محمد الحمادي لـ الشرق: «رمضان الأمل» تجربة إنسانية جعلت الدنيا أصغر همنا
Al Sharq
شارك الإعلامي محمد الحمادي خلال شهر رمضان الماضي ضمن وفد من المتطوعين القطريين في تنفيذ ومتابعة الحملة الرمضانية الميدانية «رمضان الأمل» التي نظمتها قطر الخيرية
شارك الإعلامي محمد الحمادي خلال شهر رمضان الماضي ضمن وفد من المتطوعين القطريين في تنفيذ ومتابعة الحملة الرمضانية الميدانية «رمضان الأمل» التي نظمتها قطر الخيرية واستهدفت عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، والأيتام من مكفولي قطر الخيرية وأسرهم، حيث تنقل الوفد إلى جنوب تركيا، وتلمس احتياجات الأسر السورية اللاجئة والأسر الفقيرة في البلد المضيف. وقال محمد الحمادي في تصريحات خاصة لـ الشرق: شهر رمضان هذا العام كان مختلفا على المستوى الشخصي والإعلامي، فقد كانت لي زيارة في الأيام الأولى من الشهر الفضيل إلى إخواننا اللاجئين السوريين داخل تركيا، مع جمعية قطر الخيرية. هذه الزيارة لم يكن مخططا لها، فقبل السفر بيومين قمت بالتواصل مع الجهة المعنية وكان لي شرف الانضمام إلى الوفد القطري في هذه المهمة الإنسانية النبيلة. مضيفا: التقينا بأسر من تركيا وسوريا منهم المستضعفون وكبار السن في منطقة «غازي عنتاب»، ومنطقة «كلّس» القريبة من الحدود السورية، وكان الهدف من الزيارة تقديم وجبات الإفطار، وضمان وصولها للمحتاجين، إلى جانب ضمان وجود كفالة للأيتام الذين لا يستطيعون العيش بسبب عدم وجود أب أو عائل لهم، فبعض الأسر محافظة ولا تسمح لبناتها الصغار بالخروج للعمل، وهذا الأمر يزيد وضعية الأسرة نفسها صعوبة، وأغلب البيوت يتشابه حالها فتجدين عائلة تجتمع وتنام وتفطر في ذات الغرفة. ولفت الحمادي إلى أن هذه الزيارة لمخيم البيلي لم تكن الأولى بالنسبة إليه، حيث زاره في شهر نوفمبر من العام الماضي، وهو مخيم يسكن فيه حوالي 8 آلاف شخص و250 أسرة سورية دون إلزامهم بدفع معلوم الإيجار. وتحدث الإعلامي محمد الحمادي عن الظروف التي يعيشها سكان المخيم مشيرا إلى أن وضعهم أفضل من بعض من يسكنون البيوت الضيقة، وهي عبارة عن غرفة واحدة، بينما تتوفر لدى سكان المخيم مراكز تعليم ومسجدان، والسكن بالمجان، وهذا الأمر لن يكلفهم ماديًا. وحول أبرز الحالات والمواقف الإنسانية التي صادفها قال: التقيتُ سيدة مسنة في مُخيم اللاجئين السوريين للمرة الثانية وبحثت عنها حتى وجدتها، هي ترعى اليتامى وتحتاج إلى من يرعاها، والمُحزن في الأمر أنها لا تستطيع الصيام بسبب ظروفها الصحيّة. وعبر الحمادي عن تقديره للدعم الإنساني وتبني الحكومة التركية لهم، كما عبر عن تقديره لجهود قطر الخيرية على ما تقدّمه من أجلهم، وحرصها على مساعدة النازحين داخليًا، إلى جانب الجهات الأخرى المتعاونة. وأكد الحمادي أن المخيم والقصص الإنسانية التي رآها وعاينها على أرض الميدان كانت في مقدمة إصداره «كان في ناس» الذي دشنه في معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الماضية، ويوثق الكتاب لحياة أشخاص لا يعرفهم المؤلف على المستوى الشخصي ولكن تأثيرهم أنار بصيرته. مضيفا: لم تكن تجربة عادية؛ فالكتاب ليس رواية، بل توثيق لقصص إنسانية شاهدتها، أما القضية التي أخذت مساحة أكبر في الطرح فقد كانت عن انفجار مرفأ بيروت وتأثيره على البيوت والأماكن والناس، باعتبار أن زيارتي الميدانية الإنسانية الأولى كانت لبيروت مع الهلال الأحمر القطري مباشرة بعد الانفجار بأسبوع لضمان وصول المساعدات القطرية لإخواننا اللبنانيين. وكتابي «كان في ناس»، عبارة عن عملية توثيق إنسانية، ونحتاج لكُتب وأفلام تعيد للإنسان إنسانيته، فلا مصلحة لنا من هذا الأمر، وليست لنا معرفة كاملة، ولم يكن هناك لقاء مسبق، لكن تجمعنا العروبة والدين، فمكانتهم في القلب تحتم عليك ذكرهم فردًا فردًا سواء بدُعاء بأن يلطف الله بحالهم أو بتوصيل معاناتهم بشكل راقٍ، كل بميدانه يمكن أن يساعد أخاه الإنسان. وأردف قائلا: بعد مشوار إعلامي امتد لعشر سنوات، أتمنى أن أقدم برنامجا يوثق حياة الإنسان، ويغوص في الجوانب الإنسانية لكل شخصية يلتقي بها. وتابع: بعد ثلاث رحلات مع جهات خيرية أدركت كم نحن بحاجة لهذا النوع من الطرح في الإعلام، وهو موجود فعلا مثل برنامج «عُمران» الذي يقدمه سوار الذهب، وكم كنت أتمنى مرافقته في زيارته هذا العام لفلسطين وتصوير البرنامج هناك، لأني أحب لقاء الأشخاص الذين لا يعرفهم الناس، ولكن لديهم قصص قد نتأثر بها حين نعايشها، ولعل ذلك يزيدنا وعيا بأن الدنيا أصغر همّنا. وتابع: لقد بقيت قصص اللاجئين السوريين في مُخيمهم ومنازلهم الصغيرة، محاولين التأقلم مع الوضع الذي أجبروا عليه، حتى يعيشوا حياتهم بشكلها الطبيعي. فإخواننا اللاجئون والمتضررون من سوء الحال ضلّت بهم السبل، ويحتاجون إلى الإغاثة، وواجبنا أن نخفّف همّهم، الأيام عليهم ثقيلة فلنكن الدليل لهم.