مساعدات طارئة للبنان في ذكرى انفجار مرفأ بيروت
Al Sharq
في حداد وطني، أحيا اللبنانيون الذكرى الأليمة للانفجار المروع الذي أحدث دمارا هائلا ببيروت العام الماضي، حيث تجمع الآلاف بالقرب من المرفأ، وسط مشاعر غضب وحزن مطالبين
في حداد وطني، أحيا اللبنانيون الذكرى الأليمة للانفجار المروع الذي أحدث دمارا هائلا ببيروت العام الماضي، حيث تجمع الآلاف بالقرب من المرفأ، وسط مشاعر غضب وحزن مطالبين بالعدالة، التي لم تتحقق رغم مرور عام على الكارثة التي نتجت عن تخزين كمية هائلة من نترات الأمونيوم في المرفأ لسنوات دون مراعاة ضوابط السلامة، وأودت بحياة حوالي 200 شخص وتسببت بجرح الآلاف وألحقت دماراً ضخماً بالمدينة وشرّدت عشرات الآلاف، وقد عمّقت هذه المأساة أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية ومالية كانت بدأت في البلاد قبل أشهر. وشهد لبنان تحركات شعبية واسعة، أمس، حيث دعا أهالي الضحايا ومنظمات من المجتمع المدني ونقابات، إلى تنظيم مسيرات ووقفات تضامنية في مناطق عدة، لاسيما أمام مقر وزارة العدل في بيروت وقرب المرفأ ووسط العاصمة، رافعين الأعلام اللبنانية وصور الضحايا وهم يسيرون في اتجاه المرفأ. وطالب المحتجون بإعلان نتائج التحقيقات للشعب ورفع الحصانات عن المسؤولين لاستجوابهم من قبل قاضي التحقيق ومحاسبة المتورطين. كما انطلقت مظاهرات دعت إليها أحزاب ومجموعات معارضة ومحامون وأطباء ومهندسون، لتلتقي قرب المرفأ قبل التوجه إلى مجلس النواب. وذكرت رويترز، أن قوات الأمن اللبنانية استخدمت مدافع المياه وأطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين قرب مبنى البرلمان، حيث حاول البعض تسلق بوابته، وسط غضب من عدم تحقيق العدالة ومن التدهور الشديد في الأوضاع المعيشية، مما ادى لسقوط عشرات الجرحى جراء المواجهات أمام البرلمان. *مؤتمر باريس في غضون ذلك، افتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤتمرا للمانحين الدوليين برعاية من الأمم المتحدة بهدف مساعدة لبنان على التعافي من أزمته، وهو المؤتمر الثالث منذ الانفجار في مرفأ بيروت. وشدد ماكرون، على ضرورة إعلام الشعب اللبناني بالحقيقة فيما يتعلق بالتحقيق في الانفجارالكارثي. وذكّر بأن "الشعب اللبناني ينتظر نتائج التحقيق بالمرفأ"، وأن فرنسا "مستعدة للتعاون التقني". وفي السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده قررت تخصيص مساعدة طارئة بمجال التعليم ودعم العائلات الفقيرة، مبديا رغبة بلاده في المساهمة بإعادة إعمار مرفأ بيروت. وقال مكتب ماكرون، إن مؤتمر المانحين الذي يستهدف جمع مساعدات طارئة للاقتصاد اللبناني المتأزم جمع 370 مليون دولار اليوم. ووصف الرئيس الفرنسي، الطبقة السياسية في بيروت بـ"الفاشلة"، ملقيا اللوم عليها في الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، كما أشار الى أن تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات، أولوية بالنسبة لبنان. وبشأن المؤتمر لدعم لبنان، قال ماكرون، إنه مؤتمر إنساني لدعم الشعب وهو غير مشروط، مضيفا، "لن يكون هناك شيك على بياض للنظام السياسي اللبناني. لأنهم فشلوا منذ بداية الأزمة وحتى من قبلها". وقال إن فرنسا ستقدم مائة مليون يورو في حين تعهدت ألمانيا بتقديم 40 مليون يورو، بينما أعلن بايدن، أن بلاده ستمنح لبنان 100 مليون دولار تضاف إلى قرابة 560 مليون دولار قدمتها واشنطن كمساعدات إنسانية خلال السنوات الماضية. وفي العام الماضي، عقب الانفجار جمع مؤتمر للمانحين حوالي 280 مليون دولار، وحُجبت المساعدات الطارئة عن السياسيين وتم إيصالها عبر المنظمات غير الحكومية وجماعات الإغاثة. وأعلنت باريس خلال المؤتمر عن إرسال نصف مليون جرعة إلى لبنان من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في الأسابيع المقبلة. *احتياطي دولي وبدورها، قالت كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي، خلال المؤتمر، إن من حق اللبنانيين معرفة آلية صرف حقوق السحب الخاصة بالصندوق قبل التفكير في الخروج من أزمتهم، مشددة على أنه من الضروري استخدام حقوق السحب الخاصة بطريقة مسؤولة وحكيمة. وأكدت جورجيفا، أن لبنان سيحصل على ما يعادل نحو 860 مليون دولار من الاحتياطيات الجديدة لصندوق النقد. أشارت الى أن ذلك لن يحل المشكلات الهيكلية والطويلة الأمد للبلاد، مضيفة "نحتاج حكومة يتم تمكينها من القيام بالإصلاح وتنعش من جديد اقتصاد لبنان المتعثر". وأوضحت مديرة صندوق النقد، أن حقوق السحب الجديدة المتوقع توزيعها في 23 أغسطس، "يجب أن تُخصص لتحقيق أقصى منفعة للبنان وشعبه". *تشغيل المرفأ وفي المقابل، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، عبر تقنية الفيديو خلال المؤتمر، "بلادنا غرقت في الأزمات السياسية والتفاصيل منعت تشكيل الحكومة"، مضيفا "نحن اليوم في مرحلة جديدة.. آمل أن تتشكل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة".More Related News