فاغنر في الساحل.. لماذا تشتعل المنافسة بين روسيا وفرنسا في مالي؟
Al Jazeera
تتطلَّع روسيا إلى توسيع نفوذها في مالي، إذ يُنظَر لها بشكل متزايد بوصفها شريكا أمنيا مُحتمَلا لملء الفراغ بعد الانسحاب الفرنسي التدريجي من شمال مالي.. فهل تشتعل المنافسة بين روسيا وفرنسا في مالي؟
في مايو/أيار الماضي، انجذبت أنظار الجميع وسط العاصمة المالية "باماكو" إلى حشد من المتظاهرين الماليين أرادوا إظهار الدعم لزعيم المجلس العسكري الكولونِل "عاصمي غويتا". أما ما أثار الغرابة فهو الأعلام الروسية التي رفعها المتظاهرون بالتزامن مع إطلاق شعارات تُندِّد بالوجود الفرنسي في البلاد. كان الحشد مُعبِّرا عن أصوات تتعالى في مالي تُنادي بضرورة دفع البلاد نحو تعاون أكبر مع الروس مقابل الانفكاك عن باريس، في تعبير واضح عن المشاعر السلبية المتزايدة تجاه الفرنسيين الذين نشروا الآلاف من القوات لمحاربة الجماعات المسلحة منذ عام 2013 دون قدرة على هزيمتها.
لم يقف الترحيب بالروس عند التظاهر دعما لهم. ففيما أخذ العالم يُندِّد باتفاق مُزمع بين مالي ومجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر" لتدريب الجيش المالي، سارعت مجموعة "يريوولو"، إحدى الجماعات السياسية في مالي، للإشادة بالاتفاق، حيث قال المتحدِّث باسمها: "إذا ذهبت فاغنر لتحرير سوريا، وإذا ذهبت فاغنر لتحرير جمهورية أفريقيا الوسطى، فإننا نُرحِّب بفاغنر في باماكو لتحرير مالي.. إنها نهاية أفريقيا الفرنسية".