مسؤول أمريكي سابق لـ الشرق: بايدن يسابق الزمن لإنهاء الإجلاء بحلول 31 أغسطس
Al Sharq
أكد البروفيسور مايكل ديفنسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد جون كيري، ومدير ملف الشؤون الخليجية بوحدة الأبحاث والدراسات بمكتبة الكونغرس الأمريكي
أكد البروفيسور مايكل ديفنسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد جون كيري، ومدير ملف الشؤون الخليجية بوحدة الأبحاث والدراسات بمكتبة الكونغرس الأمريكي سابقاً، ونائب المدير التنفيذي لمركز الدراسات الخارجية والإستراتيجية بواشنطن، أن تحديات المشهد الأفغاني ما زالت مكثفة في ضوء إعلان إدارة الرئيس جو بايدن مواصلة مهمة الإجلاء التي حددت موعدا نهائيا لها بحلول 31 أغسطس الجاري، ما وضع كماً هائلاً من المسؤوليات والضغوط الدولية على عاتق البيت الأبيض الذي ما زال يباشر مهام الإجلاء بوتيرة متسارعة بلغت 16 ألفاً تم إجلاؤهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مع مخاوف أوروبية حملتها بريطانيا وفرنسا عبر قمة مجموعة الدول السبع بشأن رعاياهم، والحاجة الماسة لمد الموعد النهائي للمهمة حتى تتم عمليات الإجلاء بصورة متكاملة، وتشمل التحديات إعلان طالبان رفضها لبقاء أية قوات عقب الموقف المحدد والتعامل معها بكونها قوات محتلة ولكن مع مرونة تنسيق عسكري شملت مد مساحة المنطقة العسكرية الأمريكية الخضراء لتشمل مسارات آمنة لمطار كابول، والعديد من التطورات المهمة المتسارعة في المشهد الأفغاني المشتعل بين سيناريوهات الانسحاب الأمريكي وإجلاء الرعايا وسيطرة طالبان والحكومة الجديدة والأزمة الإنسانية، وكلها تحديات تقع على عاتق البيت الأبيض والرئيس بايدن الذي تتعامل إدارته يوماً عن يوم وبكثب لاحتواء المخاوف وتقديم صورة أقل فوضوية وعبثية في مشاهد الإجلاء عن التي شوهدت في أعقاب سيطرة طالبان قبل أيام قليلة. ◄ تسابق الزمن يقول البروفيسور مايكل ديفنسون،: إن الآلاف يتم إجلاؤهم بوتيرة متسارعة عبر مطار كابول بلغت نحو 13 ألفاً في الأربع والعشرين ساعة الماضية في مهمة تسابق الزمن التي تجد فيها إدارة الرئيس بايدن نفسها مع توقعات بصعوبة الوفاء بالتعهدات والجدول الزمني الخاص بنهاية الشهر الجاري ومطلع الشهر المقبل، وهناك ضغوط كبيرة موضوعة على عاتق إدارة الرئيس بايدن لمد الجدول الزمني الخاص بانسحاب القوات بالكامل حتى يتم التمكن من إجلاء العدد الأكبر وألا تترك الأمور على حالة الفوضى الراهنة، وبخاصة إن أمريكا وقوات التحالف كانوا بحاجة لزيادة أعداد القوات الموجودة ومد مساحة المنطقة الآمنة من أجل ضمان عمليات إجلاء عبر مسارات آمنة لمطار كابول الرئيسي حامد كرزاي. ◄ مهمة الإجلاء وتابع البروفيسور مايكل ديفنسون نائب المدير التنفيذي لمركز الدراسات الخارجية والإستراتيجية بواشنطن: إن هناك حاجة لمزيد من الوقت لإتمام عملية الإجلاء بصورة متكاملة وهذا ما يضع كماً هائلاً من الضغوط المباشرة على إدارة الرئيس بايدن التي تسابق الزمن وتحشد كافة جهودها من أجل الوفاء بتلك التعهدات، ويتلقى الرئيس بايدن ضغوطاً مكثفة من قادة مجموعة الدول السبع وبخاصة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذين أكدوا أنهم لن يرحلوا تاركين رعاياهم في أفغانستان وأن الجدول الزمني القائم لا يضع متسعاً من الوقت لتحقيق ذلك، وهذا ما يدفع للحاجة لمد هذا الجدول الزمني لإكمال عمليات الإجلاء المكثفة التي تتم الآن، وفي المقابل نرى موقف طالبان الذي تم تأكيده عبر متحدثها الرسمي وفي رسائلهم إلى الولايات المتحدة بأن الحركة الجهادية الأفغانية ستحترم المدة المقررة حتى نهاية الشهر الجاري ومطلع الشهر المقبل، ولكنها سوف تعتبر القوات العسكرية الأجنبية التي تبقى عقب هذه المدة باعتبارها قوات محتلة ومعادية وأن موعد 31 أغسطس هو خط أحمر بالنسبة لطالبان وسلطتها الجديدة في أفغانستان، وفي مقابل ذلك أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بأن تلك الرسائل التي أطلقتها طالبان عبر وسائل الإعلام بشأن موعد 31 أغسطس قد وصلتنا وتفهمناها، ولكن ما زال الأمر متروكاً للغموض بشأن هل ستفي أمريكا بهذا الجدول الزمني لانسحاب قواتها بالكامل وحتى قبل ذلك أم كيف ستجري الأمور في هذا الصدد، ولكن يبدو أن البيت الأبيض لم يحسم هذا القرار بعد، حسب تأكيدات جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن والذي أكد أن الإدارة تحقق تقدماً ملموساً وموسعاً للغاية في هذا الملف وستواصل تحقيق ذلك ولكن الأمر النهائي الحاسم بشأن إنهاء تلك العملية سيرجع للرئيس بايدن في تقريره وفقاً لمستجدات الأمور، مع التأكيد بأن كل يوم يمر يتم فيه تحقيق تقدم منجز وفعال في عمليات الإجلاء وتتعامل الإدارة مع مستجدات الموقف بمتابعة عن كثب لمجريات كل يوم ومسار عمليات الإجلاء وأبعادها، وهذا أمر واضح عموماً خاصة إن وتيرة عمليات الإجلاء باتت مكثفة للغاية تصل إلى 13 و16 ألفاً يتم إجلاؤهم يومياً عبر طائرات ضخمة تقدر بحوالي 25 طائرة من طراز C17 وثلاث طائرات من طراز C13rd والعديد من الطائرات الأخرى التي تتضمن حاويات طوافة ومروحيات هليكوبتر، ولكن ما زال حتى الآن لم يتم الإبلاغ الرسمي عن طريق البيت الأبيض بكم يبلغ عدد المواطنين الأمريكيين الذين تم إجلاؤهم حتى اللحظة وفقاً حتى لتقديرات مقربة وأيضاً كم مواطناً أمريكياً ما زال متواجداً في أفغانستان. ◄ مخاوف دولية واختتم البروفيسور مايكل ديفنسون الخبير الأكاديمي بشؤون الشرق الأوسط بوحدة الأبحاث والدراسات بمكتبة الكونغرس الأمريكي سابقاً تصريحاته موضحاً: إن هناك نقاشات موسعة جرت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حول احتمالية أن يكون هناك مد للموعد النهائي لإنهاء عملية الإجلاء حتى لما بعد رحيل القوات الأمريكية والأجنبية عن أفغانستان بالكامل أي حتى لما بعد 11 سبتمبر المقبل، ولكن كيفية إدارة مثل تلك العملية ما زالت قيد التكهنات حتى هذه اللحظة، وعموماً جاء تفهم موقف طالبان لأن المطار الرئيسي بكابول حامد كرزاي ما زال خاضعاً بالكامل لسيطرة القوات الأمريكية والأجنبية وهذا أمر سيكون مرفوضاً بكل تأكيد لدى الحكومة الجديدة التي تستعد طالبان لتشكيلها وتجري مفاوضات بشأنها خلال تلك الأوقات، وتلك المخاوف التي نقلها بوريس جونسون هي ذاتها التي تعتمل لدى دول أوروبية عديدة قواتها ورعاياها ما زالوا متواجدين في المشهد الأفغاني المشتعل، وأن تلك الدول بكل تأكيد ستنقل جميع مخاوفها إلى إدارة الرئيس بايدن بأن الأمر لا يتوقف على أمريكا وحدها وليس بأيدي الرئيس بايدن حسب تقديرهم، ولكن الواقع بأن إدارة الرئيس بايدن هي من تمتلك زمام القرار تماماً مثلما قررت أن 31 أغسطس هو موعد نهاية مهمة الإجلاء الجارية وسحب القوات العسكرية الأمريكية والأجنبية بالكامل عن المشهد الأفغاني، وبكل تأكيد عموماً فإنه في حالة عدم وجود القوات الأمريكية لتأمين أي نوع من أنواع الحماية والتغطية سيتم الاعتماد ولكن بصورة متشككة على قوات الجيش الأفغانية التي انهارت بصورة كبيرة في الفترة الماضية، ولكن هناك تأكيدات أمريكية بأنه سيبقى هناك خط تنسيقي عسكري يؤمن مسارات آمنة لمطار حامد كرزاي في كابول من أجل مواصلة عمليات الإجلاء، ولكن مع رحيل القوات الأمريكية سيكون من المستبعد أن تظل أية قوات أجنبية حاضرة في المشهد الأفغاني عقب هذا، ولكن هناك نوعا من التنسيق بين القوات الأمريكية وحركة طالبان جرى في الأوقات الماضية ونتج عنه تفاهم بشأن زيادة مساحة المنطقة الخضراء الآمنة في العاصمة كابول لضم مسارات آمنة إلى مطار حامد كرزاي لمواصلة مهام عمليات الإجلاء بصورة مكثفة، ولكن الوقت يمر بسرعة وسط تحديات مهمة ومكثفة تتحملها الإدارة الأمريكية وتتجدد كل لحظة بين سيناريوهات الانسحاب الأمريكي وسيطرة طالبان ومصير الرعايا الأجانب والشعب الأفغاني بالكامل، وهي تحديات ستخبرنا بها مستجدات الأحداث في مشهد أفغاني مشتعل دائماً خلال الأسابيع الأخيرة.More Related News