فلسطينية تصارع الجوع لإنقاذ حياة رضيعها بغزة
Al Arab
تحاول والدة الطفل الفلسطيني محمود فتوح إرضاعه، إلا أن جهودها باءت بالفشل نتيجة عدم إفرازها للحليب بسبب سوء التغذية الذي تعانيه. ولم تتناول أم الرضيع فتوح
تحاول والدة الطفل الفلسطيني محمود فتوح إرضاعه، إلا أن جهودها باءت بالفشل نتيجة عدم إفرازها للحليب بسبب سوء التغذية الذي تعانيه. ولم تتناول أم الرضيع فتوح (شهران) الطعام لعدة أيام بسبب نفاده نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على محافظتي شمال القطاع ومدينة غزة، إضافة لعدم توفر الحليب المناسب له ما أدى إلى تردي حالته الصحية. وإثر تراجع وضعه الصحي، فقد الطفل الحركة وتدهورت وظائف جسمه، ما دفع بالأم إلى السير بالشارع وهي تحمل رضيعها بحثا عن النجاة به وعدم موته جوعا. في تلك اللحظات الصعبة، وهي تحتضن رضيعها بشدة، لم تكن الأم تدري إلى أين تتجه سوى إلى داخل قلبها المليء بالأمل والدعاء وسط الظلام الذي أحاط بها. وفي خضم الليل المظلم ودموع الألم والحزن تنساب من عيونها، كانت الأم تهيم على وجهها في أحد الشوارع بمدينة غزة. وفجأة وهي لا تعرف مصيرها صادفت مرور سيارة إسعاف تابعة للدفاع المدني الفلسطيني، سرعان ما توقفت وقدموا لها الإسعافات الأولية، ثم نقلوها إلى مستشفى الشفاء بغزة، حيث استمرت جهود الأطباء في إنقاذ حياة ابنها. وداخل المستشفى، كانت الأم الفلسطينية تمسك بيد رضيعها بلطف، وكلما شعرت بنبض خافت أو حركة طفيفة، تكررت دعواتها لله بأن يحفظه ويشفيه. وتارة كانت تلمس يده الصغيرة، وتمرر أصابعها على وجهه الرقيق تارة أخرى، كل ذلك في محاولة منها للتأكد من أن رضيعها ما زال يتنفس، وذلك في ظل مواصلة الطواقم الطبية جهودها في تقديم الإسعافات الأولية له. وتمكن الأطباء من إنقاذ حياة الرضيع بعد تقديم الرعاية اللازمة له، ووضعه تحت المراقبة في وحدة العناية المكثفة داخل المستشفى. وقال متحدث مديرية الدفاع المدني، الرائد محمود بصل، للأناضول: «خلال عودتنا من إحدى المهمات، تفاجأنا بامرأة تحمل طفلها وتسير في الشارع وتبكي وتناشد المساعدة». وأضاف: «عندما رأينا المشهد، توقفنا بسيارة الإسعاف ووجدنا المرأة تحمل الطفل الرضيع الذي بدت عليه علامات الضعف الشديد». وتابع: «تمكنا من نقله إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وتم تقديم الرعاية الطبية الفورية له، وخلال الفحص تبين أنه يعاني نقصا حادا في الغذاء، لينقل بعدها إلى قسم العناية المركزة». وأوضح متحدث الدفاع المدني أن «الطفل لم يتناول الحليب منذ أيام بسبب نقصه في قطاع غزة». وناشد منظمة الصحة العالمية «ضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أطفال غزة الذين يعانون ظروفًا صعبة جراء الحرب». وبحسب نتائج فحوص لسوء التغذية أجرتها مؤخرا منظمات شريكة في مجموعة التغذية (تابعة للأمم المتحدة)، توجد في غزة زيادة كبيرة في نسبة سوء التغذية الحاد العام لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرا. ووصل سوء التغذية الحاد العام إلى 16.2 بالمئة، وهي نسبة تتخطى العتبة الحرجة التي تحددها منظمة الصحة العالمية عند 15 بالمئة.