مسؤولة في منظمة حقوقية أمريكية لـ الشرق: الكونغرس مطالب باتخاذ إجراءات لمعاقبة إسرائيل
Al Sharq
أدانت ميليسا ماكنزي، مسؤولة الإعلام والاتصال ونائب رئيس جمعية «أصوات خلاقة من أجل اللاعنف» الحقوقية الأمريكية، الهجمات المتعمدة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية ليس
أدانت ميليسا ماكنزي، مسؤولة الإعلام والاتصال ونائب رئيس جمعية «أصوات خلاقة من أجل اللاعنف» الحقوقية الأمريكية، الهجمات المتعمدة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية ليس فقط عبر الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى واعتقال النشطاء وقتل الأبرياء، ولكن بتقويض الصورة تماماً فيما يتعلق بما يمكن للجان الحقوقية القيام به من كشف ورصد وتوثيق تلك الجرائم والانتهاكات، موضحة في تصريحاتها لـ الشرق الهجمة الإسرائيلية المتعمدة على النشطاء الفلسطينيين خاصة في مجال العمل المدني والحقوقي والمطالبين بمحاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة في محكمة العدل الدولية وتوثيق انتهاكاتها المخالفة للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، مؤكدة أن إسرائيل تقوم بخطوات أحادية قمعية من أجل وصم كافة المؤسسات الحقوقية والمدنية والعمل المدني بداخل الأراضي الفلسطينية بالإرهاب، وتحريك اللوبي التابع والمؤيد لها من أجل دعم تلك الخطوات الأحادية التي فشلت في تقديم أي مسوغات ودلائل لتبريرها، كما أكدت أنه تم إعداد تقرير خاص ورفعه للكونغرس موقع من عدد من الجمعيات الحقوقية الدولية والمنظمات الفلسطينية الدولية بشأن ما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات بحق حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بما يخالف الأعراف الدولية، معتبرة أن حالة التضييق والقمع الشديدة تحاول تكرار العزل الشامل التي نجحت إسرائيل في تحقيقه بقطاع غزة إلى الضفة الغربية، منتقدة في الوقت ذاته السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل معتبرة أن الموقف الأمريكي في الحملة التي تشنها على روسيا عبر الغزو الروسي في أوكرانيا ومحاولة الحشد الدولي ضد روسيا لمخالفتها للأعراف الدولية وحقوق الإنسان، لم يلق الدعم الكافي وقوضت مساعيه بخاصة دعم أمريكا لمثل تلك السياسات العدوانية التي قامت بها إسرائيل في فلسطين على سبيل المثال. ◄ قمع ممنهج تقول ميليسا ماكنزي، مسؤولة الإعلام والاتصال ونائب رئيس جمعية «أصوات خلاقة من أجل اللاعنف» الحقوقية الأمريكية: إن الحكومة الإسرائيلية تتعمد تقويض العمل المدني والحقوقي بشتى صوره، فهي الحكومة العالمية الوحيدة التي اتخذت منفردة خطوة حظر 6 جمعيات ومنظمات حقوقية ومدنية فلسطينية تحت دعاوى أنها لها علاقات بالإرهاب دون أن تقدم أية مسوغات تجعلها تقرر ذلك، بل وتضغط عبر لوبياتها على الحكومات الغربية المتعددة لتبرير تلك الخطوة غير المبررة وغير المدعومة بالأدلة، وفي حين تحاول الجمعيات الحقوقية العالمية والدولية أن تظهر دعمها القوي لهذه المنظمات الحقوقية المدنية الفلسطينية وإعداد تقرير للكونغرس الأمريكي ينضم للتقرير رؤساء تلك الجمعيات الستة، ولا شك أن تلك الانتهاكات الإسرائيلية يجب التصدي لها وإدانتها والحراك النشط والفاعل من المجتمع الحقوقي دولياً إزائها، خاصة أن إسرائيل تتسلح بذرائع قانونية أو على خلفية أحداث إجرامية لتبرير خطواتها لقمع حقوق الإنسان، ويجب أن يتعزز التعاون الدولي في دعم المجتمع المدني والحقوقي بداخل الأراضي الفلسطينية أمام ما يتعرضون له، فإسرائيل تسعى لسحق المجتمع المدني الفلسطيني بالكامل وبكل تأكيد تحقيق العزل التام لأي تحركات مدنية ترصد فداحة ما يجري في الداخل الفلسطيني، هذه الحملة الممنهجة برزت بصورة واضحة في قطاع غزة عبر نهج متعمد لا يقتصر فقط على جعل الخروج من غزة مستحيلاً بل وغلق غزة بصورة مطبقة تماماً بصورة تجعل من المستحيل معها أن تدخل لجان حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى داخل أراضي القطاع ورصد حقيقة ما يحدث وهو الأمر ذاته تحاول الحكومة الإسرائيلية القيام به في الضفة الغربية. ◄ نهج متعمد وأوضحت ميليسا ماكارثي، الخبيرة الحقوقية الأمريكية في تصريحاتها لـ الشرق أن هذا النهج المتعمد يسعى لعزل المجتمع المدني الفلسطيني بصورة كاملة عن المجتمع الدولي وأن تلك الحملات التي نراها تهدف لمعاقبة الفلسطينيين الذين يحاولون البحث عن تحقيق مساءلة قانونية عن الانتهاكات الإسرائيلية الفادحة في المحكمة الجنائية الدولية، وبلا أدنى شك بجانب ما يتم ارتكابه من اعتداءات فادحة على الحقوق الفلسطينية المدنية، فتجد أن هناك حملات تجسس شاملة تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، ففي فضائح التجسس العالمية كان التطبيق الإسرائيلي بيجاسوس أول ما يتم استخدامه من قبل الإسرائيليين من أجل استهداف الفلسطينيين خاصة النشطاء منهم والعاملين في الحقل المدني والحقوقي ففي التجسس نجد أن هناك فضائح داخل إسرائيل نفسها من قضايا التجسس وأياديها ضالعة بكل تأكيد في فضيحة بيجاسوس عالمياً، كما أنه بكل تأكيد من الطبيعي أن يتم النظر إلى السياسات الأمريكية بمنطق من النفاق الواضح من قبل الكثير من الدول العربية خاصة في الموقف الأمريكي تجاه الغزو الروسي في أوكرانيا خاصة أن أمريكا واصلت لعقود دعم الموقف ذاته والعمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل تجاه الفلسطينيين وأيضاً الغزو الأمريكي للعراق في 2003 على أساس عرقي، خاصة أن ما حدث في العراق على سبيل المثال قوض أي مصداقية للولايات المتحدة في المنطقة فيما يتعلق بموقفها من ملفات حقوق الإنسان، ولكن في تقديري أن الأزمة أفدح من ذلك فما تورطت فيه أمريكا في سياساتها المذكورة تلك وليس فقط في فلسطين وفي المنطقة ولكن بصفة عامة من صور من الاستهانة بالقوانين والأعراف الدولية والانتهاكات الفادحة للسياسات الأمريكية في المنطقة التي كانت بكل تأكيد بمعزل تام عن حقوق الإنسان والقوانين الإنسانية والدولية، وهو ما قوض حملتها الآن التي تحاول تحريكها ضد روسيا وضعف المردود الإيجابي وتحقيق الزخم الواقعي إزائها وذلك لأن تلك النوعية من السياسات الأمريكية هي التي قوضت مثل تلك القوانين والأعراف وخرجت عليها من البداية. ◄ موقف الكونغرس واختتمت ميليسا ماكنزي، مسؤولة الإعلام والاتصال بمنظمة «أصوات خلاقة من أجل اللاعنف» والناشطة الحقوقية الأمريكية تصريحاتها قائلة: إن هناك أصواتا عديدة بالكونغرس الأمريكي مثل النائبة رشيدة طالب من أصل فلسطيني والنائبة المسلمة إلهان عمر وبعض من التيارات التقديمة بالحزب الديمقراطي مثل أجاسيا كورتيز والنائب المخضرم بيرني ساندرز، وغيرهم من الأسماء البارزة بالكونغرس كان لهم دور مهم وفاعل في هدنة مايو من العام الماضي وترجمة الغضب المسكوت عنه والحق المسلوب للشعب الفلسطيني والضغط على إدارة بايدن لتحقيق وقف لإطلاق النار، ولكن المشهد حالياً بحاجة أن يتواصل العمل بالكونغرس في إجراءات عقابية تجاه إسرائيل ومساءلتها فيما يتعلق باختراق إسرائيل الأعراف المرتبطة بحقوق الإنسان وضرورة مناقشة الوضع الإسرائيلي في موازنة الأمن القومي ومراجعة أي صفقات سلاح تقدم لإسرائيل مستقبلاً جراء انتهاكاتها الفادحة لحقوق الإنسان، وإثارة كافة الملفات الإنسانية والمدنية التي تورطت فيها إسرائيل سواء بانتهاكاتها في فلسطين أو بمخالفتها للكثير من الأعراف فيما يتعلق بالتجسس الدولي والتضييق على المنظمات المدنية والكثير جداً من الانتهاكات المسكوت عنها والتي تورطت فيها الحكومة الإسرائيلية، ومهما كانت الحملات الموجهة من اللوبيات التي تتحرك فقط إذا ما استشعرت لحراك أو لمشروع قانون بالكونغرس من أجل استخدام أوراق التمويل والتأثير السياسي في إعادة الانتخاب لإيقافها، فلم يعد هذا العصر يعيش وفقاً لتلك القواعد أو أن الجرائم الإسرائيلية باتت فوق القدرة للتغطية عليها، وإذا ما لم يكن هناك مجال أمريكي للمساءلة فسيكون هناك مجال بكل تأكيد للمراجعة وكشف وتوثيق تلك الانتهاكات الفادحة والمستمرة والمتجددة، فاكتسبت القضية الفلسطينية في الانتفاضة الثانية العام الماضي زخماً دولياً وتضامناً من المجتمعات الحقوقية الأمريكية كقضية عرقية بامتياز عبر النهج الإسرائيلي المتعمد لاستهداف الفلسطينيين والاعتداء على مقدساتهم ومواصلة بسط السيطرة الأمنية وحملات الاعتقال الوحشية التي لم يتم الاعتداد بها بالأطفال ولا بالنساء وسقوط قتلى وجرحى كل يوم في مشهد مؤلم لأي نفس سوية في أي مكان بالعالم.