فرنسا .. محاكمة تاريخية لهجمات 13 نوفمبر الإرهابية
Al Sharq
استهلت العدالة الفرنسية الأربعاء 8 سبتمبر 2021 محاكمة مجموعة المتهمين في ارتكاب الهجمات الارهابية التي تعود الى يوم 13 نوفمبر 2015
استهلت العدالة الفرنسية الأربعاء 8 سبتمبر 2021 محاكمة مجموعة المتهمين في ارتكاب الهجمات الارهابية التي تعود الى يوم 13 نوفمبر 2015 والتي خلفت 130 قتيلاً و1300 جريح بصفة شبه متزامنة في ملعب كرة القدم (سين سان دوني)، و في مطاعم بيتي كامبودج وكاريلون (في حي باريس رقم 10) و مقاهي بون بيير ولابيل إيكيب وقاعة حفلات الموسيقى باتاكلان (في حي باريس رقم 11). ما يقرب من 1800 جهة دعوى مدنية، و330 محاميا، و 20 متهمًا و9 قضاة بهذا الحشد الكبير وتغطية اعلامية مكثفة، انطلقت الأربعاء هذه المحاكمة التاريخية التي ستمتدَ على مدار تسعة أشهر بعد أعمال تحضيرية لها استغرقت عامين. من هم المتهمون؟ و ماهي أهم تحديات هذه المحاكمة؟ إليك ما تحتاج لمعرفته حول أكبر جلسة استماع جنائية تم تنظيمها على الإطلاق في فرنسا، بالاضافة الى نبذات حية من وقائعها في اطار تغطية ميدانية مباشرة من قصر العدالة بباريس. 1- غرفة المحاكمة بنيت لهذه المناسبة بمبلغ يناهز 10 ملايين يورو تعتبر هذه المحاكمة الاستثنائية أيضًا تحديا لوجستيا حقيقيا. فلاستقبال المتهمين والجهات المدنية ومئات الصحفيين المعتمدين والجمهور تم بناء غرفة خاصة في قلب قصر العدالة التاريخي. اذ استغرق بناؤها سنة ونصف من العمل و تبلغ مساحتها 750 مترًا مربعًا وطولها 45 مترًا وعرضها 15. ويمكن أن تستوعب ما يصل إلى 550 شخصًا ومجهزة بثماني شاشات لإعادة الإرسال للصفوف الخلفية وللجماهير التي تتابع المحاكمة من 9 قاعات أخرى. تحديدا بلغت تكلفة بناء القاعة 8 ملايين يورو. و يصل هذا المبلغ إلى 10 ملايين يورو عند إضافة تكاليف إضافية، مثل تكاليف التصاميم. 2- محاكمة مصورة للتاريخ هذه المحاكمة تاريخية أيضًا لأنه يتم تصويرها، مثل تلك الخاصة بهجمات شارلي إبدو و هايبر كاشر. اذ تم وضع عشر كاميرات في غرفة المحاكمة. ولن تكون شرائط الفيديو متاحة للمشاهدة لمدة خمسين سنة أخرى. هذه هي المحاكمة الثالثة عشرة التي تم تصويرها في فرنسا منذ عام 1985، عندما تم ترخيص تصوير المحاكمات الهامة بموجب القانون. 3- ما يقرب من 1800 جهة دعوى مدنية يكمن حجم هذه المحاكمة قبل كل شيء في عدد الضحايا. يوم الجمعة 13 نوفمبر 2015، لقي 130 شخصًا مصرعهم في أعنف هجمات عرفتها فرنسا على الإطلاق. كما أصيب أكثر من 350 شخصًا. وهناك أيضًا العديد من الناجين المصابين بصدمات نفسية. في مواجهة المتهمين، انضم ما يقرب من 1800 شخص كجهة مدنية وهو رقم غير مسبوق. وسيقدمون إفاداتهم ابتداء من 28 سبتمبر ولمدة خمسة أسابيع كاملة. 4-عشرون شخصا في قفص الاتهام تتم محاكمة مجموعة من المتهمين تتكون من 20 رجلاً، من بينهم 11 تم احتجازهم في السجن، ظهروا في الصندوق الزجاجي الضخم للمتهمين المصمم لهذه المناسبة. ويمثل ثلاثة اخرون هم تحت المراقبة القضائية أحرارا فى الجلسة. أما الستة الآخرون، بمن فيهم خمسة يُفترض أنهم ماتوا، فسيتم الحكم عليهم بشكل افتراضي. 5- العقوبات القصوى الممكنة تتراوح العقوبات التي سيُنطق بها ضدّ المتهمين من السجن 6 سنوات إلى السجن المؤبد.. كما أن ثمانية آخرين متهمون بالانتماء إلى الإرهاب ويواجهون حكما بالسجن لمدة 20 عاما. ورجل متهم بالتستر على الإرهاب يواجه عقوبة أقصاها 6 سنوات سجن. و يواجه صلاح عبد السلام المتهم الرئيسي الناجي من عمليته التفجيرية يوم الهجمات أقصى عقوبة، مثله مثل عشرة متهمين آخرين. المتهم الرئيسي في المحاكمة: صالح عبد السلام الناجي الوحيد من عملية التفجير الذاتي في الأعمال الارهابية يوم 13 نوفمبر 2015 تم افتتاح الجلسة بشيء من التأخير على الساعة الواحدة والنصف ظهرا التي بدأت منذ يوم الأربعاء في يومها الافتتاحي باستقبال والتعريف الجنائي والمدني بالحضور. ومن بينهم العشرون متهما، على رأسهم صالح عبد السلام. الساعة 1:28 ظهرا بتوقيت باريس.. رئيس المحكمة: سيد عبد السلام، قف من فضلك! يقف صلاح عبد السلام ويقول: "أولاً أريد أن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله"، بهذه الكلمات خرج صالح عبد االسلام من الصمت المطبق الذي التزمه منذ ان أُلقيَ عليه القبض بعد أربعة أشهر من فراره بعد واقعة الهجمات الارهابية في 13 نوفمبر 2015. و حين طلب منه رئيس المحكمة بعد ذلك الإدلاء بأسماء أبيه وأمه، أجاب " ليس هناك لإسم أبي ووالدتي علاقة هنا"، ثمّ قال بخصوص مهنته: "تخليت عن كل مهنة لأصبح مقاتلا في صفوف الدولة الإسلامية". على الساعة الخامسة والنصف، أصيب أحد المتهمين وهو فريج خرخاش بوعكة اغماء توجه على اثرها محاميه الى رئيس المحكمة بعبارات استنكار لظروف اعتقال موكله عامة. وقف حينها صالح عبد السلام وخلع كمامته الواقية من كورونا مشيرا بسبابته الى رئيس المحكمة قائلا وهو يصرخ " تمت معاملتنا كالكلاب"، وبينما كان رئيس محكمة الجنايات الخاصة يحاول مقاطعته، تابع صلاح عبد السلام: "هنا جميل جدا، هناك شاشات حديثة و مكيفات، ولكن هناك نتعرض لسوء المعاملة، ونعامل مثل الكلاب".. ومن مواقع خلفية من غرفة الاستماع ارتفعت هنا و هناك أصوات عدد من ضحايا الهجمات " و ماذا عناّ مع 130 قتيلا... أيها الوغد!". وتابع صالح عبد السلام قائلا: " لقد عوملت كالكلب منذ ست سنوات، ولم أشتكي أبدًا لأنني أعلم أنه بعد أن نموت سيعاد بعثنا، و سوف تتمّ محاسبتكم". هنا يقاطعه رئيس المحكمة لويس بيرييه قائلا " لقد جئت لزيارتك بنفسي ورأيت ظروف الاحتجاز الخاصة بك". و فيما يواصل صلاح عبد السلام كلماته، يقطعه الرئيس مرة أخرى"نحن لسنا في محكمة دينية، نحن في محكمة ديمقراطية". وردت كاميل لوكوت على ادلاءات صلاح عبد السلام هذه بشأن ظروف احتجازه، وهي محامية ثلاثة أطراف مدنية من ضحايا باتاكلان، قائلة: "بالنسبة للضحايا، ان يلعب صالح عبد السلام دور الضحية، هذا أمر جهنمي". بالنسبة لهذه المحامية الجنائية فإن خطاب عبد السلام يظهر أنه "في حالة هذيان متطرف لا تزال بالغة الأهمية"و أضافت"هو يعطي صورة عن نفسه فاقدا للسيطرة" ثم استطردت قائلة بشأن استراتيجيته الدفاعية "هو على كل حال لم يعد "لديه ما يخسره"..More Related News