"مجلس التميمي" ملتقى لتبادل الثقافات في أجواء رمضانية
Al Sharq
التقاء الأقارب والأصدقاء وتجمّعهم في المجالس لتبادل أطراف الاحاديث والسمر، من العادات والتقاليد القطرية التي لازال يحافظ عليها اهل قطر حتى اليوم، حيث التجمع على
التقاء الأقارب والأصدقاء وتجمّعهم في المجالس لتبادل أطراف الاحاديث والسمر، من العادات والتقاليد القطرية التي لازال يحافظ عليها اهل قطر حتى اليوم، حيث التجمع على موائد الافطار والغبقات والسحور بشكل يومي في تلك المجالس التي يتوافد إليها الكبير والصغير المواطن والمقيم للجلوس فيها حتى قبيل موعد آذان الفجر. "رمضانيات الشرق"، زار مجلس السيد حمد التميمي والتقى عددا من رواده الذين يحرصون على التواجد فيه بشكل دائم، حيث أصبح هذا المجلس الذي يعكس كرم ضيافة أهل قطر ملتقى للأقارب والأصدقاء، يضم الآباء والأبناء. وأكد زوار المجلس، على ان أهل قطر لازالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم وهويتهم الوطنية، لافتين إلى ان التواجد في المجالس يسهم في الحافظ على كل ما اكتسبوه من الآباء والاجداد وله علاقة بالعادات والتقاليد وهويتهم، لافتين إلى ان تواجد الأبناء في المجالس لاستقبال الضيوف والانصات لما يدار فيها من احاديث، ومجالسة كبار السن يجعلهم يكتسبون آداب المجلس، وعاداتهم وتقاليدهم في ارتداء ملابسهم المتمثلة بالثوب والغترة، وكذلك طرق تقديم القهوة، وتبادل التحية والسلام وغيرها. حمد التميمي: عام استثنائي بعد عودة الحياة لطبيعتها أكد حمد التميمي إن ما سببته أزمة كورونا من اغلاق للمجالس القطرية والتباعد الاجتماعي فيما بين الشعب القطري لمدة عامين متتالين، أدت بعد الانفراجة ورفع القيود إلى زيادة الترابط بين اهل قطر، وعودة اللقاءات والاجتماعات في المجالس أكثر من قبل، وذلك بعد الاشتياق الكبير للمجالسات وافتتاح المجالس القطرية التي اعتادت على استقبال الضيوف طوال الايام، ويزيد الاقبال عليها في الشهر الفضيل، لافتا إلى أن هذا العام يعتبر استثنائيا بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، وعودة التقاء اهل قطر في مجالسهم وتبادل الزيارات فيما بينهم ما يؤكد على قوة الترابط بين المجتمع القطري. وأضاف: إن المجالس تمثل لدى اهل قطر المكان الذي يلتقون فيه ومنها يتناقلون العادات والتقاليد، ومنها أيضا يحافظون عل موروثهم وعاداتهم وهويتهم الوطنية، معتبرا أن المجالس المكان المناسب الذي يتعلم فيه الابناء كل ما ينفعهم، مشيرا إلى أن ما يميز اهل قطر عن باقي المجتمعات موروثهم الثقافي الذي لازال مستمرا منذ عهد الأجداد، وهم لازالوا يحافظون عليه ويحرصون على ايصاله للأجيال القادمة. وأوضح ان دولة قطر تولي اهتماما كبيرا بالعادات التقاليد التي تهتم الهوية الوطنية في كافة انشطتها وفعالياتها، بل وحرصت على وجود مراكز شبابية واخرى متنوعة تهدف إلى الحفاظ على الهوية، مما أسهم في الحفاظ عليها وايصالها إلى الأجيال. وأكد على أن التواجد في المجالس يعتبر عادة متوارثة لدى اهل قطر تحتم عليهم فتح المجالس والتواجد فيها بشكل يومي، ودعوة الضيوف والأقارب والأصدقاء لزيارتها باستمرار، واتجه أهل قطر الى اقامة المناسبات والدعوة إلى حضورها في مجالسهم. ولفت إلى ان مجلسه يفتتح أبوابه بشكل يومي امام المواطنين والمقيمين الذين يترددون إليه باستمرار بهدف تبادل الثقافات واطلاعهم على جانب من العادات والتقاليد القطرية، خاصة ان المجالس القطرية تحتوي على جزء من التراث القطري الأصيل سواء في طريقة تصميمها او حتى من خلال تواجد بعض القطع التي لها دلالتها وعلاقتها بالتراث القطري. محمد التميمي: رمضان في الثمانينيات تميز بالبساطة قال محمد التميمي: إن رمضان وأجواءه تغيرت عن السابق، حيث كنا في زمن الثمانينيات نخرج للعب في الشوارع بدراجاتنا الهوائية المتواضعة، وكذلك تجمع وتواجد ابناء الفريج الواحد للعب مع بعضهم وقضاء اوقاتهم، حيث لا وجود لوسائل التكنولوجيا الحديثة، كما أن بساطة الحياة كانت تجمع الابناء والآباء من ابناء المنطقة الواحدة لتناول الافطار الجماعي في رمضان، وذلك في الثمانينيات من القرن الماضي. وأضاف ان ما يميز رمضان في تلك السنوات تبادل الأكلات بين الجيران وسكان الفريج الواحد هذا يرسل لذاك جزءا من طعامه والعكس، وكان الأبناء هم من يقومون بإيصال هذه الوجبات إلى جيرانهم حيث لا وجود للخادمات، وفي حال حلول موعد الآذان أثناء تواجد الابن في منزل الجيران كان يجلس معهم لتناول الافطار معهم ويلزمونه على ذلك، وهو ما يعكس مدى قوة ترابط اهل قطر منذ ذلك الوقت وحتى اليوم أيضا مع فارق بسيط ببعض الأمور التي كان سببها التمدن ووجود جنسيات مختلفة تعيش معنا على أرض بلدنا الحبيبة قطر. وفيما يتعلق بدخول التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على الأبناء أوضح التميمي، أن دخول التكنولوجيا تسببت في التأثير على الأبناء والمجتمع ككل، حيث ان لها نتائج عكسية في حال استخدامها المفرط، لذا لابد من الاستخدام الأمثل لهذه الوسائل، وعدم تركها بين أيدي الأبناء طوال الوقت. ودعا التميمي، الى استغلال العشر الأواخر من شهر رمضان في التهجد والطاعة والعبادة، وان امكن الاعتكاف في المساجد، لما لهذه الأيام من فضل عظيم، والابتعاد عن التجمعات الشبابية في الأماكن العامة التي لا نفع لها سوى مضيعة للوقت. جاسم الكعبي: المجلس وجهة للعديد من الشباب أوضح جاسم الكعبي، بعد عودة الحياة إلى طبيعتها وانجلاء جزء كبير من ازمة كورونا، عادت المجالس القطرية لتفتتح أبوابها وتستقبل الضيوف لتعكس كرم الضيافة القطرية التي اعتاد عليه أهل قطر وتوارثوه من الآباء والأجداد، لافتا إلى ان مجلس حمد التميمي يعتبر وجهة له وللعديد من الشباب القطري والمقيمين الذين اعتادوا على زيارته باستمرار والتواجد فيه بشكل دائم سواء في شهر رمضان او حتى في الأشهر الأخرى من السنة. وأكد على أن الكثير من المجالس القطرية تفتتح أبوابها وتستقبل الضيوف بشكل يومي، مشيرا إلى ان التواجد في المجالس عادة قطرية تناقلتها الأجيال ولازلت تحافظ عليها حتى اليوم. ولفت ان ما يميز مجالس اهل قطر عن باقي المجالس الاخرى تواجد الكبير والصغير فيها، والكل يفتخر بارتداء الزي القطري، كما انه في حال غياب صاحب المجلس ينوب عنه ابنه الذي يقوم باستقبال الضيوف والقيام بدور الأب وكأنه موجود في المجلس سواء في طريقة الحفاوة وكذلك في تجهيز القهوة وتقديمها للزائر. إبراهيم التميمي: المجالس القطرية تعكس كرم الضيافة يرى إبراهيم التميمي، أن المجالس القطرية تعكس كرم ضيافة الشعب الذي تربى على ذلك، ويحرص على استقبال الضيوف في المجالس طيلة أيام السنة، ويزيد ذلك خلال المناسبات الإسلامية سواء شهر رمضان أو الأعياد. ولفت إلى ان سكان الفريج الواحد يتبادلون الزيارات فيما بينهم باستمرار سواء في رمضان أو غيره من أشهر السنة، وهو ما يعكس مدى الترابط بين المجتمع القطري، موضحا حتى وإن اغلقت المجالس في فترة أزمة كورونا لم يؤثر ذلك على علاقة افراد المجتمع ببعضهم بعد الانفراجة من تلك الازمة، ليعودوا على تواصلهم المعهود أكثر من قبل. طلال عبدالكريم: ملتقى يتواجد فيه مع الأبناء والأصدقاء أشار طلال عبدالكريم، إلى أن المجالس تمثل لدى أهل قطر ملتقى يتواجدون فيه مع أبنائهم يجتمعون فيها باستمرار خاصة خلال الشهر الفضيل، إذ أن تواجد الأبناء في هذه المجالس يجعلهم يكتسبون العادات والتقاليد وبعض الأمور الأخرى مثل تبادل تحية السلام، وطريقة التحدث التي تترسخ في أذهانهم ويعملون بها طيلة حياتهم، مؤكدا على أن المجلس ذو أهمية خاصة خلال هذه الفترة مع تواجد عدد كبير من الجنسيات التي تعيش على أرض قطر، وذلك للحفاظ على الهوية الوطنية. وأوضح أن شهر رمضان هذه السنة كان استثنائيا وذلك بعد رفع قيود أزمة كورونا التي تسببت في تباعد الدول والمجتمعات عن بعضها البعض، وعادت بعد عامين متواصلين من الانقطاع، موضحا ان عيد الفطر هذا العام أيضا سيكون استثنائيا بعد عودة التجمعات واللقاءات في المجالس القطرية وتبادل الزيارات فيما بينهم للتهنئة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. ياسين أحمد: اطلع على ثقافة البلد وأهلها من مجالسها يرى ياسين أحمد، ان تواجد المقيمين في مجالس أهل قطر يسهم في تبادل الثقافات، وهو دليل واضح على ان هذه المجالس تستقبل الجميع ولا يوجد أي تفرقة او تميز لدى أصحابها، لافتا إلى انه يعيش في دولة قطر منذ سنوات، وتداخل مع الشعب القطري، وحضر أشهر رمضان على مدى سنوات طويلة في البلاد، ويجد ان هناك بعض المفارقات بين رمضان في قطر وفي بلده الأم السودان، حيث إن الشعب القطري حريص على تناول الإفطار بشكل جماعي من خلال تواجد الأقارب والأصدقاء في المجلس الواحد، وكذلك في وجبة الغبقة والسحور أيضا، بينما في السودان يجتمع الشعب السوداني من أبناء المنطقة الواحدة ليفرشوا الموائد في الطرقات، ويستقبلون الضيوف والمارة قبل موعد الآذان لتناول الافطار معهم، وأكد على انه اطلع على جانب من الثقافة القطرية خلال تواجده في المجالس لقطرية لاسيما مجلس السيد حمد التميمي منها، وتمكن كذلك من عكس جانب من ثقافة بلاده وشعبه ايضا.