرها في واشنطن– إلى التعاقد مع شركات ضغط أميركية بقيمة 65 ألف دولار شهريا، لتحسين صورة النظام والضغط على الكونجرس من أجل حماية المساعدات الأميركية السنوية البالغة 1.3 مليار دولار وعدم ربطها بملف حقوق الإنسان. لكن القاهرة التي تخطب ودّ بايدن، أخذت تبحث في الوقت نفسه عن "صديق" آخر يدعم سياساتها في الداخل والخارج، فبينما انتشرت التظاهرات الغاضبة حول العالم الإسلامي احتجاجا على أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد في فرنسا، كان الرئيس المصري أول زعيم عربي يلتقي نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون. لم تمر أشهر قليلة بعدها حتى تعاقدت مصر مع فرنسا لشراء 30 طائرة مقاتلة من طراز رافال، في صفقة غُلِّفت برسائل سياسية حول احتمالية استخدامها لقصف سد النهضة، واعتقدت مصر لوهلة أنها عوَّضت خسارة ترامب.More Related News