ما بين الانتصار والانكسار..ذكريات زاخرة لنجوم الكرة القطرية في نهائي كأس الأمير
Al Sharq
ما بين حسرة الخسارة وفرحة الفوز يسترجع ألمع نجوم الكرة القطرية ذكرياتهم مع نهائيات بطولة كأس الأمير لكرة القدم، التي تعد من أعرق المسابقات التي تقام سنويا في
ما بين حسرة الخسارة وفرحة الفوز يسترجع ألمع نجوم الكرة القطرية ذكرياتهم مع نهائيات بطولة كأس الأمير لكرة القدم، التي تعد من أعرق المسابقات التي تقام سنويا في قطر، وكانت انطلاقتها الأولى في موسم 1972 " 1973 . خمسة عقود من الأمل والألم في المسابقة الأغلى على قلوب اللاعبين القطريين، فمنهم من تقلد الذهب مرات ومرات وقاد فريقه لسكة الانتصارات وكتابة التاريخ بأحرف من نور، ومنهم من استعصى عليه اللقب مرات، وتركوا الميدان وفي قلبهم غصة عدم رفع الكأس. المواجهة المرتقبة غدا "الجمعة" بين الغرافة والدحيل ستحظى بمتابعة واهتمام كبير من جميع عشاق الساحرة المستديرة بقطر ، حيث تأتي في ظرفية مميزة تتزامن مع الاحتفال "باليوبيل" الذهبي للبطولة، وسيكون استاد خليفة المونديالي شاهدا على رواية تفاصيلها وأحداثها داخل المستطيل الأخضر وتحديد هوية من سينال شرف معانقة اللقب. وكان الغرافة قد تأهل إلى النهائي بعد فوزه في نصف النهائي على الوكرة بأربعة أهداف مقابل هدفين، فيما تأهل الدحيل من نصف النهائي بتغلبه على السد حامل اللقب بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وسبق للغرافة الوصول إلى النهائي 12 مرة، فيما وصل الدحيل إلى النهائي أربع مرات.. وتوج الدحيل باللقب في ثلاث مناسبات، فيما فاز الغرافة بـ7 ألقاب. كثيرون هم اللاعبون الذين حملوا اللقب مرات متتالية ويملكون تاريخا مميزا في البطولة ولعل عادل خميس من أبرز هؤلاء الذين كانت لهم صولات وجولات في المسابقة ولعب مع الغرافة الذي يمتلك رقما قياسيا، ظل صامدا منذ 1998 عندما توج باللقب أربع مرات متتالية لم ينجح أي فريق إلى حد الآن في تكرار هذا الإنجاز أو كسر الرقم. وفي تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا" عاد نجم الكرة القطرية السابق إلى الزمن الجميل حين استرجع ذكريات جميلة حققها في مسيرته الكروية وبقيت عالقة في ذهنه رافضة النسيان، قائلا لقد كانت مسيرتي مع الغرافة رائعة ولعبت مع جيل من خيرة ما أنجبت الكرة القطرية، ونجحت في التتويج باللقب في أربع مناسبات متتالية من موسم 1995 إلى موسم 1998 وهذا أكبر وأهم إنجاز في حياتي ولم ينجح آخرون في تحقيقه. وأضاف قائد الغرافة السابق أن ذكرياته كثيرة، لكن بعضها مميز،حيث استحضر الفوز بالبطولة الأولى أمام الوكرة ومن ثم بداية سيطرة فريقه على المسابقة رفقة لاعبين كان لهم الفضل أيضا في وصول الغرافة إلى المستوى المميز وتحقيق الألقاب وفق قوله. وقال عادل خميس، أن تصل إلى النهائي أربع مرات متتالية وتنال شرف مصافحة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لا يوجد أفضل من هذه الذكرى،فكل لاعب يتمناها، وأنا سعيد بهذه الإنجازات، ولازلت اتصفح بين الحين والآخر الصور وأعود بالذاكرة أحيانا لمشاهدة بعض المباريات. كما أشاد نجم الكرة القطرية السابق بجماهير الغرافة التي كانت تتغنى باسمه في المدرجات، خاصة في الفترة الذهبية التي مر بها الفريق حيث كان متوهجا آنذاك وسيطر على لقب البطولة، قائلا، إن تستمع إلى الأهازيج والهتافات المتواصلة يجعلك لا تشعر بالتعب وترغب في تقديم أفضل ما لديك.. لقد كانت أياما جميلة وأنا متشوق كثيرا لذلك الزمن الجميل. من جانبه، أكد فهيد الشمري لاعب المنتخب القطري ونادي الغرافة سابقا، أن بطولة كأس الأمير تعد من أقوى البطولات المحلية في قطر وكل الأندية تطمح إلى التتويج بها، كما أنها تمتاز بذكريات خاصة وفريدة تختلف كليا عن بقية المباريات. وبحديثه عن ذكرياته في البطولة، قال فهيد.. طوال مسيرتي الرياضية نلت شرف التواجد واللعب في بطولة كأس الأمير في أكثر من مناسبة، حيث لعبت قرابة 6 نهائيات وفي ثلاث مناسبات حصدت اللقب وهو من الألقاب التي أعتز بها وتعتبر وساما غاليا على صدري.. وكان اللقب الأول موسم 2001 " 2002 وهو النهائي الذي لعبناه أمام السد وكان عمري آنذاك 18 سنة وحققنا الفوز بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف.. وموسم 2009 بالفوز على الريان بهدفين مقابل هدف. أما آخر بطولة توج بها الغرافة في كأس الأمير فكانت سنة 2012.. يروي فهيد الشمري تفاصيلها قائلا: لقد فزنا باللقب وكانت مواجهة قوية ومثيرة أمام السد حيث انتهت بالتعادل السلبي ليتم بعدها اللجوء إلى ركلات الترجيح، وكانت آخر ركلة من نصيبي،حيث كانت المسؤولية كبيرة على عاتقي خاصة في ظل تواجد جماهيري كبير وهو ما يجعلك تحت الضغط، لكن في الأخير تقدمت رويدا وسجلت الهدف الأخير لنتوج بعدها باللقب وكانت تلك أبرز الذكريات التي لا يمكن نسيانها. واختتم فهيد الشمري تصريحاته قائلا إنه من الصعب أن تمحى اللحظات الجميلة رغم اعتزالي لعبة كرة القدم، إلان أن جماهير الغرافة دائما ما تذكرني بالألقاب عبر تجاذب أطراف الحديث سواء في الملعب عند مشاهدة المباريات أو التواجد في الأماكن العامة. وفي السياق عاد بنا النجم مشعل مبارك الذي صال وجال ولعب في العديد من الأندية القطرية على غرار الغرافة والريان والأهلي وقطر إلى العديد من الذكريات طيلة مشوار مشاركته في بطولة كأس الأمير، مبينا أنها البطولة الأهم بالنسبة له كلاعب ودائما ما كان يطمح خلالها لتقديم أفضل ما لديه. وفي حديثه لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، قال مشعل مبارك عند الحديث عن ذكرياتي في البطولة، ينتابني شعور بالفرح وآخر بالحسرة، عندما كنت لاعبا في نادي قطر وصلت للنهائي مرتين وخسرتهما وكذلك نفس الأمر أيضا مع نادي الغرافة حيث فشلت في التتويج بعد الوصل إلى القمة النهائية، لكن عندما انتقلت للريان عوضت ذلك الإخفاق ونجحت أخيرا في تحقيق مبتغاي وحصد اللقب مرتين. وأضاف اللاعب "الأشياء الجميلة التي زينت مسيرتي الرياضية أن تلعب في ناد عريق مثل الريان وتنجح في حصد اللقب مرتين متتاليتين في عامي 2010 و2011". أما عن أبرز الذكريات التي بقيت راسخة إلى حد هذه اللحظة فقال مشعل مبارك.. هي ليست بزمن بعيد وإنما أروي تفاصيلها كأني عشتها أمس وهي المباراة النهائية بين قطر والريان في 2004،حيث تقدم قطر بهدفين دون رد، لكن الريان عاد في المواجهة بعد طرد لاعبنا كانيجيا بالبطاقة الحمراء التي شكلت منعرجا، حيث عدلوا النتيجة وخطفوا هدف الفوز وذلك أول نهائي لعبته في كأس الأمير.. وتلك الذاكرة ستبقى في البال راسخة مهما طال الزمن. وعن علاقته بالجماهير في النهائيات التي لعبها، قال مشعل الجماهير القطرية بصفة عامة عاشقة ومحبة لمباريات الكؤوس، وأنا هنا أتحدث عن الريان الذي يمتاز بقاعدة كبيرة من الجماهير التي كانت دائما حاضرة بقوة من أجل المساندة والتشجيع وعلاقتي بهم مميزة إلى حد الآن بعد انتهاء مشواري الكروي.. معبرا عن فخره واعتزازه بلعبه للعديد من الأندية وتمثيل شعارها على أكمل وجه. وعلى الصعيد ذاته استحضر اللاعب القطري مشعل عبدالله الذي لعب بدوره للعديد من الأندية القطرية والمنتخب القطري، مثل الغرافة والأهلي، العديد من الذكريات والمحطات الكروية المميزة التي رافقت مسيرته كلاعب ترك بصمته بفضل أهدافه الحاسمة وحضوره الفعال على أرضية الملعب. وفي تصريحاته لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، قال اللاعب إن البطولة لها نكهتها الخاصة ومميزاتها التي ترافقها منذ انطلاقتها،لاسيما وأن البطولة تحظى بمكانة خاصة في قلوب اللاعبين وجميع القطريين وذكرياتنا معها لازلت ترافقنا إلى حد الأن. وقال مشعل عبدالله، بعد انتهاء الموسم الكروي نتذكر مباشرة بطل كأس الأمير مع أهمية الدوري في ذلك الوقت، لكن التنافس المثير في مواجهات الكأس وحلم حصد اللقب يبعدك قليلا عن أجواء الدوري المحلي. وأضاف مشعل، خلال مسيرتي لعبت نهائيين مع الأهلي، ونهائيا واحدا مع الغرافة، لكن لم أوفق في حصد اللقب وتلك من الذكريات السيئة التي رافقتني، إضافة إلى المواجهة القوية التي جمعت بين الأهلي والسد في نهائي نسخة 2003، حيث كنا مهزومين بهدفين مقابل هدف، وأتيحت لنا فرصة آخر الدقائق عن طريق عادل جدوع من أجل العودة والتعديل، لكن أحكام كرة القدم قاسية في بعض الأحيان ونجح السد في التتويج باللقب. وواصل اللاعب حديثه مستحضرا نهائيا آخر جمع الأهلي مع الغرافة وخسره مشعل أيضا بنتيجة 4 أهداف مقابل ثلاثة موسم 1997 " 1998، مبينا أنه في تلك الفترة كان الأهلي مرشحا للفوز باللقب لكن في الأخير لم يبتسم الحظ لنا ولم أوفق في تحقيق اللقب. واختتم مشعل تصريحاته قائلا، أتمنى أن أعود إلى الزمن الجميل وأعانق اللقب، خاصة وأنني تمنيت مثل هذه اللحظات والذكريات أن ترافقني بعد ختامي مسيرة طويلة لم أبخل خلالها ولو بحبة عرق مع جميع الأندية التي مثلتها. أما ميرغني الزين لاعب المنتخب القطري وأندية الغرافة والوكرة والسيلية، فاسترجع بدوره شريط ذكرياته مع البطولة العريقة، مبينا أن كأس الأمير تختلف كليا عن بقية المسابقات وكل من ينتمي لمنظومة كرة القدم في قطر يتمنى أن يتواجد ويسجل حظوره بقوة في مبارياتها. وفي حديثه لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، قال ميرغني الزين، لقد كان لي الشرف أن أتواجد في 4 نهائيات، حيث كانت البداية مع الوكرة في 2005 وخسر اللقب آنذاك أمام السد بركلات الترجيح، ثم لعبت مع الغرافة وخسرنا النهائي بواقع هدفين مقابل هدف أمام الريان، وفي 2012 حصدت أول لقب لي مع الغرافة أمام السد بركلات الترجيح.. ثم سجلت حضوري مجددا مع السيلية في موسم 2014 وخسرنا أمام السد بـ3 أهداف دون رد. وأشار اللاعب إلى أن مشاركته في كأس الأمير ارتبطت معها ذكريات مميزة طوى بها مسيرته كلاعب مع المنتخب ومع الأندية وفخور بأنه اكتسب من خلالها العديد من الأصدقاء سواء من اللاعبين المحليين أو الأجانب. وأضاف اللاعب قائلا.. ترافقني ذكرى مميزة جدا أيضا، خاصة وأني لعبت النهائي على استاد خليفة الدولي بعد تحديثه وفي حلته الجديدة وأمام جماهير غفيرة زادت في قيمة الحدث،وعموما كل اللاعبين القطريين لديهم كم هائل من اللحظات الجميلة التي نسترجعها في بعض الأحيان أثناء لقاءاتنا بين الحين والآخر سواء من باب الدعابة واستفزاز أصدقائنا بعد فوزنا عليهم وتلك هي نكهة النهائي. "كل نهائي كأس يحمل معه ذكريات الماضي بحلوها ومرها لتذكرنا بكل شيء جميل في عهد مضى، فحتى الحاضر بتطوره لن يستطيع الصمود والبقاء دون لحظات الزمن الجميل، ونعم الرياضة التي تربطنا بماضينا وتجعلنا نعيش الذكريات من جديد" ، بتلك الكلمات استهل نجم الكرة القطرية والمنتخب عادل لامي الذي سبق وأن لعب لأندية الريان والغرافة والعربي والدحيل حديثه مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" ليجود علينا بما مر عليه من ذكريات مميزة عاشها في نهائيات الكأس. وقال لامي "إن نهائيات الكؤوس في قطر بالذات، تعد من أقوى البطولات خاصة وأنها تأتي في ختام موسم كروي توجه أفضل فريقين بالوصول إلى النهائي.. صحيح أن الدوري مهم كلقب، لكن رغم ذلك الأعين تكون مصوبة بقوة على النهائي وما سيسفر عنه، فقربنا من شعبنا وقيادتنا يجعلنا نتمنى أن نكون دائما طرفا في النهائي. وأضاف عادل لامي، فخور جدا بحصولي على لقب كأس الأمير مع الريان مرتين، وتلك أبرز اللحظات في ذاكرتي عندما ارتبط اسمي مع الريان وبجماهيره العريضة في النهائيات التي دائما ما تكون بدورها مختلفة، مبينا أن جمهور الريان قادر على منحك طاقة كبيرة وقلب موازين القوى من خلال تفاعلهم المتواصل. وأشار اللاعب إلى أنه وصل النهائي في ثلاث مناسبات مع الريان ولعب نهائيا واحدا مع أم صلال ضد فريقه السابق الريان.. موضحا أن شوارع الدوحة كانت شاهدة على هذه الذكريات من خلال الخروج في مسيرات والاحتفاء باللقب. وعن أكثر الذكريات التي بقيت راسخة في ذهن اللاعب.. قال عادل لامي، أتذكر ذلك اليوم بشدة عندما توجت مع الريان باللقب في سنة 2006 على حساب الغرافة بركلات الترجيح بعد انتهاء المواجهة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، بعد الفوز توجهت لاستلام الكأس من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وعندها قال لي كلمة "لقد أبليت بلاء حسنا في مواجهة اليوم نريد أن ينعكس هذا المستوى على أدائك مع المنتخب القطري"، هذه الكلمة غيرتني بشكل كبير وزادت ثقتي أكثر وتطور مستواي أكثر. واختتم اللاعب تصريحاته، أن منافسات الموسم أسدل عليها الستار مبكرا وهذه النسخة ستكون استثنائية بمرور خمسين سنة على كأس الأمير لكرة القدم وستكون قبل كأس العالم FIFA قطر 2022، والفريق الذي سيتوج بها سيكون محظوظا خاصة وأنها ستلعب على ملعب مميز لديه تاريخ حافل مع مثل هذه المباريات. بدوره استرجع حارس المنتخب القطري ونادي الريان السابق يونس أحمد شريط ذكرياته مع البطولة الذي نجح في انتزاع لقبها مع فريقه عام 1997، قائلا.. أتذكر جيدا تلك المباراة في ذلك العام كما لو أنها لعبت بالأمس. تلك المباراة هي من أكثر المباريات الراسخة في ذهني طوال مسيرتي الكروية. وأضاف الحارس التاريخي لنادي الريان قائلا، كان ذلك النهائي السادس الذي لعبته مع الفريق بعد خسارتنا في خمسة نهائيات سابقة وإخفاق نادي الريان طوال 25 عاماً في انتزاع لقب البطولة. وسأظل ما حييت أذكر تفاصيل تلك المباراة ولحظة رفع أغلى الكؤوس وإحراز الفوز الذي طالما تعطشنا لتحقيقه خاصة وأني كنت أول قائد فريق يحقق هذا النجاح بعد غيابنا الطويل عنه. واختتم يونس أحمد تصريحاته قائلا.. تشرفت بتمثيل الريان لسنوات عديدة إن وجود قاعدة جماهيرية ضخمة لنادي الريان ساهمت في صنع وتخريج أجيال كبيرة، وأنا على يقين تام بأن الفريق سيعود من جديد للفوز ويضرب موعدا مع التتويجات والألقاب. بدوره، أكد عبدالعزيز حسن لاعب المنتخب القطري ونادي قطر سابقا أنه يحمل ذكريات جميلة وأخرى حالفه فيها سوء الحظ بعدم التتويج باللقب طوال مسيرته الرياضية. وقال عبدالعزيز في تصريحات لـ"قنا"، "لقد سبق أن سجلت حضوري في ثلاث نسخ سنوات 1988 و2000 و2003، ومع الأسف كأس الأمير استعصى علي ولكن ذكرياته جميلة.. فالمسمى في حد ذاته اسم كبير والنهائي دائما ما يجذب إليه الأنظار سواء داخل قطر أو حتى في المنطقة الخليجية". وأضاف اللاعب قائلا، في نادي قطر النهائي يحظى بمكانة خاصة والتحضير لهذا الحدث ينطلق قبل فترة، خاصة على المستوى النفسي، فالجميع يبحث عن الذهب واللقب، لذلك تجد إدارة النادي ملتفة حول اللاعبين من أجل تقديم أفضل ما لديهم.. صحيح أنها بطولة قصيرة لكن أثرها سيبقى محفورا في سجلات تاريخ الكرة القطرية. وأشار إلى أن أجمل ذكرياته ارتبط كثيرا باستاد خليفة لما يحظى به من مكانة مرموقة في أنفس اللاعبين.. فرغم الضغوط الكبيرة التي تفرض نفسها بقوة قبل النهائي إلا أننا عشنا أجواء مميزة فيما بيننا كلاعبين.. صحيح أني خسرت النهائي الأول أمام العربي سنة 1988 بهدفين مقابل هدف، وخسرت سنة 2000 أمام السد بركلات الترجيح.. لكن يبقى نهائي 2003 هو الأغلى والأجمل طوال مسيرتي رغم الخسارة أمام الريان بثلاثية مقابل هدف لكني أتذكر المواجهة إلى حد الآن بكل تفاصيلها الكبيرة والصغيرة. أما عن مواجهة الغد فإنه يصعب التكهن بنتيجتها في ظل صعوبتها على الطرفين، خاصة أن القواعد الثابتة لكرة القدم لا تؤمن بالتكهنات وإنما بنتيجة تقاس داخل مستطيل أخضر وحوار ثنائي بين كتيبتين لكل منها 11 لاعبا، وهذا ما أكد عليه معظم اللاعبين القدامى. كما يأمل لاعبو الزمن الجميل أن يكون النهائي المرتقب بين الدحيل والغرافة في النسخة الـ50 استثنائيا، من خلال تأمين فرجة كروية ممتعة، لاسيما وأنها ستلعب على أحد ملاعب مونديال 2022 (استاد خليفة).. كما تحظى نهائيات الكؤوس باهتمام كبير، على اعتبار أن المنافسة ستكون مختلفة عما تقدمه الفرق في الدوري، والكل يسعى إلى أن يقدم أفضل ما لديه، من أجل معانقة اللقب. وأجمع جميع اللاعبين القدامى أن الأرقام والحقائق تجعل من لقاء الفريقين غدا قمة كروية مثيرة يسعى كل منهما لتحقيق طموحاته فيها فالدحيل يريد أن يؤكد تفوقه على الغرافة في تاريخ المباريات، كما يريد أن يؤكد صحوته رغم ضياع لقب الدوري، وأيضا إثبات أن بلوغه النهائي لم يأت من فراغ وأنه يتطلع للظفر بلقب الكأس للمرة الرابعة في تاريخيه. في المقابل يسعى الغرافة إلى تعويض إخفاقه في الدوري ومصالحة جماهيره العريضة بلقب قد يجعل الأفراح والمسرات متواصلة داخل قلعة الفريق. وبين اللاعبون القدامى أن هذه الطموحات المشروعة لكلا الفريقين ستزيد رفع مستوى التحدي والإثارة بينهما، على أن يكون النهائي مميزا بحضور جماهير غفيرة من الفريقين. وقد نجحت اللجنة العليا للمشاريع والإرث والاتحاد القطري لكرة القدم عبر الأفكار الخلاقة والمساعي الحثيثة في تحويل هذه البطولة إلى محفل رياضي للكبار والصغار على حد سواء ومع النشاطات المتجددة والفعاليات التي تنظم، في ظل اهتمام متصاعد وتفاعل كبير وصدى إيجابي، جعل من هذا الحدث أكثر من مجرد بطولة رياضية، وإنما مناسبة للتلاقي والتعاون ومناسـبة اجتماعية تشترك فئات المجتمع من كافة الأعمار في أجوائها الاجتماعية والأسرية المميزة التي تم توفيرها في مكان واحد يتسع لآلاف المتفرجين رغم جائحة كورونا.. حيث تم اتخاذ جميع التدابير الصحية والوقائية التي تهدف إلى الحفاظ على صحة الأفراد أولا. ورغم توافد أعداد كبيرة من الجماهير، إلا أن المتعة تبقى السمة الأبرز، لا سيما مع الأجواء المثالية التي تم توفيرها من أجل الحدث الكبير، إضافة إلى التسهيلات الكبيرة التي تسهم في وصول الجماهير إلى الاستاد بسهولة ويسر من خلال شبكة مترو متطورة وحديثة توصلك إلى الملعب في لمح البصر. وحرصا من الجانبين على إضفاء المزيد من الاهتمام على هذه البطولة تمت إضافة العديد من الأفكار التي تتناسب مع أفكار البطولات السابقة وتزيدها نجاحا وتألقا من خلال تطوير مبدأ الفعاليات ليشمل أبعادا مختلفة بحيث لم تعد الفعاليات والاحتفاليات مجرد ترفيه، وإنما ثقافة وتعليم وتفاعل. وختاما، يمكن القول إن المتعارف عليه أنه في مباريات الكؤوس لا توجد أي مقاييس، وتصعب التكهنات وهذا ما يعلمه الجميع، ولذلك فإن نسبة فوز الدحيل أو الغرافة ستكون متقاربة.. وقد ينجح الغرافة في مواصلة أفضليته من خلال رصيده في الكؤوس، وقد يحدث العكس ويعود الدحيل نحو منصات التتويج، حيث يعود تاريخ آخر لقب حصده الدحيل لعام 2019.