كلية المجتمع تطلق العروض بـ «ست شخصيات تبحث عن مؤلف»
Al Sharq
رفعت الستارة مساء أمس على عروض مهرجان المسرح الجامعي (شبابنا على المسرح) في دورته الثالثة، والذي يقام ضمن مهرجان الدوحة المسرحي الرابع والثلاثين، الذي تنظمه وزارة
رفعت الستارة مساء أمس على عروض مهرجان المسرح الجامعي (شبابنا على المسرح) في دورته الثالثة، والذي يقام ضمن مهرجان الدوحة المسرحي الرابع والثلاثين، الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح، إلى غاية 27 مارس الجاري. وافتتحت مسرحية "ست شخصيات تبحث عن مؤلف" للكتاب الإيطالي لويجي برانديللو، التي قدمتها كلية المجتمع ضمن عروض المهرجان، والمسرحية من إعداد وإخراج إبراهيم لاري، ومخرج مساعد مريم المالكي، ومساعد مخرج نورة الهاجري، وتمثيل: إبراهيم مبروك، وعبدالرحمن المنصوري، وعيسى الخزاعي، وكلثم المناعي، وعلي حسين، ولولوة النصر، وراشد العبدالرحمن، وجمعة الأحمد، وأمل بو شهري. وأثار العمل جدلا واسعا خارج قاعة مسرح الدراما في (كتارا) بين مؤيد لما تم طرحه على الخشبة، وبين مستهجن، ورافض لأن ذلك هو نص لويجي برانديللو. على الخشبة شخصيات آدمية وأخرى ورقية تبحث عن مؤلف، تماما كما هي شخصيات برانديللو، إلا أن كاتب النص إبراهيم لاري آثر أن يخرج عن النص الأصلي ويقدم نصا حاول أن يصبغ عليه مسحة محلية، من خلال توظيف ثلاثة أعمال مسرحية من أهم الأعمال القطرية وهي "بودرياه" لحمد الرميحي، و"هلو غلف" لغانم السليطي، و"هناك" لعبدالرحمن المناعي. تناول العمل حكاية فريق مسرحي يتحضر لأداء بروفة لأحد الأعمال المسرحية، إذ يقتحم عليهم عملهم عائلة مكونة من شخصيات غير حقيقية، تبحث عن مؤلف يكتبها ومخرج يعرضها على خشبة المسرح، ويحاول أفراد العائلة إقناع المخرج وفريق العمل المسرحي بالاقتناع بما لديهم من قصة درامية مثيرة، حتى يستطيعوا تقديمها كعمل مسرحي، ثم يبدأ أفراد هذه العائلة بمساعدة الفريق المسرحي الحقيقي بإعادة تمثيل مشاهد من الأعمال المسرحية المحلية، إلى الحد الذي جعل المخرج يقتنع بأنه من الممكن أن يصنع منهم عملاً مسرحياً عظيماً، إلا أنه يفشل في جعل المتخيل حقيقيا، واعتمد إبراهيم لاري على ديكور وإضاءة لم تظهر الفرق بين الشخصيات الواقعية والخيالية. وقال الكاتب والمخرج حمد الرميحي عقب انتهاء العرض: حقيقة استمتعت بالعمل، واشكر إبراهيم لاري مخرج المسرحية الذي قدم لنا توليفة جميلة جدا، وهو مخرج سيكون له شأن في الحركة المسرحية القطرية، ليس على مستوى المسرح الجامعي، بل على مستوى مسرح الكبار، وهذا العمل متكامل من حيث النص والإخراج والتمثيل، وبكل تأكيد سيكون في المستقبل من اهم المخرجين القطريين. وقال السينوغرافي عبدالله دسمال الكواري: لم نشاهد في العرض نص برانديللو وهو واحد من عظماء المسرح العالمي، ما حدا بانشتاين إلى أن يعجب بشخصياته ايما إعجاب، وكل فلاسفة الوجودية والمسرح العبثي وكل مخرجيه وآخرهم بريخت اعجبوا به، هؤلاء لم يكن لهم أي حضور في النص. ما فعله شبابنا على المسرح انهم القوا بالنص الأصلي ولم يستغلوا توظيفه. وتساءل: لماذا وضع اسم برانديللو على المسرحية؟. من جانبه قال الدكتور عبد الكريم جواد أستاذ المسرح بكلية المُجتمع: أنا لست محايدا لأني من كلية المجتمع، وهؤلاء أبنائي وطلابي الذين قدموا المسرحية. وكل ما أقوله: أتمنى أن العرض كان ممتعا وطيبا ولافتا للانتباه، وأنا أعرف انهم كانوا يعملون على هذا العرض منذ أسابيع عديدة وبذلوا جهدا كبيرا بما كان متوافرا لديهم من وقت، وإمكانيات، وكانوا يجتهدون ويعملون، وأنا أقدم دروسي في المسرح كنت أشاهدهم وهم يجرون البروفات ويتفاعلون. مشيرا إلى أن اختيارهم لنص للكتاب الإيطالي لويجي برانديللو وهو نص صعب، ويمثل تحولا في تاريخ المسرح العالمي. هم أرادوا أن يتقبلوا هذا التحدي وتصدوا له ولكنهم أيضا عملوا على مزج ذلك الإطار المسرحي لمشاهد من المسرح القطري، وكانت هناك مقولة تربط بين ذلك الإطار وتلك المشاهد، وكان اللعب على ما يسمى بمسرح الكولاج أو المسرح داخل المسرح. وعموما هذه تجربة جميلة أن تتحدى وتغير وهذه طبيعة الشباب وطبيعة المسرح أيضا. ولا املك إلا أن أتمنى لهم كل التوفيق والنجاح. حول المهرجان قال الفنان علي الشرشني: أهنئ نفسي وجميع المسرحيين بعودة مهرجان الدوحة المسرحي، ونحن نثمن فكرة دمجه مع مهرجان المسرح الجامعي لكن نتمنى أن يتم إشراك شركات الإنتاج في الدورة القادمة، حتى يصبح العدد اكبر، وتكون العروض أكثر عددا حتى يتاح للمخرجين والمؤلفين والممثلين المشاركة في هذا العرس الثقافي، وأنتهز هذه الفرصة كي أهنئ جميع المسرحيين في قطر، كما أهنئ المسرحيين في كل أنحاء العالم باقتراب موعد الاحتفال باليوم العالمي للمسرح.