قادة الصناعة يناقشون «فرص الهيدروجين في قطر»
Al Arab
استضافت مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة أمس الثلاثاء اجتماع المائدة المستديرة ربع السنوي للرؤساء التنفيذيين. وضم اللقاء كبار خبراء
استضافت مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة أمس الثلاثاء اجتماع المائدة المستديرة ربع السنوي للرؤساء التنفيذيين. وضم اللقاء كبار خبراء الطاقة وصناع القرار في العالم، حيث جرى تبادل وجهات النظر حول الدور الحالي والمستقبلي للهيدروجين في مزيج الطاقة العالمي. وجاء اللقاء تحت عنوان «فرص الهيدروجين في قطر»، وشارك فيه الدكتورة كيري-آن آدمسون المستشار الاستراتيجي للهيدروجين في شركة وورلي، والسيد جان فريدريك براون الباحث في مجال تحول الطاقة، والسيد فرانك ووترز نائب الرئيس في شركة ريلاينس إندستريز، والدكتور كريس جنتل كبير المستشارين في مجلس الطاقة العالمي. وأكد سعادة الدكتور إبراهيم الإبراهيم نائب رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة العطية والمستشار الاقتصادي السابق بالديوان الأميري، على أهمية مناقشة مصادر الطاقة البديلة مع خبراء وقادة الصناعة. وقال خلال الكلمة التي ألقاها بالنيابة عن سعادة عبد الله بن حمد العطية، رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة العطية ووزير الطاقة والصناعة الأسبق، أن حضور العديد من الشخصيات البارزة لاجتماع المائدة المستديرة يؤكد فعليًا على أهمية موضوع الهيدروجين كمصدر للطاقة على المدى القريب والبعيد. وأشار سعادته إلى أن سبب زيادة الاهتمام بالهيدروجين في السنوات الماضية يرجع إلى كونه خفيف الوزن وقابلا للتخزين وأنه مصدر كثيف للطاقة، كما ان استخدامه كوقود لا يتسبب في انبعاث غازات الاحتباس الحراري.
الطاقة النظيفة وقال الدكتور إبراهيم إن العديد من المشاريع داخل قطر وخارجها ستستخدم الهيدروجين في التبريد والتدفئة، وفي قطاعات مثل صناعة الصلب والنقل والطيران. وناقش الخبراء الاهتمام المتزايد بالهيدروجين على مستوى لعالم، والدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الهيدروجين في الوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول منتصف القرن الحالي. وأجمع المشاركون على أهمية توفير مصادر التمويل والتكنولوجيا الضرورية كي يتسنى استخدام الهيدروجين على نطاق واسع، ويصبح مصدراً للطاقة النظيفة، ويسهم في خفض الانبعاثات الكربونية. ويأتي جُلّ الهيدروجين المنتج حالياً من الوقود الأحفوري، مما يتسبب في انبعاث ما يقرب من 900 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون. وفي المقابل فإن انتاج الهيدروجين النظيف من خلال عملية تحليل الماء يحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، أو باستخدام تقنيات احتجاز الكربون إذا تم إنتاجه من الغاز. ووفق سيناريو الوكالة الدولية للطاقة، فإن الوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، يتطلب تحولاً كلياً للبنية التحتية للطاقة في العالم من خلال التوسع في إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون من المستوى الحالي البالغ 450 ألف طن إلى 40 مليون طن بحلول عام 2030، أي في غضون 8 سنوات فقط. على الرغم من كل التحديات التي تواجه صناعة الهيدروجين، يُظهر عدد المبادرات والمشاريع الرائدة حول العالم أن هناك قدرًا كبيراً من الثقة بمستقبل الهيدروجين كمصدر نظيف للطاقة. ومن الأمثلة على تلك المبادرات، الاتفاقية التي وقعت بين شركة قطر للطاقة وشركة شل أواخر عام 2021، للعمل سوياً في مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر في المملكة المتحدة، حيث يمكن للهيدروجين أن يسهم في تخفيف انبعاث الكربون، لا سيما في القطاعات الصناعية وقطاع النقل. وفي سياق متصل، أحرزت ألمانيا تقدماً في مجال استخدام الهيدروجين، حيث يتم تسيير قطار السكك الحديدية Coradia iLint الذي يعمل بواسطة خلية وقود الهيدروجين، والتي لا ينبعث منها أثناء التشغيل سوى بخار الماء.