مثقفون لـ الشرق: نترقب نسخة استثنائية لمعرض الكتاب
Al Sharq
تترقب الأوساط الثقافية المختلفة معرض الدوحة الدولي للكتاب، والذي سيقام خلال الفترة من 13 إلى 22 يناير المقبل، وسط آمال تنتاب الجميع في أن يحقق المعرض هدفه الرئيس،
تترقب الأوساط الثقافية المختلفة معرض الدوحة الدولي للكتاب، والذي سيقام خلال الفترة من 13 إلى 22 يناير المقبل، وسط آمال تنتاب الجميع في أن يحقق المعرض هدفه الرئيس، وهو إنعاش المشهد الثقافي بمختلف مجالاته، وتحقيق هدفه الأبرز، وهو تسويق الكتاب. الشرق حرصت على رصد طموحات بعض المبدعين للنسخة المرتقبة للمعرض، والذين شددوا على أهمية تحقيق فكرة وهدف المعرض في أن يكون سوقًا لعرض الكتاب، وعدم اختزاله في إقامة فعاليات ترفيهية، ليكون استقطابه للزائرين بهدف اقتناء الكتاب بالدرجة الأولى. كما يشدد المبدعون على أهمية تجنب اختزال حفلات تدشين الكتب فيما سبق تدشينه، ليكون التدشين للكتب الجديدة، أو الصادرة حديثًا، مع الاحتفاء بالكتاب بالإلكتروني، وجيل الرواد من المبدعين، ليكون هناك تواصل بين الجميع، وخاصة مع جيل الشباب. حامد النعمة: علينا تشجيع اقتناء الكتاب يقول الموسيقار حامد النعمة: إن أولى الخطوات اللازمة لإقامة حُلة جديدة لمعرض الدوحة للكتاب وضع خُطة لتشجيع القراءة، والحث عليها، وذلك لاستقطاب الجمهور من الشباب والصغار إلى أروقة المعرض. ويرجع ذلك إلى ما يشهده الكتاب الورقي من منافسة قوية مع الوسائط الأخرى، الأمر الذي أدى بدوره إلى وجود حالة من التراخي عن القراءة، والعزوف عن اقتناء الكتاب، ما يجعلنا نفكر في خطط بديلة للحث على القراءة، وتشجيع اقتناء الكتاب. ويستشهد بواقعه سابقًا، عندما كان يحرص على الوصول بمعدل القراءة يوميًا إلى 8 ساعات، إلى أن اختلف الحال اليوم، نتيجة العديد من المتغيرات، وهذا أمر ينسحب على الكثيرين في عالم اليوم، ما يدفعنا إلى ضرورة البحث في آليات جديدة، تستقطب الجمهور إلى القراءة، واقتناء الكتاب، والدفع بحركة التأليف إلى مستويات متقدمة، خاصة وأن لدينا العديد من المبدعين القادرين على إنتاج أعمال إبداعية، ذات مستوى راقٍ، يمكن أن تشهد إقبالاً على اقتنائها. ويشدد النعمة على ضرورة إعداد برامج توعوية تحقق نفس الفكرة، وهي تشجيع القراءة، واقتناء الكتاب، وذلك حتى يتشكل لنا في المجتمع، جمهور يقبل على القراءة. د. زكية مال الله: المعرض للكتاب وليس للأنشطة الترفيهية تقول الكاتبة الدكتورة زكية مال الله: إن معرض الدوحة للكتاب يحظى بتاريخ عريق من الحضور والفعاليات، وتأتي نسخته المرتقبة، بعد تأجيله في العام الماضي، نتيجة تداعيات كورونا، الأمر الذي حُرمنا فيه من مشاركات دور النشر، ولذلك فنحن سعداء بعودة الكتاب إلى حضوره وتألقه هذه السنة عبر معرض الدوحة. لافتة إلى أن الهدف الرئيسي للمعرض ينبغي أن يكون للكتاب، وهذا لا يمنع من وجود بعض الأنشطة الترفيهية الأخرى، غير أنني أدعو إلى ضرورة الحد منها، إذ لا يجوز اختزال المعرض في صالات للترفيه، وغيره، وكذلك يجب الحد من كثافة انتشار المطاعم، لمنع تكرار ذات الظاهرة، والتي كانت في النسخة الماضية للمعرض. وتتابع: إن هذا الترفيه وانتشار المطاعم والمقاهي يتعارض مع سياسة معرض الكتاب، فحضور مثل هذه الأغراض، يجب أن يكون في إطار محدود للغاية، وفي إطار يلبي الغرض منها، دون إفراط، وفي إطار أيضًا من الحفاظ على الشكل العام للمعرض، ليكون بسيطًا، وبعيدًا عن المظاهر المبالغ فيها، سواء من حيث الديكورات، أو المطاعم أو المقاهي، أوالأنشطة الترفيهية الأخرى. وتشير د. زكية مال الله إلى أنه حال توفر مثل هذه الأنشطة، فإنها قد تستحوذ على اهتمامات الزائرين بشكل يفوق الاهتمام بالكتب ذاتها، ومن ثم اقتنائها، وذلك تعزيزًا لأحد الأهداف الرئيسة للمعرض، وهو تشجيع اقتناء الكتاب. وتشدد على ضرورة أن يكون هدف المعرض هو إنعاش حركة التأليف، وهذا يتأتي عبر عدة مقترحات، منها تخصيص مساحة أكبر لدور النشر القطرية، وتقديم مشاريعها المستقبلية، حتى يكون لهذه الدور حضور في تقديم فعاليات تدشين وعرض الكتب الجديدة، بالإضافة إلى تنظيم الندوات، واستضافة المؤلفين، وتخصيص مساحة لكل دار، تنظم خلالها فعاليات، لتعريف الزائرين بهذه الدور. وتقترح بأن تكون حفلات التدشين قاصرة على الكتب الجديدة، أو الصادرة خلال العامين الأخيرين، كحد أقصى، دون التركيز على تدشين الكتب القديمة، وهو ما يشجع المؤلفين بالتالي، وخاصة الجدد منهم. كما تقترح تخصيص قاعة لتصفح الكتب الإلكترونية، بما يؤدي إلى ابتكار أفكار جديدة لاستقطاب الزائرين للمعرض، وليس الوسائل الأخرى التقليدية، وتخصيص مساحة لاستضافة الكُتّاب والشعراء والفنانين وغيرهم من جيل الرواد، لتعريف الأجيال الحالية بهم، ليعرض الحضور تجاربهم وإبداعاتهم، بالإضافة إلى تخصيص سوق لبيع الكتب القديمة.