فريد ديسبرغ لـ الشرق: 2022 عام الفرص بين الدوحة وواشنطن
Al Sharq
أكد فريد ديسبرغ، المستشار المالي الدولي ومحلل البيانات المالية وخطط التمويل والإنشاء ومشرف مجلة رأس المال والاقتصاد والخبير بشركة آي بي إم بوينت للاستثمارات والأعمال،
أكد فريد ديسبرغ، المستشار المالي الدولي ومحلل البيانات المالية وخطط التمويل والإنشاء ومشرف مجلة رأس المال والاقتصاد والخبير بشركة آي بي إم بوينت للاستثمارات والأعمال، على أن التطور الإيجابي في العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة وواشنطن على أكثر من صعيد، وسياسات التعافي الاقتصادي، وخطط الرئيس بايدن لخلق مزيد من فرص العمل في الصناعات الرئيسية، سينعكس بصورة كبيرة على مستقبل العلاقات الاستثمارية بين الدوحة وواشنطن، خاصة إن الدوحة بالفعل تضع قدمها بقوة في حقول استثمارية عديدة بواشنطن أبرزها مجالات الطاقة والنقل الجوي والاستثمار العقاري وخدمات الإسكان والضيافة والفنادق الفاخرة والمراكز الحيوية وأيضاً في قطاع التكنولوجيا وسيلكون فالي عبر شركات تكنولوجيا التعليم وخدمات النقل الداخلي وتطوير الجينات الطبية وصناعة السيارات الكهربائية وما يرتبط بتكنولوجيا برمجة الصناعات العسكرية والعديد من المجالات الأخرى التي ينشط فيها صندوق قطر السيادي لأعوام طويلة، وذلك عبر شراكات طويلة المدى مع الشركات الاستثمارية العملاقة في مجال الأصول المالية التي تطور أكثر من مشروع في مدن حيوية في أمريكا.
يقول فريد ديسبرغ، المستشار المالي الدولي ومحلل البيانات المالية: لقد لعبت اللقاءات الدبلوماسية المكثفة والحوارات الإستراتيجية السنوية في أن تقدم رؤى مستقبلية لآفاق الاستثمار، يتم فيها تقييم الفرص المتاحة عبر مسارات الروابط الاقتصادية بين قطر وأمريكا عبر لقاءات جمعت مسؤولين اقتصاديين من كلا البلدين بأرفع المناصب في وزارة الخزانة الأمريكية والمالية القطرية، وكان من بين ذلك بحث خطط للجان ثنائية في مجال التعاون الاقتصادي هدفها مناقشة واقع ومستقبل الطموحات الاقتصادية، فضلاً عن العمل لبحث فرص زيادة الاستثمار في الاتجاهين وتعزيز العلاقات الاقتصادية في مجالات عديدة شملت الطاقة والدفاع والأمن والنقل الجوي والعقارات وغيرها من روابط الاستثمار الرئيسية، في ضوء وجود حرص أمريكي متزايد تجاه الاستثمارات القطرية بأمريكا انطلاقاً من ضوء ما ساهمت به الدوحة في خلق آلاف فرص العمل في السوق الأمريكية؛ جعلت توجهات عليا بكلا البلدين تدعم بحث فرص وجود روافد اقتصادية متعددة في مجالات مختلفة من بينها الطاقة والعقارات والنقل الجوي والتكنولوجيا وخدمات الضيافة والتجارة بالتجزئة، وغيرها من المشروعات الأمريكية المتنوعة التي لم تقتصر على العاصمة واشنطن مثل مشروع سيتي سنتر، أو الاستثمار العقاري البارز في مشروع مانهاتن ويست بنيويورك والفنادق الشهيرة مثل فندق سانت ريجيس، وأيضاً الاستثمارات العقارية في لوس آنجلوس، ومكتب الاستثمارات الخاص في سان فرانسيسكو وسيلكون فالي، فتلعب تلك الاستثمارات دورها بكل تأكيد في تطوير العلاقات بصورة ملحوظة بين الدوحة وواشنطن سيتواصل بمنحاه الإيجابي في 2022، لاسيما في ضوء تقارب العلاقات المتزايدة طوال عام 2021 بصورة أكثر شمولاً على أكثر من مستوى انبسط منها تعاون لمقترحات عديدة رسخت شراكة إيجابية بين المسؤولين القطريين واستثمارات صندوق الثروة السياسية، والوزارات والمؤسسات الفاعلة في إدارة الرئيس جو بايدن؛ فرسمت قطر صفحة مختلفة تماماً وتاريخية مع إدارة بايدن في الملف الأفغاني، وكانت ملاذاً من الدعم في مأزق معقد يقدر البنتاغون والخارجية الدور البارز فيه لقطر على مدار عقود لحفظ الاستقرار في أفغانستان، وهذه الموجة الدبلوماسية الفاعلة والنشطة من شأنها أن تدفع العلاقات الاقتصادية لمزيد من آفاق التعاون.◄ فرص مهمة وتابع فريد ديسبرغ، المستشار المالي الدولي ومحلل البيانات المالية وخطط التمويل والإنشاء/ إن التأكيدات التي كانت واضحة في لغة الخطاب الرسمية التي تجمع بين البلدين، والتطلع في عام 2022 للاحتفال بالذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين قطر وأمريكا من شأنه أن يمثل دفعة جديدة للعلاقات المستدامة بين الدوحة وواشنطن، فقطر تتمتع بعلاقات تتطور بوتيرة إيجابية للغاية مع أمريكا أبدت تماسكها أمام التحديات في إدارة ترامب، وتطورت بصورة مبهرة في ظل إدارة الرئيس بايدن، ما يؤكد أن العلاقات الثنائية ليس من السهل تأثرها سوى لأن تسير لآفاق أكثر تنوعاً، كما تتميز العلاقات الثنائية أيضاً بطبيعتها المؤسسية غير المرتبطة بساكن البيت الأبيض بل إن الدوحة تجمعها علاقات تاريخية وثيقة مع البنتاغون وقطاع الأعمال وشركات الطاقة وغيرها من روافد التعاون التاريخي ما بين الدوحة وواشنطن في شتى المجالات التي سيكون عام 2022 والذكرى الدبلوماسية الخمسين فرصة على تأكيدها وتطورها؛ خاصة إن قطر لديها رؤية تنموية ممتدة خاصة بها تلاقت مع الخطط الأمريكية في أكثر من مجال، وعلى سبيل المثال في مجال الطاقة، فمثلما تمتلك شركة أكسون موبيل للعديد من الأصول والأسهم في شركات وحقول نفطية عديدة، فإن قطر كذلك نجحت امتلاك أصول وأسهم في شركات الطاقة الأمريكية بل في مشاريع رئيسية مثل محطة غولدن باس للغاز الطبيعي، ولا يمكن عزل ذلك تماماً عن الصفقات القطرية مع شركات الطاقة الأمريكية في مجال الاستكشاف، خاصة في صناعة الغاز الطبيعي، ولعل صفقة قطر للطاقة مع إكسون موبيل في حقل غاز غلاوكوس في قبرص بالمنطقة رقم 5 التي عقدت مؤخراً أبرز تأكيد على ذلك، فطبيعة الشراكة أنها بنيت على عقود عمل طويلة الأجل بين قطر والشركات الأمريكية، حقل الطاقة على سبيل المثال من أبرز مجالات الشراكة الثنائية التي تجمع بين قطر والشركات الأمريكية سواء داخل أمريكا في المشاريع الكبرى مثل محطة غولدن باس للغاز الطبيعي التي تشارك فيها قطر وأيضاً بالاستكشافات المشتركة وحقوق التنقيب في عدد من الشركات بأمريكا اللاتينية وإفريقيا وهو ما يضمن لقطر مواصلة الريادة المستقبلية، وكل هذا بكل تأكيد يأتي في ضوء كون الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر وأهم الشركاء التجاريين لدولة قطر، بحجم تبادل تجاري يصل إلى حوالي 6 مليارات دولار، كما أن الميزان التجاري الثنائي حقق فائضا لصالح الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 4 مليارات دولار قبل عامين، كما احتلت أمريكا المراكز الأولى في قائمة الدول المصدرة إلى قطر خلال الثلاث أعوام الماضية، في ظل تضاعف حجم الاستثمارات والتجارة ما بين البلدين، كما أن عدد الشركات الأمريكية العاملة في دولة قطر بلغ ما يزيد عن 650 شركة منها حوالي 117 شركة مملوكة بالكامل وبنسبة 100 بالمائة للجانب الأمريكي، وقد عملت قطر على زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة بما أسهم في توفير الآلاف من فرص العمل في كافة أنحاء أمريكا، كما تضمنت الاستثمارات شراكات مع العديد من الشركات الأمريكية بما في ذلك شركة إكسون موبيل، وشركة كونوكو فيليبس، وشركة رايثيون، فيما ساهمت الخطوط الجوية القطرية عبر استثماراتها بأمريكا في أن تدعم الاقتصاد الأمريكي عبر تخصيصها لنحو 92 مليار دولار لشراء 332 طائرة أمريكية الصنع بما أسهم بتوفير أكثر من 527 ألف فرصة عمل، وذلك ولايات مختلفة كولاية تكساس وأيضاً كاليفورنيا وفلوريدا وغيرها من الولايات التي تعد من أكثر الوجهات الجاذبة لهذه الاستثمارات؛ خاصة في ظل إعلان جهاز قطر للاستثمار عن تخصيص ما قيمته 45 مليار دولار من الاستثمارات للفترة المتراوحة بين عامي 2015 و2022 حيث سيتم توجيه 10 مليارات دولار منها للاستثمار في قطاع البنية التحتية كواحد من أبرز القطاعات التي تشهد تميزاً ثنائياً في العلاقات المشتركة، كما ارتكزت الاستثمارات القطرية أيضاً على مشاريع الحكومة الفيدرالية الأمريكية وبخاصة مشاريع البنية التحتية وغيرها من المشاريع المشتركة، لترتفع نسبة الاستثمارات لتبلغ نسبة تقدر بحوالي 145 مليار دولار في مختلف القطاعات الأمريكية. ◄ حرص إيجابي وتابع فريد ديسبرغ تصريحاته موضحاً: إن قطر كانت شريكا حيوياً في صناعة الغاز الطبيعي في أمريكا لسابق تجربتها قبل طفرة الغاز الصخري والاعتماد في الطاقة سابقاً على البترول والنفط الشرق أوسطي، كل ذلك معطيات دفعت لزيادة الاستثمارات الثنائية في مجال الطاقة نحو مزيد من التوسع في الجانب القطري مع تزايد حجم الطلب على المنتج القطري من الغاز الطبيعي المثال، وتمتلك قطر شراكة وعلاقات متميزة مع الشركات الأمريكية الكبرى في مجال الطاقة مثل شركة إكسون موبيل النفطية الأمريكية الكبرى والتي تأتي في ظل الحرص القطري الإيجابي على تأمين الاستثمار في أصول الطاقة والنفط في الولايات المتحدة، وذلك يعد من الأمور المميزة للغاية في توطيد أسس الشراكة الإيجابية بين البلدين في فترة تشهد ازدهار العلاقات، كما تسعى قطر في 2022 لتطوير خططها الإيجابية لتأمين ريادتها العالمية في مجال الطاقة والغاز الطبيعي المسال LNG على وجه التحديد، ويعزز ذلك ما تمتلكه قطر من تقنيات وأدوات تكنولوجية متميزة للغاية لتمكنها من مواصلة ريادتها العالمية على هذا النحو، وأن الاتفاقات المشتركة الموقعة والتي شملت استكشاف العديد من المناطق المهمة في أمريكا اللاتينية وإفريقيا بشراكة ما بين قطر وشركات الطاقة الأمريكية ليست بغريبة عن صفقات عديدة سابقة قامت بها الدوحة بحقل الطاقة في أمريكا.