
محمد المحمود بجامع الشيوخ: التوكل على الله وتفويض الأمور إليه يجلبان الرزق
Al Sharq
أكد فضيلة الشيخ محمد المحمود أن أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي خير الأمم على الإطلاق، منذ أن وجدت البشرية إلى قيام الساعة، لم يخلق الله عز وجل ولم يوجد على
أكد فضيلة الشيخ محمد المحمود أن أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي خير الأمم على الإطلاق، منذ أن وجدت البشرية إلى قيام الساعة، لم يخلق الله عز وجل ولم يوجد على وجه الأرض أمة هي خير من هذه الأمة، وقد ميزها الله على سائر الأمم وجعلها خير أمة. وقال الشيخ المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خصها بمزايا دون غيرها من الأمم، هذه الأمة أمة مرحومة، أمة لا يحل عليها عذاب يبيدها نهائيا، حفظها الله، أكثر الأمم حل عليها عذاب من الله فأبادها، إلا أن هذه الأمة أمة مرحومة أمة لا يدرى الخير في أولها أم في آخرها، أمة خصها الله تبارك وتعالى بأن جعلها أكثر أهل الجنة، كان النبي عليه الصلاة والسلام يوما مع أصحابه فقال إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبر الصحابة رضي الله عنهم فرحا، فقال والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبر الصحابة رضي الله عنهم، قال وإني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة أي أن تكونوا نصف أهل الجنة من أمة النبي عليه الصلاة والسلام. خير الجزاء لأمة الإسلام وبين المحمود أن هذه الأمة هي أكثر الأمم تدخل الجنة بإذن الله وأن أعمار أصحابها قليلة، قال عليه الصلاة والسلام: «أعمار أمتي بين الستين والسبعين وقليل من يتجاوز ذلك»، بخلاف الأمم السابقة فإن أعمارهم طويلة ويكفيك أن تعلم أن نوحاً عليه السلام مكث في دعوته فقط ولا نعلم عمره قبل أن يكلفه الله ولا نعلم عمره بعد أن حل العذاب على قومه، نعرف أن نوحاً مكث يدعو إلى الله تسعمائة وخمسين عاما، ثبت ذلك في كتاب الله، دلالة على أن الأمم الماضية امتازت بطول الأعمار، ولكن هذه الأمة هي أقصر الأمم أعماراً، لهذا خصها الله بمزية لم يخص بها أمة بأن ضاعف لها الأجور في الأعمال، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها،. خاصية للمسلمين فقط وأوضح الخطيب أن من خصائص هذه الأمة المحمدية أن الله خص سبعين ألفا من هذه الأمة يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، أخرج ذلك الإمام مسلم وغيره عن بريدة بن الحصين رضي الله عنه، قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: «عرضت علي الأمم يوم القيامة فرأيت النبي ومعه الرهيط، ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان، ورأيت النبي وليس معه أحد، فظهر لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هؤلاء موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم وقيل لي أنظر إلى الأفق الآخر فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي هؤلاء أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم قام النبي عليه الصلاة والسلام فجلس الصحابة يخوضون فيما بينهم، قالوا لعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله، وقال آخرون لعلهم الذين فعلوا كذا وكذا، فخرج عليهم النبي عليه الصلاة والسلام فرآهم يخوضون في أمر هؤلاء، فقال لهم عن هؤلاء السبعين ألفا: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون. نتائج التوكل الحقيقي وأردف: سبعون ألفا خص الله هذه الأمة دون غيرها من الأمم أنهم يأتون يوم القيامة ثم يمضون إلى الجنة لا حساب ولا عذاب لمكانتهم عند الله، ومعنى لا يسترقون أي لا يطلبون الرقية توكلا على الله، ومعنى لا يكتوون أي لا يفعلون الكي طلباً للعلاج توكلاً على الله، ولا يتطيرون أي لا يتشاءمون فهم مفوضون أمرهم إلى الله لأنهم توكلوا على الله، حق توكله، لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام تشبيهاً لمعنى التوكل حتى تستوعب معناه لأن التوكل معنى قلبي لا يدركه الإنسان إلا بقلبه، قال النبي عليه الصلاة والسلام لتقريب الصورة لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا، هل رأيتم طيرا مات جوعا؟ هل رأيتم طيرا فعل ما يفعله البشر؟ أكثر الطيور تصبح الصباح مفوضة أمرها إلى الله فتغدو وهي جائعة توكلاً على الله تبارك وتعالى، فلا يأتي المساء إلا وقد رجعت وقد امتلأت بطونها من رزق الله، هكذا ينبغي أن يتوكل المؤمنون على الله، فوضوا أمورهم لله.