"قصة ثورتين".. لماذا فشلت الثورة السورية؟
Al Jazeera
بعد مرور عقد كامل على قيام الثورة السورية، وفيما لا يزال السوريون عالقين في نقاشات حول تاريخ بدء الثورة، ففي خلفية نقاشهم يقبع مساران مختلفان يشق كلٌّ منهما طريقه إلى مصير محتوم بمعزل عن الآخر.
لا تبدو نبوءة ديكنز في افتتاحية كلاسيكيته الأثيرة عن الثورة الفرنسية أكثر صحة مما تبدو عليه اليوم في الذكرى العاشرة للثورة السورية، تلك الثورة التي بدأت بمظاهرات سلمية في "ربيع الأمل" قبل أن تتحوَّل سريعا إلى "شتاء للقنوط" مع العدد الكبير من الضحايا الذين توقفت الأمم المتحدة يائسة عن عدِّهم منذ عام ٢٠١٤، بينما وثَّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" سقوط 227 ألف شخص على الأقل، منذ مقتل حسام عيّاش ومحمود الجوابرة في درعا في الثامن عشر من مارس/آذار قبل عشرة أعوام بالتمام. وفي حين يعيش نصف الشعب السوري بين اللجوء والنزوح، ويقبع نصفه الآخر تحت خط الفقر، تُقسَّم السيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية في البلاد بين ثلاث قوى رئيسية، وراء كلٍّ منها قوى إقليمية ودولية تركت بصمتها على شكل قواعد ونقاط عسكرية منتشرة على الأرض في جميع أنحاء سوريا. وعلى الرغم من هذا الصراع المحتدم، فإن الملف السوري الذي كان يوما يحتل واجهة الأخبار والمفاوضات بات مُلحقا بغيره من القضايا الأخرى، فيما أضحت أرض سوريا مسرحا لتصفية الحسابات وساحة لاكتساب النقاط، إلى درجة أنها تبدو اليوم كما وصفها باتريك سيل قبل أكثر من خمسين عاما: "جائزة للفائزين في صراع الأطراف الساعية لفرض هيمنتها على الشرق الأوسط" [1]. فكيف بدأ كل هذا؟ والأهم، كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟More Related News