ماذا في انتظار نزاع سد النهضة الخميس المقبل؟
Al Sharq
تتواصل تفاعلات أزمة سد النهضة الأثيوبي، حيث تتجه الأوضاع نحو لحظة حاسمة مع اقتراب الموعد الذي حدده مجلس الأمن الدولي لمناقشة هذا الملف، الذي من شأنه إشعال التوتر
تتواصل تفاعلات أزمة سد النهضة الأثيوبي، حيث تتجه الأوضاع نحو لحظة حاسمة مع اقتراب الموعد الذي حدده مجلس الأمن الدولي لمناقشة هذا الملف، الذي من شأنه إشعال التوتر في منطقة القرن الأفريقي. وقال أسرات دينيرو القائد العسكري بمنطقة مَتَكَل حيث سد النهضة إن القوات الأثيوبية في حالة تأهب قصوى لاستكمال المرحلة الثانية لتعبئة السد. وأضاف خلال اجتماع مع أفراد القوات المسلحة في المنطقة، إن الشعب الأثيوبي يراقب عن كثب مراحل بناء سد النهضة، وينتظر استكماله بالسرعة القصوى دون عوائق، مشيرا إلى أن ذلك يدعو إلى تعزيز مهمة الجيش لضمان أمن المنطقة وسلامتها. لكن السفير الأثيوبي لدى الخرطوم أوضح في ندوة صحفية أن مشروع سد النهضة بدأ قضية تنموية لكنه تحول إلى قضية سياسية، وأضاف إن أثيوبيا لن تلحق الضرر بالسودان بسبب سد النهضة. وكان مندوب أثيوبيا لدى الأمم المتحدة تاي أتسك شدد، الجمعة الماضي، على أنه لا يمكن أن يطرح ملف سد النهضة على طاولة مجلس الأمن الدولي. وقال"من غير المقبول أن يناقش المجلس موضوعا متعلقا بنهر عابر للحدود باعتباره مصدرا للصراع". وتابع أتسك،" إذا نوقش موضوع سد النهضة في مجلس الأمن، فكم ملفا آخر يحتاج المجلس لمناقشته بشأن الأنهار العابرة للحدود؟ هل تعرفون عدد هذه الأنهار؟ حسنا إنها 250 نهرا". رفض سوداني وفي الخرطوم قال وزير الري السوداني ياسر عباس: إن صور الأقمار الصناعية تظهر أن أثيوبيا اتخذت قرار الملء الثاني لسد النهضة في شهر يوليو الجاري عندما يرتفع منسوب نهر النيل الأزرق. وجدد عباس رفض الخرطوم للخطوة، وقال إن السودان يصرّ على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم لتبادل المعلومات بشأن ملء السد وتشغيله. ووصف الوزير السوداني موافقة مجلس الأمن على طلب الخرطوم عقد جلسة بشأن سد النهضة الخميس المقبل بالخطوة المهمة لمواجهة ما سماه التعنت الأثيوبي. وبدوره جدد عمر الفاروق المتحدث باسم الفريق السوداني للمفاوضات، مقترح السودان بشأن وساطة رباعية تشمل الاتحادين الأفريقي والأوروبي، بجانب الأمم المتحدة وواشنطن، وهو اقتراح سبق أن طرحته الخرطوم في فبراير الماضي، وأيدته القاهرة، بينما رفضته أديس أبابا. وفي 22 يونيو الماضي، بعثت الخارجية السودانية رسالة إلى مجلس الأمن، تطلب عقد جلسة في أقرب وقت ممكن حول السد. بينما بحثت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي، أمس، بالخرطوم، أزمة السد مع ممثلي دول الترويكا، حيث قدمت للمبعوث الأمريكي دونالد بوث، والبريطاني بوب فيرويذر، والنرويجي وإندري ستيانس، شرحا حول موقف بلادها من أزمة سد النهضة ومطالبته بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن. أمن قومي من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده لن تدخر أي جهد لحماية أمنها القومي، وإن كل الوسائل متاحة لديها من أجل ذلك، على حد تعبيره. وأكد شكري أن لدى بلاده العزيمة والقدرة للدفاع عن مصالحها المائية، مضيفا إن القاهرة تتوقع من مجلس الأمن جهدا إضافيا لدفع الأطراف لاستئناف مفاوضات سد النهضة بشكل مغاير عن الماضي وفيه تعزيز لدور الاتحاد الأفريقي والمراقبين للتوصل لحل، معربا عن أمله في تجنب الصدام. وقال شكري إن هناك مصالح متضاربة داخل مجلس الأمن، وإن بعض أعضاء المجلس يترددون في مناقشة قضايا المياه. وأشار إلى أن أثيوبيا لم تكمل بناء السد كما كان مخططا له، وأن مصر تعتقد أنه لا يمكن القيام بالتعبئة الثانية للسد كاملة. وتوقع شكري في تصريحات هاتفية لقناة "القاهرة والناس" المصرية، من مجلس الأمن دفع أطراف أزمة السد، لاستئناف المفاوضات ورغم تعليق مندوب فرنسا الأممي نيكولا دي ريفيير، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر، بأنه لن يكون بمقدور مجلس الأمن حل الخلاف بين الدول الثلاث، باعتباره أن الأمر خارج نطاق المجلس ولكنه سيدعو كافة الأطراف للتفاوض، إلا أن شكري أكد أن تصريحات دو ريفيير لم تصدر عن مجلس الأمن بل صادرة عن رئاسة المجلس وهو تعبير عن موقف المندوب الفرنسي.More Related News