
كيف تبيع روحك الرقمية.. هل ستكون البيانات هي النفط الجديد؟
Al Jazeera
“إنّهم يصنعون المال، الكثير من المال من هذه البيانات..”، إذا شعرت بالغضب أنّ بياناتك تسوق وتُموِّل دون أن يكون لك حصة فيؤسفني إعلامك أنّ كل هذا يجري بموافقتك، ولنطرح السؤال الأهم: مَن هم؟
لا بد أنك بدأت تُدرِك مؤخرا أنّنا لسنا فقط عملاء لشركات مثل فيسبوك وغوغل، بل نحن أقرب ما يكون لوقودهم المُحترق، أو على الأقل فإن "بياناتنا" هي ما يُمثِّل ذلك، بعدما أصبحنا نتعامل كل أسبوع تقريبا مع كشف جديد عن عمليات الاختراق والتسريبات واستغلال معلوماتنا، من نداءات متزايدة لضبط عمل هذه الشركات وحماية المستهلكين في الولايات المتحدة وأوروبا. قد تبدو كلمة "المستهلك" مبالغا فيها بعض الشيء؛ لأن مستهلكنا هنا هو المُنتَج أيضا. حسنا، لفهم مدى عمق الأمر دعنا نبدأ بافتراض أنّكِ مستخدمة نَشِطة لموقع فيسبوك، تلتقطين الكثير من الصور الشخصية وتشاركينها مع الأصدقاء، تكتبين يومياتك بعفوية، سخطك العارم على الرجال، حبك العظيم لأحد الممثلين، والتباهي الشديد بافتقارك للمهارات الاجتماعية، ثمّ في أحد الأيام قررتِ كتابة تعليق ساخر في إحدى الصفحات العامة، ولم يعجب التعليق مجموعة من الناس وقرَّروا مهاجمتك على ما افترضتِ أنه مجرد رد "اعتيادي"، وحوَّلوا ما كتبتِه من بيانات عن حياتك على صفحتك الشخصية إلى قنابل مولتوف، عن طريق التشهير أو حتى عبر السعي لجمع بيانات شخصية أكثر خصوصية عنكِ ونشرها للعامة بنية الإيذاء (Doxing). يتشارك الكثيرون من رواد حفل مُغنية البوب الأميركية تايلور سويفت معكِ السخط نفسه الذي تحملينه الآن، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2018، وأثناء إحدى جولاتها الموسيقية، استخدمت شركة الأمن المُكلَّفة بحمايتها كاميرا للتعرُّف على الوجه تلتقط صورا للجمهور، نُقِلت هذه الصور إلى "مركز قيادة" في مدينة ناشفيل الأميركية (1)، حيث قورنت مع قاعدة بيانات لمئات من ملاحقي النجمة "سويفت" المعروفين (Stalkers).More Related News