قطر شريك فاعل في المجتمع الدولي لمواجهة التغير المناخي
Al Sharq
اعادت قمة البيت الأبيض للمناخ، التي عقدت يومي 22 و23 أبريل الجاري، واشنطن إلى الخطوط الأمامية لمكافحة ظاهرة التغيّر المناخي المترتبة عن التلوث، والتصدي لأحد أخطر
اعادت قمة البيت الأبيض للمناخ، التي عقدت يومي 22 و23 أبريل الجاري، واشنطن إلى الخطوط الأمامية لمكافحة ظاهرة التغيّر المناخي المترتبة عن التلوث، والتصدي لأحد أخطر تحديات البشرية في القرن الحادي والعشرين، اثر انسحاب ترامب من اتفاق باريس للمناخ. واعلن الرئيس الامريكي جو بايدن، عن هدف طموح بخفض انبعاثات الكربون إلى النصف وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 50 و52 بالمائة، بحلول عام 2030. وفي غضون ذلك تم الاعلان عن تأسيس منتدى تعاوني لتطوير استراتيجيات عملية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، يضم قطر الى جانب الولايات المتحدة وكندا والنرويج والمملكة العربية السعودية. وتحتفظ الدول التي تعد شريكاً فاعلاً في المجتمع الدولي لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، بسجل حافل في دعم الجهود الدولية لمكافحة تغيّر المناخ. وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قد أعلن خلال خطابه في أعمال قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخ، عام 2019 أن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي تستضيفها دولة قطر ستكون بطولة صديقة للبيئة ومحايدة الكربون. كما تسعى قطر الى تطوير التقنيات لمكافحة تغير المناخ واعتماد الطاقة النظيفة في إطار تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف لتوفير بيئة صحية واكثر استدامة.* قمة المناخ واعلن الرئيس الامريكي جو بايدن، خلال القمة الدولية للمناخ، اعتزام بلاده خفض انبعاثات الكربون إلى النصف وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 50 و52 بالمائة، بحلول عام 2030. ويمثل هذا الهدف الطموح، هدفا أعلى من المساهمات الأمريكية السابقة، ولكنه أدنى من الأهداف الأوروبية، ففي مارس 2015، تقدّمت دول الاتحاد الأوروبي بخطة تقضي بتقليص الانبعاثات بما لا يقل عن 40 في المائة بحلول 2030. وأوضح بايدن ان مكافحة تغير المناخ من ضمن توجهات خطته لبناء اقتصاد مزدهر وأكثر صحة وعدلاً ونظافة لكوكب الأرض بأسره، على حد تعبيره. واوضح أن هذه الخطوات ستجعل الاقتصاد، يصل إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 على الأكثر. وسيسمح هذا الهدف للاقتصاد الأمريكي بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.*تصفير الانبعاثات وفي السياق، قال سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، إن دولة قطر، والولايات المتحدة، وكندا، والنرويج، والمملكة العربية السعودية، التي تمثل مجتمعة ما نسبته 40% من إنتاج النفط والغاز العالمي، يؤسسون منتدى تعاونيا من شأنه أن يطور استراتيجيات عملية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، بما في ذلك خفض انبعاثات غاز "الميثان"، وتعزيز نهج اقتصادي لتدوير الكربون، وتطوير ونشر تقنيات الطاقة النظيفة واحتجاز الكربون وتخزينه، وتنويع مصادر الدخل بدلا من الاعتماد على عائدات الهيدروكربونات، وغيرها من التدابير التي تتماشى مع الأولويات الوطنية لكل دولة عضو. وأضاف سعادته "يسر دولة قطر أن تكون واحدة من هذه الدول البارزة والموقعة على هذا المسعى التعاوني الفريد لتطوير استراتيجيات للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، وإننا نعتقد أن مشاركتنا في هذا المنتدى هي خطوة هامة تدعم وتنسجم مع طموحنا لخلق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للبشرية". وكانت شركة قطر للبترول، قد أطلقت في يناير الماضي، استراتيجيتها الجديدة للاستدامة، التي تحدد أهدافا تتماشى مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ، وتضع خطة للحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري لعام 2030. وتلتزم الاستراتيجية بإنشاء مرافق مخصصة لاحتجاز وتخزين الكربون، تعمل على التقاط أكثر من 7 ملايين طن سنويا من ثاني أكسيد الكربون في قطر، كما تمثل توجها واضحا نحو خفض كثافة الانبعاثات من مرافق الغاز الطبيعي المسال في البلاد بنسبة 25 بالمائة ومن منشآت التنقيب والإنتاج بنسبة 15 بالمائة على الأقل. وفيما يتعلق بهذه الاستراتيجية، قال سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة، في وقت سابق، إن خطط الشركة للتخفيف من تغير المناخ تسير بموازاة أهداف اتفاقية باريس، وتقدم دعما قيما للطموحات العالمية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية.* بطولة صديقة للبيئة وفي اطار مبادراتها الداعمة لجهود مكافحة ظاهرة التغير المناخي، تستعد دولة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، كأول بطولة صديقة للبيئة ومحايدة الكربون، باستخدام الطاقة الشمسية في الملاعب واستخدام تكنولوجيا تبريد وإضاءة موفّرة للطاقة والمياه. وفي أعمال قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخ، التي شارك فيها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عام 2019، حيث أعلن سمو الأمير عن مساهمة دولة قطر بمبلغ 100 مليون دولار لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نمواً للتعامل مع تغير المناخ الذي يهدد كافة أشكال الحياة.*مفاوضات دولية كما سبق أن استضافت الدوحة في عام 2013، الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، واعتُمدت الاتفاقية في عام 1992 إبّان مؤتمر قمة ريو دي جانيرو، ودخلت حيّز التنفيذ في عام 1994، وصادقت عليها 195 دولة اضافة الى الاتحاد الاتحاد الأوروبي. وتهدف الاتفاقية الى تثبيت انبعاثات الغازات الدفيئة البشرية المصدر في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون أي تأثير خطير من جانب الإنسان في النظام المناخي. وأصبح أول تطبيق عملي وملزم للاتفاقية رسميا من خلال بروتوكول كيوتو، الذي اعتُمد في عام 1997 ودخل حيّز النفاذ في عام 2005، وصدق عليه 192 طرفا. وتم تمديد البروتوكول في مؤتمر الدوحة، مع فرض هدف يتمثل في تقليص الانبعاثات العامة للغازات الدفيئة في البلدان المتقدمة بمعدل 18٪ على الأقل بين عامي 2013 و2020 وتسمى هذه الفترة "فترة الالتزام الثانية"، مقارنة بمعدلات الانبعاثات لعام 1990. وتم التوصل إلى حل وسط نهائي بتحفيز من الاتحاد الأوروبي الذي ربط تمديد الالتزام ببروتوكول "كيوتو"، باعتماد خريطة طريق لإبرام اتفاق عالمي. كما استضافت قطر، منتدى الدوحة للكربون والطاقة، الذي شارك فيه خبراء دوليون لوضع توصيات في مجال السياسات العامة لذلك القطاع وللحكومات بشأن تغير المناخ والطاقة البديلة، وجمع الكربون وتخزينه، كما أن دولة قطر لم تدخر جهداً في إنجاح مفاوضات اتفاق باريس للمناخ عام 2015. واتخذت قطر العديد من الإجراءات لتطوير التقنيات التي تتماشى مع تغير المناخ وتبني الطاقة النظيفة والاستخدام الأمثل للمياه اضافة الى تحسين جودة الهواء، وتعزيز كفاءة استخدام الغاز والطاقة وإعادة تدوير المخلفات. وتعمل قطر منذ فترة طويلة على زيادة المساحات الخضراء وعلى تشجيع وترويج نشاط الاستثمار الأخضر وتحفيز المبادرات الخضراء والصديقة للبيئة، وعلى تبني نمو اقتصادي منخفض الكربون، دعماً لأهداف التنمية المستدامة، حيث إن لديها مئات المشاريع الملتزمة بمعايير الاستدامة، في إطار تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف لتوفير بيئة نظيفة وصحية وآمنة للأجيال المقبلة.More Related News