
مقبرة الإمبراطوريات.. حين سحق الأفغان جيوش بريطانيا العظمى
Al Jazeera
لماذا اشتعلت الحرب الأفغانية الإنجليزية الأولى؟ ولماذا انهزم الإنجليز رغم احتلالهم أجزاء واسعة من أفغانستان، بل وأَسْر زعيم الأفغان؟ وكيف انتهت هذه الحرب بانسحاب مدوٍّ للإنجليز؟
في خريف عام 2001، بدأت الطائرات الأميركية من طراز "بي-52" بالإغارة على أفغانستان إثر هجوم 11 سبتمبر/أيلول الشهير، بعد أن خرج الرئيس الأميركي الأسبق "جورج بوش الابن" مُعلِنا الحرب على "الإرهاب الدولي"، وعلى رأسه تنظيم القاعدة، وحركة طالبان التي احتضنتها آنذاك. اكتملت الدائرة في التاريخ العسكري لأفغانستان بهذا الهجوم الذي استمر عقدين كاملين شهدت فيهما البلاد "عشرينية سوداء" انتهت للغرابة الشديدة بانتصار الأفغان على أعظم إمبراطورية عسكرية في القرن العشرين وحتى يومنا هذا. كان موقع أفغانستان في مفترق طرق الحضارات العظمى للعالم القديم مسوِّغا جوهريا لتطاحن هذه القوى وتكالبها عليها مرة بعد أخرى، لكن موقع أفغانستان المتوسط لم يكن وحده هو الذي فجَّر غضب الناتو والولايات المتحدة عام 2001، بل كان انعزالها أيضا عن بقية دول العالم وعدم خضوعها للنظام الدولي المعاصر الذي نشأ عقب الحرب العالمية الثانية السبب الأهم في الغضب على الأفغان هذه المرة. بحسب المؤرخ الأميركي ستيفن تانر في كتابه "أفغانستان: التاريخ العسكري منذ عصر الإسكندر حتى سقوط طالبان"، فإنه "بخلاف البلاد الجبلية الأخرى، مثل بيرو ونيبال والنرويج وحتى سويسرا التي تُعتبر أقرب مثال لها في البلاد الأوروبية، لم يكن مقدرا لأفغانستان أن تعيش في هدوء وسلام بعيدا عن بقية العالم، فمنذ فجر التاريخ المُدوَّن، كانت أفغانستان محور طموحات إمبريالية عديدة بدءا من الإمبراطورية الفارسية العظمى، أول إمبراطورية في العالم تمد سطوتها عبر القارات، وصولا إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تُعَدُّ أعظم قوة في العصر الحديث"[1].More Related News