
مفتي القدس والديار الفلسطينية: دولة قطر داعمة للقضية الفلسطينية على كافة المستويات
Al Sharq
ثمّن سماحة الشيخ محمد أحمد محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، الدور القطري البارز في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وفق توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ
ثمّن سماحة الشيخ محمد أحمد محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، الدور القطري البارز في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وفق توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. وقال سماحته في حوار خاص أجرته معه وكالة الأنباء القطرية /قنا/ ، على هامش انعقاد مؤتمر الدوحة الرابع عشر لحوار الأديان: " إن دولة قطر من الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية عبر تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني على كافة المستويات من خلال اللجنة القطرية الدائمة لدعم القدس، وهو دعم ملموس ومشكور". وأشاد مفتي القدس والديار الفلسطينية بالدعم النوعي الذي تقدمه دولة قطر للشعب الفلسطيني، على مستويات مهمة على رأسها التعليم والصحة وغيرهما من القطاعات الحيوية. من جانب آخر، نوه سماحته بالجهود التي تقوم بها دولة قطر من خلال مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، في تحقيق الحوار الفعال بين أتباع الديانات وتفعيل الجوانب الجامعة للأديان من أدبيات وأخلاقيات مشتركة وغيرها من جوانب تتفق عليها كافة الأديان والحضارات. وأشاد سماحة المفتي، بما يقوم به مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الذي يسعى من خلال جهوده الموضوعية، إلى خلق تفاهم وأرضية مشتركة بين بني البشر من أتباع الديانات المختلفة، من خلال رعاية وتنظيم مثل هذه المؤتمرات. وأكد أن مخرجات الحوار لها انعكاساتها على المجتمعات بشكل عام، "بيد أن هناك ممارسات ملحوظة على أرض الواقع، بعيدة عن روح الحوار وروح الأديان وبعيدة عن روح اللقاء الإنساني"، مشيراً إلى ما تعانيه الشعوب من اضطهاد وقتل على أساس الدين والجنس واللون، داعياً إلى تضافر الجهود للتغلب على الشقاق القائم بين أتباع الديانات وتوسيع تلك الجهود لتشمل مجالات أخرى بجانب الحوار بين الأديان. وفيما يتعلق بخطاب الكراهية ودوره في إبعاد الناس عن جوهر الدين، وهو موضوع المؤتمر، شدد سماحة مفتي القدس والديار الفلسطينية على ضرورة بحث أسباب ودوافع الكراهية وكيفية معالجتها، مؤكداً على أهمية تضافر الجهود السياسية والاقتصادية والدولية والقانونية ليتمكن العالم من الوصول إلى المستوى المطلوب من الحوار الذي يفيد الإنسانية جمعاء بغض النظر عن دينها ولونها وجنسها. وتطرق سماحة المفتي في حواره مع وكالة الأنباء القطرية/ قنا/، إلى الدور المطلوب من القادة الدينيين نحو القضية الفلسطينية، مبيناً في هذا الجانب بأن القضية الفلسطينية هي قضية دينية في جوهرها لارتباط القدس بعقيدة كل مسلم في العالم، مؤكداً أن الأرض الفلسطينية عموماً تمثل حضارة العرب والمسلمين وهي جزء أصيل في حضارة العالم، " وبالتالي فإن القضية الفلسطينية في جانب كبير منها جانب ديني إلى جانب أنها قضية العرب نظراً لجذورها العربية وهي محور اللقاء العربي الإسلامي المسيحي". وتابع" لذلك فإن المطلوب من القادة الدينيين أن يركزوا أفكارهم وجهودهم في خدمة هذه القضية التي تحمل هذا البعد الديني الكبير للمسلمين والمسيحيين". وفي سياق متصل، استنكر سماحة الشيخ محمد أحمد محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية الدعم الغربي لإسرائيل، مبيناً أن هذا الدعم يأتي على كافة المستويات وبلا حدود في تجاوز سافر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، "وهو ما يتجسد في المواقف الغربية سواء في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو في مجلس الأمن وفي تطبيق القرارات التي تصدر عن هذه المؤسسة الدولية". ودلل سماحته على هذا الدعم بوقوف الغرب إلى جانب أوكرانيا في الحرب الأخيرة، بينما ظل يتناسى بشكل تام القضية الفلسطينية التي تجاوز عمرها الـ74 عاماً متسائلاً "أين الغرب من هذه القضية التي يظلم شعبها ويتعرض للعدوان يومياً على أرضه ومقدساته ومؤسساته؟، وأين مزاعم نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان؟، أم أن هناك تمييز بين إنسان وآخر!". وفيما يتعلق بموقف مسيحيي الشرق من هذا الدعم قال سماحة المفتي، " عندما يتعامل الغرب مع القضية الفلسطينية فإنه لا ينظر إلى المكون المسيحي ولا إلى الجانب الإسلامي، فالقضية الفلسطينية تحظى بموقف غربي متحيز ضد الفلسطينيين، وينبغي على المجتمع الدولي كافة أن يقف وقفة ضمير مع الحق الفلسطيني"، مشدداً على أن حل القضية الفلسطينية سيساعد العالم بلا شك على تحقيق الاستقرار والأمن العالميين. وفي ختام حديثه لـ /قنا/ ، تطلع سماحة الشيخ محمد أحمد محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، إلى أن تسهم مؤتمرات حوار الأديان في مواجهة خطاب الكراهية، عبر التربية السليمة والتنشئة الصالحة التي تقوم على تعزيز محبة الإنسان لأخيه الإنسان، والتقبل المشترك من خلال تأسيس جيل مجبول على حب الآخر وتعزيز هذه القيم في المناهج الدراسية ما يسهم في خدمة القضايا الإنسانية ومنها القضية الفلسطينية.