![مركز شؤون الموسيقى ينظم أمسية بعنوان "النهمة والنهام"](https://al-sharq.com/get/maximage/20200926_1601125690-136.jpg)
مركز شؤون الموسيقى ينظم أمسية بعنوان "النهمة والنهام"
Al Sharq
نظم مركز شؤون الموسيقى، التابع لوزارة الثقافة، أمسية بعنوان /النهمة والنهام.. صرخة الأنغام الخالدة/، وذلك ضمن صالون بيت السليطي بحضور نخبة من المثقفين. واستضافت
نظم مركز شؤون الموسيقى، التابع لوزارة الثقافة، أمسية بعنوان /النهمة والنهام.. صرخة الأنغام الخالدة/، وذلك ضمن صالون بيت السليطي بحضور نخبة من المثقفين. واستضافت الأمسية، الموسيقي والباحث في التراث فيصل التميمي، الذي أوضح أن فن النهمة من أبرز فنون التراث البحري، لافتا إلى أن هذا الفن ازدهر خلال رحلات الصيد والغوص على اللؤلؤ، حيث أسهم في ظهور النهام الذي احترف الغناء والإنشاد للترويح عن البحارة على ظهر السفينة، وإضفاء البهجة والحماس في نفوسهم ليعينهم على تحمل عناء وجهد ومشقة العمل، ليؤسس أحد أهم الروافد الثقافية التي أسهمت في نشأة معظم أشكال الغناء والموسيقى والفنون الشعبية في قطر ومنطقة الخليج العربي. ولفت إلى أنه نظرا لأهمية النهام قديما كان النوخذة يتبارون في اختيار النهامين الأقوى والأندى صوتا في رحلاتهم، وذلك بفعل تأثيرهم الإيجابي والنفسي في رفع أداء البحارة وعملهم، فعندما يسمعون نهمة لها إيقاع جميل يتفاعلون معها، فيتجدد النشاط ويكون لديهم القدرة على استكمال الرحلة ومتاعبها. وقال التميمي، في مداخلته، إن النهام يخاطب وجدان البحارة من خلال مواويله وأغانيه، التي تتضمن مختلف الأغراض الشعرية من حنين وشوق والتوكل على الله سبحانه وتعالى في الرزق، مشيرا إلى أن النهامين كان من بينهم من يحفظ في ذاكرته آلاف الأبيات الشعرية، ولديه ذكاء في التعامل مع المواقف خلال الرحلة، مثلما للنهام عدة صفات يجب توافرها فيه، أبرزها قوة الصوت وطبقاتها كي يزود البحارة والغواصين بالطاقة والتي كانت تبدأ دائما بذكر الله، مشيرا إلى أن النهمة من الفنون البحرية التي تعد جزءا أصيلا من الفنون الشعبية التي ترجع إلى الوجدان الشعبي وليس إلى أشخاص بعينهم. كما قال الباحث فيصل التميمي إن الفنون البحرية شملت فنونا تمارس على ظهر السفينة، مثل فن الدواري الذي يعتمد على صوت الطبل والصاجات وتصفيق البحارة، ويمارس هذا النوع عندما يسحب البحارة حبل المرساة من البحر إذ يقفون في صفين متقابلين ويبدؤون في الغناء بطريقة تتناسب مع سحب الحبل، مضيفا أن هناك أيضا فن الجيب وهو مرتبط بعملية رفع الشراع الصغير في السفينة، وطبيعة العمل فيه هي التي تحدد نوع ما يؤديه البحارة من غناء. وذكر أنه إلى جانب ذلك، توجد فنون أخرى يطلق عليها الفجري (منها العدساني والحدادي والحساوي والبحري الذي يغلب عليه مقام الرست)، ويغنى أكثرها على مقام الحجاز، مشيرا إلى أن الاختلاف بين النهمة في قطر عن غيرها في دول الخليج هي النغمة واستخدام البحور الطويلة، ومنوها بأن البحارة لم تكن لديهم دراية بالمقامات الموسيقية ولكنهم ابتدعوا هذا الفن بالفطرة واستنبطوه من إيقاعات حياتهم البحرية، وعندما تم تسجيل هذه الفنون في إذاعة قطر في القرن الماضي وعرضها في مهرجانات موسيقية، وجدت تقديرا وإعجابا من الموسيقيين العالميين. وقد صاحب الندوة تقديم فقرات من فنون النهمة، حيث تم تقديم نموذج مصاحب لكل نوع من أنواع الفنون البحرية.