
مركز الجزيرة والهلال الأحمر ينظمان ندوة حول التحديات التي يواجهها الصحفيون والعاملون بالمجال الإنساني
Al Sharq
نظم مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، اليوم، ندوة تحت عنوان الصحفيون والعاملون في المجال الإنساني: الواقع والمأمول بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري بمناسبة
نظم مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، اليوم، ندوة تحت عنوان "الصحفيون والعاملون في المجال الإنساني: الواقع والمأمول" بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري بمناسبة اليوم الدولي للعمل الخيري، الذي يوافق الخامس من سبتمبر كل عام، وبمشاركة كوكبة من أبرز الخبراء، وقيادات المنظمات الدولية، وممثلي أسر بعض ضحايا الانتهاكات. وهدفت الندوة إلى التذكير بمعايير الحماية والقواعد الدولية التي تنظمها صكوك ومواثيق القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وبحث التحديات التي تقف حائلا أمام تطبيق القواعد والمعايير الدولية على أرض الواقع في ظل ارتفاع أعداد الضحايا وباعتبار أن الصحفيين مدنيون وأن الاعتداء عليهم يرقى إلى جريمة حرب أسوة بموظفي المساعدات الإنسانية. وسعت الندوة إلى إثارة النقاش الفعال الذي يعزز الجهود المشتركة التي تبذلها المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية والإعلام من أجل مكافحة إفلات مرتكبي الجرائم ضدهم من العقاب، ومن أجل ترسيخ حكم القانون كما سعت إلى حشد أكبر تأييد ممكن من أجل حماية الصحفيين والعاملين بالمجال الإنساني أثناء قيامهم بمهامهم في البيئات الخطرة خاصة أثناء النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية. وسلطت الندوة الضوء على تحديات التغطية الإعلامية للقضايا الإنسانية بما في ذلك التأثير الذي ينتظره الضحايا لمعالجة وتحسين أوضاعهم الإنسانية واستعرضت واقع ومستقبل حماية العاملين بالإعلام والعمل الإنساني في ظل تزايد المخاطر على حياتهم وسلامتهم وإلى أي مدى يمكن أن يسهم الدور التضامني بين الإعلام والمنظمات في تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي والتنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور مصطفى سواق المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة، أن الندوة تنعقد عشية اليوم الدولي للعمل الخيري الذي يحتفي به العالم من أجل تعزيز التضامن والعمل المشترك بين المؤسسات الإعلامية والخيرية التي تلعب دورا رئيسيا في تعزيز الترابط الإنساني لضحايا النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية والفقر المدقع. وأكد على دور الإعلام الكبير والمباشر في تسليط الضوء على الأزمات الإنسانية وإسماع صوت الضحايا الذين تنتهك حقوقهم وإدارة حوار فعال حول القضايا الإنسانية وتوسيع المشاركة من قبل الفاعلين وكذلك دور المنظمات الإنسانية في تقديم الخدمات الإنسانية والتنموية التي تسهم في تحسين واقع المستضعفين. وأضاف الدكتور مصطفى سواق أن هذه الندوة تسعى إلى التذكير بمعايير الحماية الدولية والمواثيق والمعاهدات المتعلقة بالحق الإنساني وتبحث التحديات التي تقف حائلا أمام تطبيق تلك المعايير باعتبار الصحفيين مدنيون وأن الاعتداء عليهم يعد جريمة حرب أسوة بموظفي المساعدات الإنسانية. وشدد على أهمية تضافر الجهود من أجل مكافحة الإفلات من العقاب، والسعي لتطبيق حكم القانون من خلال حشد أكبر تأييد ممكن لحماية الصحفيين والعمال الإنسانيين أثناء قيامهم بمهامهم المهنية في البيئات الخطيرة وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة، مستعرضا ما قدمته شبكة الجزيرة من تضحيات لإظهار الحقائق، وما يواجهه صحفيوها من تحديات، وما يتعرض له العاملون فيها من محاولات الإيذاء ممن يعملون على إخفاء الحقائق، مشيرا إلى أن شبكة الجزيرة "قدمت 12 شهيدا أثناء تغطياتهم الصحفية بخلاف مكاتبها وما يتعرض له العاملون فيها من اعتقالات ومضايقات ومكاتبها من قصف وإغلاقات". ودعا مدير عام شبكة الجزيرة بالوكالة إلى إصدار تشريعات جديدة في مجال حماية الصحفيين وعمال العمل الإنساني مع التركيز على تنفيذ هذه القوانين خاصة المتعلقة بإيذاء الصحفيين، معربا عن أمله ألا يستمر الإفلات من العقاب.
من جانبه، أوضح سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري، أن هذه الندوة تطرقت إلى موضوع يهم كل من له علاقة بمجال العمل الإنساني وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ألا وهو تسليط الضوء على ما يتعرض له الصحفيون وعمال الإغاثة في الميدان من اعتداءات تهدد سلامتهم وحياتهم، والتذكير بأهمية الالتزام بما نصت عليه المواثيق والأعراف الدولية من معايير وضمانات تكفل الحماية القانونية للصحفيين والعمال الإنسانيين في مناطق النزاعات والكوارث. وبين أن القانون الدولي الإنساني هو مجموعة القواعد والأحكام التي تهدف إلى الحد من آثار النزاعات والصراعات المسلحة، فهو البر الذي ترسو عليه مبادئ الحماية من هذه النزاعات التي لا يخلو منها الكوكب، مشيرا إلى أنه رغم كل الاجتهادات، فإن منظومة القانون الدولي الإنساني لا تعيش أزمة وجود، بقدر ما تعيش أزمة مواكبة وتصد للعديد من التحديات المعاصرة التي تقف في وجه القانون الدولي الإنساني، وتستغل فجواته ومناطقه الرمادية. وأكد الأمين العام للهلال الأحمر القطري على حق الفرد ككيان في الاستمتاع بحقوقه، وسط عالم النزاعات والصراعات، التي تزداد وتيرتها وأساليبها مع تقدم الزمن، وأن الهلال الأحمر القطري، في سياق عمله كمنظمة إنسانية ذات نطاق دولي هدفها خدمة الضعفاء في كل مكان، تحت مظلة المبادئ الأساسية السبعة للحركة الإنسانية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. واستعرض تجارب الهلال الأحمر المؤلمة مع انتهاكات القانون الدولي الإنساني في حق فرق ومنشآت الإغاثة التابعة له في بعض مناطق النزاعات، والتي من المفترض أنها محمية بقوة القوانين والمعاهدات الدولية، حيث تم قصف مراكز صحية وسيارات إسعاف تحت إدارة الهلال الأحمر القطري، واستهداف مشاريع سكنية قام بإنشائها لإيواء النازحين، كما فقد العديد من الكوادر الطبية والإعلامية التابعين له أرواحهم أثناء أداء واجبهم المهني والإنساني، رغم أنهم يحملون بوضوح شارة الهلال الأحمر، التي تثبت لكل الأطراف المتنازعة أن هؤلاء الأشخاص هم عمال إغاثة محايدون، هدفهم هو المساعدة الإنسانية لكافة المتضررين، دون تحيز لطرف على حساب آخر. ودعا سعادة السفير علي بن حسن الحمادي جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حاسمة تجاه مثل هذه الانتهاكات، وعدم غض البصر عن الجرائم ضد الإنسانية، ووضع آليات المساءلة القانونية والملاحقة الجنائية موضع التنفيذ أمام القضاء الدولي، حتى تكون رادعا لكل من يجترئ على ارتكاب مثل هذه السلوكيات المجرمة دوليا، والتي تتنافى مع تعاليم الديانات السماوية والتشريعات الدولية.