فاز بالرئاسة ويقترب من خلافة المرشد.. كيف يغير صعود إبراهيم رئيسي وجه السياسة في إيران؟
Al Jazeera
هكذا جرت بالفعل الانتخابات الإيرانية بنسبة مشاركة لم تصل إلى 50% لأول مرة في تاريخها.. فهل تتراجع شرعية النظام الحاكم في إيران؟ وكيف يغير صعود رجل القضاء وجه السياسة في إيران؟
لم يكن الخطاب الموجه للأمة الذي ألقاه آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، يوم الحادي عشر من فبراير/شباط 2019 مجرد خطاب عادي يُخلِّد فيه خامنئي ذكرى الثورة التي جعلت منه أقوى رجال طهران بعد عشر سنوات من اندلاعها، بل كان أقرب لـ"مانفيستو" وخطة يوضح بها الرجل الخطوط العريضة لـ"إنجازات" السنوات الأربعين الماضية، ويرسم الملامح العامة لعقود آتية. ورغم أن الخطاب لم يشمل تفصيلا واضحا لمساعي خامنئي "تجديد الدماء الثورية" بتمكين جيل جديد من الشباب الثوريين المتدينين على رأس مناصب الدولة القيادية، فإن أحداث العامين التاليين من عمر الجمهورية الإسلامية ستتولى عن خامنئي توضيح غاياته. تكشف تحوُّلات السياسة الإيرانية الأخيرة انحرافا واضحا عن مسار تقاسم السلطة بين المحافظين والإصلاحيين والبراجماتيين الذي رسم ملامح السياسة في البلاد منذ وضعت الحرب مع العراق أوزارها في نهاية الثمانينيات. وقد بدأ ذلك من الانتخابات التشريعية الإيرانية عام 2020 التي هيمن عليها المحافظون وأُقصِي منها إصلاحيون كثر، وصولا إلى ليلة الأمس التي شهدت الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية، وفاز بها -كما توقع الجميع- إبراهيم رئيسي، المرشح المحافظ، بعد قيام لجنة الانتخابات بمنع أسماء بارزة عديدة إصلاحية وبراجماتية من الترشُّح. وصف الكثيرون تلك الانتخابات "منزوعة المنافسة" بأنها نقطة تحوُّل بعد ثلاثين عاما من حضور غير المحافظين في المشهد، جسَّدها البراجماتي "أكبر هاشمي رفسنجاني" ورئاسته على مدار التسعينيات، مرورا بالإصلاحي "محمد خاتمي" بين عامي 1997 و2005، والحضور البارز للحركة الإصلاحية بقيادة "مير حسين موسوي" المهزوم في انتخابات 2009 إبَّان حركة احتجاجية هي الأضخم منذ الثورة الإيرانية، وأخيرا الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني منذ عام 2013. (1) (2)More Related News