مديرو مراكز ثقافية ودور نشر واستشاريو فنون: القطاع الخاص القطري شريك أصيل في النهضة الثقافية
Al Sharq
أكد مديرو مراكز ثقافية ودور نشر واستشاريو فنون ومنسقو معارض فنية، أن القطاع الخاص القطري شريك أصيل في النهضة الثقافية في قطر، ويساهم في تحقيق رؤية قطر 2030 التي
أكد مديرو مراكز ثقافية ودور نشر واستشاريو فنون ومنسقو معارض فنية، أن القطاع الخاص القطري شريك أصيل في النهضة الثقافية في قطر، ويساهم في تحقيق رؤية قطر 2030 التي تدعم التعاون والشراكات المثمرة بين القطاعين العام والخاص، وتوفر مناخا حيوياً لقطاع الأعمال وتتيح مجالاً واسعاً لنشاط المجتمع المدني. وسلط مديرو المراكز الثقافية ودور النشر واستشاريو الفنون الضوء، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على جهود القطاع الخاص في التنمية الثقافية من خلال تأسيس مراكز للفكر والبحث المعرفي ودور للنشر و/جاليريهات/لاستضافة معارض للفن القطري والعربي والعالمي. وكشفوا عن طموحات ومشاريع مستقبلية واستعدادات هذه المؤسسات لاستقبال جمهور كأس العالم FIFA قطر 2022. ومن بين هذه المؤسسات التي أصبحت علامات بارزة في المشهد الثقافي في قطر وامتد تأثيرها إلى العمق الخليجي والعربي والمحيط الإنساني: مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية في مجال البحث المعرفي والثقافي، ودار روزا للنشر في مجال الاستثمار في الكتاب ، ومركز كتارا للفن وإيوان القصار، وأنيما جاليري، في مضمار معارض الفنون التشكيلية والبصرية والاستثمار في الفنون بمختلف اتجاهاتها الإبداعية وآفاقها الفنية. وفي هذا الإطار، أوضح سعادة الشيخ الدكتور حسن بن محمد بن علي آل ثاني مؤسس مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن تأسيس المركز في عام 1997 توج شغفه بالكتب والوثائق واهتمامه بجمع نوادر المطبوعات والمخطوطات، وكتابات الرحالة الغربيين الذين زاروا شبه الجزيرة العربية، بالإضافة للوثائق المحلية، والإنجليزية، والعثمانية وغيرها، وحقق حلمه بجمع مصادر تاريخ قطر من المخطوطات والصور والخرائط والوثائق ونوادر المطبوعات، والعمل على ترجمة الوثائق، وتحقيق المخطوطات التي تخدم تاريخ قطر، وإتاحتها عن طريق النشر المطبوع والإلكتروني، بالإضافة لإجراء البحوث والدراسات التاريخية والتراثية. وأضاف: يهدف المركز إلى جمع وتوفير المصادر التاريخية المتعلقة بتاريخ قطر وشبه الجزيرة العربية، وجمع المادة الشفهية التاريخية والمسودات الخاصة بتاريخ قطر، واقتناء المصادر التاريخية المخطوطة لمؤرخي شبه الجزيرة العربية، وإعداد البحوث والدراسات التاريخية والتراثية، وتقديم الاستشارات، وإمداد الباحثين والمؤسسات المعنية بالمعلومات والإفادات التاريخية الموثقة، ونشر وترجمة المصادر التاريخية المتعلقة بتاريخ قطر والمنطقة، ونشر الوعي بتاريخ قطر بين الأجيال الجديدة، وتنظيم ندوات ومعارض متخصصة. وتابع.. يعمل مركز حسن بن محمد على إثراء البحث الثقافي والعلمي والمعرفي بإصدار مجلة رواق التاريخ والتراث، وهي مجلة فصلية علمية محكمة متخصصة معنية بالتاريخ والتراث، كذلك نشر عدد من الكتب، التي تعد مصادر لتاريخ شبه الجزيرة العربية والخليج العربي، واستقدم عددا من العلماء والباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة لإلقاء المحاضرات، وعقد الندوات، ومنها "الخط المكي في القرون الثلاثة الأولى أساس الخطوط الموزونة"، "العلاقات القطرية الروسية.. أوراق من الأرشيف الروسي"، "قطر في وثائق الأرشيفات العالمية "،"المدونات الشخصية.. مصدرًا لكتابة التاريخ، مدونات الأسرة الحاكمة في قطر نموذجا". ومن إصدارات المركز كتاب "نور الدلالة لفخر الدين الخِلاطي.. الجبر الحسابي في القرن الثالث عشر" من تأليف فخر الدين عبد العزيز بن عبد الجبار الخِلاطي، وكتاب "مقالة في النقرس" لأبي بكر الرازي، و"كتاب ماهية الأثر الذي يبدو على وجه القمر" لأبي الحسن بن الهيثم، وترجمة كتاب "مختارات من وثائق حكومة بومباي"، المجلد الرابع والعشرون المتعلقة بمنطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية. ويقدم المركز خدماته للمجتمع القطري من خلال إصداراته، وندواته، والمناقشات التي تدار فيه، ومن خلال صفحاته على شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بهدف تنمية الوعي بالتاريخ والتراث القطري، وخاصة عند جيل الشباب.. مما جعل من المركز بيت خبرة يقدم استشارات تاريخية وتراثية لعدد من المؤسسات القطرية، كوزارة الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة، واللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني، وجامعة قطر، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والملتقى القطري للناشرين، ويتيح مكتبته وأرشيفه لطلاب الدراسات العليا. وعن مشاريع المركز المستقبلية، قال سعادة الشيخ الدكتور حسن بن محمد بن علي آل ثاني: إن المركز بصدد ترجمة وتحرير ونشر مجموعات من وثائق الأرشيف الوطني بدلهي- الهند، ووثائق أرشيف رئاسة الوزراء العثماني بإسطنبول- تركيا، بالإضافة لوثائق فرنسية وهولندية وغيرها، كما يتبنى المركز مشروع جمع الروايات التاريخية الشفهية من كبار السن القطريين، الذين يروون ذكرياتهم عن الحوادث والسنوات التاريخية التي مرت بأهل قطر في الماضي.
ومن العلامات البارزة لمساهمة القطاع الخاص في مجال التنمية الثقافية والنهضة المعرفية التي تشهدها الدولة، تعمل /دار روزا للنشر/ على خدمة الأدباء والكتاب في قطر وخارجها، لتحقيق الارتقاء بثقافة القارئ العربي انسجاماً مع رؤية قطر الوطنية 2030. هي دار عربية.. برؤية قطرية، تسعى لإبراز الفكر والإبداعات الأدبية داخل وخارج قطر، وتنمية المجتمع عبر إثراء الحياة الثقافية، من خلال تقديم الإصدارات المتنوعة والرصينة، وتعمل لتحقيق أهدافها بتبني إبداعات الشباب وتطوير مهاراتهم بتنظيم الورش التدريبية والدورات والترويج للقراءة وأهميتها بين الأجيال من خلال الأندية الثقافية وأندية القراءة. وأوضحت الدكتورة عائشة جاسم الكواري الرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن عدد إصدارات الدار بلغت نحو 200 في شتى ضروب المعرفة. ولفتت إلى أن الدار أصدرت هذا العام 13 كتابا جديدا في مختلف المجالات، روعي في نشرها تميز الفكرة والمحتوى وجودة الأسلوب، سعيا للمساهمة في خلق ثقافة جيل جديد ودعم الكتاب القطريين وتعزيز إنتاجاتهم الإبداعية والفكرية. وفي هذا السياق، قالت الكواري أن دار روزا للنشر نظمت 25 ورشة تدريبية وبرنامج عمل في فن الكتابة ومهاراتها وتطوير أدواتها الفنية والإبداعية، من أجل تأهيل المبدعين الشباب وإدماجهم في عالم الكتابة والتأليف والنشر. وعن مشاركات الدار الخارجية، أشارت عائشة الكواري إلى أن دار روزا شاركت في العديد من المعارض الدولية (لندن، فرانكفورت، موسكو، إسطنبول، الكويت، مسقط، الرياض، المغرب، طهران ) بهدف نشر الثقافة القطرية والمساهمة في الارتقاء بالثقافة والفكر العربي والاستفادة من الخبرات والتجارب الرصينة في مجال التأليف والنشر. ونوهت الرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر، بتحقيق تعاقدات مع مؤسسات في الدولة تعاقدت مع روزا لإنتاج وطباعة ونشر أعمالها، كما تفتخر الدار بعقود الشراكة ومذكرات التفاهم مع كثير من المؤسسات في مجال الطباعة والنشر والترجمة.
وفي مضمار التشكيل والفنون البصرية، أسهم القطاع الخاص في إرساء قواعد لمؤسسات وصالات عرض /جاليريهات/، أصبحت من ركائز المشهد الثقافي والفني في قطر والخليج، وصارت مراكز جاذبة للفن العالمي ومنها /جاليري المرخية/ الذي يساهم في إثراء الحراك الفني التشكيلي والتنمية الثقافية في قطر، منذ تأسيسه بمبادرة من سعادة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني. وقال السيد أنس قطيط منسق الفنون بجاليري المرخية، في تصريحات خاصة لـ/قنا/: تتمثل رؤية الجاليري في الترويج للفن العربي محليا وعالميا من خلال بناء شبكة إقليمية بالشراكة مع القطاعين العام والخاص محلياً وعربياً، والمشاركة في المناسبات الوطنية والثقافية والاجتماعية إدراكا منه لدور الفن في التعبير عن اهتمامات المجتمع، وفي هذا الإطار قام الجاليري بتوقيع اتفاقيات شراكة وتعاون عديدة أهمها مع متاحف قطر ومطافئ - مقر الفنانين. وحول المحطات البارزة في نشاط المرخية الثقافي قال قطيط: يحرص الجاليري على مواكبة تطور الفن التشكيلي العربي باستضافة معارض لكوكبة من الفنانين العرب وإقامة حوارات فنية ثقافية.. حيث تنظم معارض الفنون التشكيلية والبصرية في قاعتين إحداهما مبنى 5 بالمؤسسة العامة للحي الثقافي - كتارا والأخرى في مطافئ - مقر الفنانين وتستمر المعارض طوال العام، بالإضافة إلى المعارض الافتراضية التي ينظمها الجاليري على موقع /آرتسي/ العالمي على الشبكة العنكبوتية. وأوضح قطيط أن جاليري المرخية يولي اهتماماً خاصاً بالفنانين التشكيليين القطريين بمختلف مدارسهم واتجاهاتهم الفنية، ويحرص على تنظيم معارض ولقاءات تجمعهم بأقرانهم من التشكيليين العرب، وتسلط الضوء على إبداعاتهم.. وفي هذا الإطار قدمت تجربة /مجموعة الصيف/ وهو معرض دوري يتسم بالتنوع والشمول ويضم مختارات ونماذج رفيعة من أعمال الفنانين القطريين والعرب، ومعرض /5050 X / وهو سلسلة معارض دورية من عدة أجزاء، يعرض كل جزء منها أعمال 16 فنانا معاصرا. وشكلت هذه التجارب والمشاريع إطارا لحوار جمالي بين أمزجة وأساليب وهموم فنية متنوعة لفناني وفنانات الخليج والوطن العربي. وشكل الأسلوب الفني واستلهام التراث والمزاج اللوني والمجايلة وموضوعات أخرى نواظم للمشروعات، وأجزاء نوعية في المشروع الهادف لإلقاء الضوء على جماليات وفنون وإبداع التشكيليين في الوطن العربي بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم ومدارسهم. وحول أنشطة الجاليري خلال كأس العالم FIFA قطر 2022، قال منسق الفنون بجاليري المرخية: لقد أعددنا لهذه المناسبة برنامجا ثقافيا متميزا يتضمن تنظيم معرض شخصي للفنان التشكيلي القطري الرائد يوسف أحمد بمقر الجاليري في مطافئ -مقر الفنانين، ومعرض جماعي للفنانين التشكيليين القطريين والمقيمين، بمبنى 5 في كتارا. وفي تصريحات مماثلة لـ/قنا/ أوضح السيد محمد رافع -المدير التنفيذي لـ/مركز كتارا للفن/ و/إيوان القصار/: لقد تم تأسيس مركز سوق واقف للفنون ومركز كتارا للفن وإيوان القصار، تلبية لحاجة ملحة في السوق المحلي لتأسيس دور عرض فنية، ترتقي بالمواهب المحلية وتساهم في تطويرها وإبرازها في المحافل المحلية والدولية. وفي ضوء هذه الرؤية، وفي عام 2007 قام رجل الأعمال السيد/ طارق الجيدة بتأسيس مركز سوق واقف للفنون، وبعدها مركز كتارا للفن في المؤسسة العامة للحي الثقافي -كتارا عام 2010، والذي كانت من ثماره تنظيم أكثر من 100 معرض وحدث فني إلى جانب العشرات من ورش العمل والنقاشات الثقافية بالإضافة إلى استضافة مزادات فنية عالمية. وفي عام 2019، تم الاتفاق مع رواد قطاع الضيافة في الدوحة (الفردان للضيافة) على تأسيس /إيوان القصار/، وهو صالة عرض فنية جديدة بمواصفات عالمية، وتعتبر أكبر صالة عرض فنية خاصة في الدوحة ومنصة للمبدعين والمهتمين بجميع أنواع الفنون التشكيلية المعاصرة والتصميم. وأضاف رافع: وفي إطار تعزيز دور القطاع الخاص ومساهمته في خلق الفرص الإبداعية، تم تأسيس /ستوديو 7 للتصميم/ في مبنى /M7/ بالتعاون مع متاحف قطر، وهو منصة جديدة لإطلاق المواهب وتبني قصص نجاح لمبدعين في فنون التصميم. هذا الحراك والشراكات تمثل إطارا للتعاون مع مؤسسات القطاع الثقافي والارتقاء بالذوق العام وتعزيز ثقافة اقتناء الأعمال الفنية ويدعم ويشجع المبدعين على تطوير مواهبهم والتعمق في دراساتهم وخبرتهم العملية. وتابع.. وحيث يعتبر مونديال 2022 من أهم الإحداث على مستوى العالم، فإن الاستعداد لهذا الحدث على المستوى الثقافي والفني لا يقل أهمية عن أي مجال آخر، حيث تضم خطتنا على استضافة مجموعة معارض فنية لعدد من الفنانين والمصممين القطريين والمقيمين ومجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة التي تبرز الثقافة العربية والخليجية والمحلية بأسلوب حديث ومعاصر يحاكي روح الشباب والرياضة.