
مديرة منظمة "أمريكيون من أجل السلام" د. باربرا شوشان لـ الشرق: إدارة بايدن استجابت لضغوط الديمقراطيين والكونغرس
Al Sharq
أكدت د. باربرا شوشان مديرة منظمة «أمريكيون من أجل السلام» وأستاذة العلوم السياسية بجامعة وليام آند ماري والخبيرة في العلاقات الأمريكية الاسرائيلية، ان ادارة بايدن
أكدت د. باربرا شوشان مديرة منظمة «أمريكيون من أجل السلام» وأستاذة العلوم السياسية بجامعة وليام آند ماري والخبيرة في العلاقات الأمريكية الاسرائيلية، ان ادارة بايدن استجابت للضغوط من داخل الحزب الديمقراطي والدعوات الدولية من أجل وقف العنف، معتبرة أنه ينبغي للادارة الأمريكية أن تقود الجهود الدولية لاحتواء الصراع ووقف المعاناة الانسانية في قطاع غزة، وأوضحت أن أحداث التصعيد بغزة منحت فرصة لادارة بايدن لتصحيح مسار السياسات الخارجية الأمريكية التي كانت كارثية تجاه الفلسطينيين في ظل ادارة ترامب، وانه ينبغي القيام بالعديد من الخطوات من الادارة الأمريكية التي حددتها في أكثر من جانب، مشيرة الى ضرورة الاعتراف بأسباب الأزمة الحالية من عمليات التهجير القسري بالقدس الشرقية وحي الشيخ جراح وتوسع اسرائيل في عمليات الاستيطان غير القانونية ومواصلة اسرائيل احتلال الأراضي الفلسطينية. وأوضحت أن حكومة نتنياهو والأصوات المؤيدة لاسرائيل تدرك أنه لا يوجد فوز كامل يمكن لتل أبيب تحقيقه على الفلسطينيين، وأن الممارسات الاسرائيلية جميعها مصيرها الفشل والتي كان آخرها صفقة ترامب كوشنر من أجل تقويض الحقوق الفلسطينية والتخلي عن خيار حل الدولتين، معتبرة أن ذلك هو الخيار الوحيد للمضي قدماً بصورة حقيقية لانهاء النزاع، كما أوضحت وجود جبهات سياسية عديدة ومؤثرة بالحزب الديمقراطي الأمريكي تدعم هذه الجهود من أجل الضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف تلك الممارسات التي كانت سبباً في تصعيد الأوضاع بقطاع غزة.◄ ضغوط عديدة تقول د. باربرا شوشان مديرة جمعية "أمريكيون من أجل السلام": ادارة بايدن وجدت نفسها أمام ضغط كبير من أجل وقف اطلاق العنف والتهدئة ومطالبة حكومة نتنياهو بايقاف القصف على قطاع غزة، اذ ينبغي أن تكون الولايات المتحدة هي من تقود الجهود الدولية من أجل وقف تلك المعاناة الانسانية، والرئيس بايدن استجاب لتلك الضغوط ليصحح ما انتهجته ادارة الرئيس ترامب بحق الفلسطينيين، وأيضاً ما تسببت به ادارة ترامب ومستشاروه في تراجع دور الدبلوماسية الأمريكية وعلاقاتها وروابطها مع قوى دولية عديدة تأثرت بممارسات بها نوع من العشوائية في الأفق الدولي، ووضعت الولايات المتحدة في العديد من الأزمات مع الشركاء والحلفاء، وقد مثل التصعيد في غزة فرصة لأن تصحح ادارة بايدن تلك الأخطاء، بل ولتقود أيضاً الجهود الدولية الرامية لتثبيت الهدنة، خاصة بعد الضغط الكبير في أروقة الحزب الديمقراطي والكونغرس عموماً من أجل وقف العنف، والخطابات المتوالية التي ارسلها نحو29 عضواً من الكتلة الديمقراطية التي تقود الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي الى ادارة البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية.◄ ممارسات فاشلة وأوضحت د. باربرا شوشان، أستاذة العلوم السياسية بجامعة وليام آند ماري: أن اسرائيل عليها أن تدرك أنه لن يكون هناك انتصار كامل لأهدافها التي نعلمها جراء عمليات القصف في غزة، وأن الجماعات التي تضغط بها اسرائيل في الكونغرس، وهؤلاء الأقلية غير المؤثرين الذين يرون أنه بامكان اسرائيل تحقيق الانتصار الكامل على الفلسطينيين لن يحدث أبداً، وقد رأينا ما تفعله اسرائيل عاماً بعد الآخر وحتى المحاولة الأخيرة لعقد ما سُمي بصفقة القرن وعمليات القصف المستمرة على قطاع غزة كلها فشلت في أن تحقق لاسرائيل ما ترغب فيه، ولهذا فان وقف اطلاق النار كان هو الحل الأوحد الذي كان ينبغي على الادارة الأمريكية أن تدعو له من البداية، وأيضاً الانخراط في خطة حقيقية وحلول طويلة المدى للصراع الفلسطيني الاسرائيلي المعقد، وجزء من تحقيق ذلك بالنسبة لادارة بايدن أنه بالاعتراف بالديناميات التي تسببت في تجدد الصراع المتكرر منذ سنوات، ومنها الاحتلال الاسرائيلي لما يزيد عن 45 عاماً للأراضي الفلسطينية ودعونا أيضاً ألا ننسى أسباب الانتفاضة الفلسطينية والتي منها بكل تأكيد عمليات التهجير القسري في القدس الشرقية وحي الشيخ جراح والاعتداء على الأماكن المقدسة من بينها المسجد الأقصى.◄ تفعيل الدبلوماسية وتابعت د. باربرا شوشان الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط تصريحاتها مؤكدة: انه حتى أقصى الجماعات المؤيدة لاسرائيل في السياسة الأمريكية والعديد من النواب بالكونغرس الذين يحفل تاريخهم التصويتي بعشرات القرارات الداعمة لاسرائيل، يعلنون الآن في مواقف واضحة لوقف تلك الاعتداءات ويدعون الى وقف عمليات التهجير والتراجع عن عمليات التوسع في الاحتلال الذي تقوم به القوات الاسرائيلية على أرض فلسطين، وفي تقديري ان ادارة بايدن عليها أن تفعل المزيد وأن تنخرط في دبلوماسية فاعله يقودها مسؤولون مباشرون عن الرئيس وأعلى مناصب الدبلوماسية الأمريكية من أجل استعادة الحوار الايجابي مع السلطات الفلسطينية، وأيضاً أن تكون تلك الجهود الأمريكية فاعله بصورة تجعل اسرائيل تنظر لها بجدية، وأيضاً علينا ادراك أنه يوجد ضعف كبير في الثقة لدى الفلسطينيين جراء السياسات التي اتبعتها ادارة ترامب ومنها غلق القنصلية الأمريكية العامة في القدس التي أثرت بصورة سيئة وسلبية للغاية وعملت على تعقد دور الدبلوماسية الأمريكية، كما أن الفلسطينيين كثيراً ما خضعوا للتهميش بل ولم يعد لديهم منافذ حقيقية للتعبير، وأن تجد أصواتهم آذاناً صاغية في الدبلوماسية الأمريكية، وأيضاً عانت أمريكا من عدم وجود خط اتصال وهيئة دبلوماسية فاعلة في القدس تنقل بدقة حقيقة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وطبيعة عمليات العنف التي يقوم بها الجانب الاسرائيلي، وأيضاً غلق بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، هاتان الهيئتان الدبلوماسيتان المهمتان تعهد الرئيس بايدن باستعادة نشاطهما مجدداً وكان ذلك في تعهداته الانتخابية وتصريحاته في الشهور الرئاسية الأولى، وهو أمر يتخذ ضرورة ملحة الآن في ضوء تصاعد الأحداث بتلك الوتيرة المؤسفة التي شهدناها، وبكل وضوح هناك العديد من العبث في السياسة الخارجية الأمريكية تم في عهد ترامب وخاصة فيما يتعلق بالفلسطينيين، وفي مقدمته الانحياز المطلق لاسرائيل.. وقد آن الاوان أن تعيد ادارة بايدن تصحيح هذا المسار السييء في العلاقات وهي خطوات كان يجب أن يتم اتخاذها منذ اليوم الأول في السلطة وتفعيلها خلال المائة يوم الأولى من تولي بايدن للرئاسة الأمريكية، وعلينا الآن ادراك أن التجاهل ليس بسياسة فاعلة في أي حال من الأحوال.◄ حل الدولتين واختتمت د. باربرا شوشان تصريحاتها مؤكدة: انه في الواقع الحالي وفيما يتعلق بالرأي العام الأمريكي حتى بالنسبة لـ70% من اليهود في أمريكا فهم تقدميون في مسارهم الرافض للانتهاكات الاسرائيلية في فلسطين والكثيرون منهم أيضاً رفضوا التصويت لترامب وانتقدوا موقفه المنحاز كلياً لممارسات حكومة نتنياهو، والواقع الآن فان الرأي العام الأمريكي وحسب استطلاعات الرأي الأخيرة خاصة بالنظر للوضع الحالي للحزب الديمقراطي فان حتى الجماعات المؤيدة لاسرائيل تدرك أن سياسات حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ومواصلة الممارسات العدوانية بحق الفلسطينيين أمر يستحق الانتقاد، وللأسف كان هناك تحول مؤسف في السنوات الماضية في موقف الحزب الجمهوري والذي كان الداعم والمروج خلال سنوات سابقة لحل الدولتين، فمقارنة الموقف ابان ادارة جورج بوش الأب، والانتهاء بدونالد ترامب ومواصلة الحزب الجمهوري في مواقفه التي لا تختلف عن ادارة ترامب كوشنر بالانحياز المطلق للجانب الاسرائيلي، ولكني بكل وضوح أرى أن الحل الوحيد لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو الالتزام بحل الدولتين، وضرورة الضغط الأمريكي على اسرائيل من أجل ايقاف ممارساتها وانهاء هذا الاحتلال القائم منذ عقود، وأيضاً برغم وجود بعض الآراء المختلفة بداخل الحزب الديمقراطي الا أن الأغلبية والنسبة الأكبر سوف تكون داعمة لأي جهود تهدف لتحقيق حل الدولتين، وممارسة ضغط حقيقي على اسرائيل من أجل الالتزام المماثل لتحقيق تلك الغاية.More Related News