غبقة إلكترونية تناقش عمل الشباب في القطاع الخاص

بالرغم من جائحة كورونا التي غزت العالم خلال العامين الماضيين، ورغم ظهور سلالات جديدة للفيروس أدت إلى إغلاق كلي لدى عدد من الدول حول العالم، وفرض قيود واجراءات احترازية

بالرغم من جائحة كورونا التي غزت العالم خلال العامين الماضيين، ورغم ظهور سلالات جديدة للفيروس أدت إلى إغلاق كلي لدى عدد من الدول حول العالم، وفرض قيود واجراءات احترازية في البلاد، من ضمنها منع التجمعات، إلا أن أهل قطر حرصوا على الحفاظ على نشاطاتهم وفعالياتهم الرمضانية مع الالتزام التام بالاحترازات، ومن هذا المنطلق أقامت عائلة البوحليقة الغبقة الرمضانية السنوية الخاصة بها للعام الخامس عشر على التوالي، عن بُعد عبر تقنيات التواصل الحديثة والمرئية في برنامج "زوم"، إذ تعتبر غبقة البوحليقة ملتقى ثقافيا قطريا سنويا، وتساهم في إبراز دور النجاحات التي تقدمها دولة قطر للمجتمع في الداخل والخارج وتعمل على التركيز على التحفيز والعلم والإبداع في العمل، وناقشت الغبقة تحفيز وتشجيع الشباب القطري للعمل في القطاع الخاص. وتم خلال الغبقة هذا العام تكريم القائمين على الغبقة من قبل الاتحاد العربي للعمل التطوعي، وذلك لكونها فكرة عربية مبتكرة. واستضافت غبقة البوحليقة التي أقيمت الجمعة الماضي مجموعة رائدة من المثقفين، ورواد الأعمال، ودبلوماسيين، واقتصاديين، ودافعين للعمل الشبابي في قطر. وركز المشاركون في الغبقة هذا العام على سبعة محاور تهم المجتمع القطري والقاطنين في قطر، حيث افتتح الغبقة السيد حسين البوحليقة بالترحيب بالضيوف المشاركين وشكرهم على تلبية الدعوة رغم الظروف التي يعيشها المجتمع القطري والعالم. وبدأ المحور الأول والذي انصب حول السفر والسياحة في زمن الاحترازات السيد أحمد حسين – رئيس مجلس مكتب سفريات، والذي أكد، على أن جائحة كورونا تسببت في أزمة اقتصادية حقيقية لمكاتب السفر في قطر وحول العالم، ويعود ذلك إلى ان هنالك عزوفا وضعفا في الإقبال على السفر خلال السنة الماضية، وبداية السنة الحالية نظراً للأوضاع جراء أزمة كورونا، مما ترتب عليه خسائر في قطاع السفر والسياحة. آملاً أن يتحسن هذا القطاع بشكل تدريجي خاصة مع استعداد الخطوط الجوية القطرية لوجهات أكثر طمأنينة للمسافرين ورغبتهم في القيام بالعمرة بعد انقطاع طويل. وأكد أن دولة قطر اتخذت إجراءات عديدة لتنشيط السياحة الداخلية وإنعاش وتشجيع المواطنين والمقيمين على الاستثمار في هذا الجانب، خاصة مع اقتراب موعد البطولة الأضخم دولياً وهي كأس العالم 2022م. الشباب القطري والعمل في القطاع الخاص وتحدثت صبا الفضالة المدير التنفيذي لمركز الإنماء الاجتماعي في المحول الثاني والذي كان يدور حول عمل الشباب القطري في القطاع الخاص، لتشجيع الشباب على الانخراط والتوجه نحو العمل في القطاع الخاص للشركات العائلية، مشيرة إلى تجربتها في العمل بالقطاع الخاص مع إحدى الشركات الوطنية وهي شركة بلدنا، وكيف كانت عاملا مساندا في تحويل العلامة التجارية لبلدنا لتصبح الخيار المفضل لدى المجتمع خاصة مع تحولها من شركة خاصة إلى شركة مساهمة قطرية. وأوضحت أن الفرص حاليا للشباب تكمن ليس بالمال المكتسب خاصة لخريجي الجامعة الجدد، إنما في الخبرة التي ستستمر معهم في المستقبل لترتقي بهم إلى مناصب عليا. أما المحور الثالث والذي كان بعنوان كيف تشعل الحافز الداخلي وقدمه المدرب محمد الحيدر، الذي أوضح أن هذا المحور شكل عاملا مساندا لتحفيز الشباب للمستقبل، وماذا يرغب أن يكون عليه، فالثقة بالذات هي العامل الرئيسي والأساسي نحو مستقبل الشاب نفسه في حياته سواء كانت المهنية أو حتى طموحه في افتتاح عمل تجاري خاص به. واستعرض الحيدر من خلال الشرح الذي قدمه أهمية تحريك الحوافز الداخلية للاستمتاع بما يقوم به الفرد، وترك مساحة لتغذية الروح والعقل بعيدا عن الهموم ومواجهة ضغوط الحياة. العام الثقافي مدخل لتبادل الثقافة والمعرفة وكان للعام الثقافي الأمريكي – القطري 2021 نصيب في غبقة البوحليقة من خلال المحور الرابع الذي استُضيفت به السيدة كريمة داؤود – دبلوماسية من السفارة الأمريكية في قطر، والتي تترأس حاليا فريق السفارة في عام الثقافة الأمريكي القطري 2021. وتحدثت عن الفعاليات التي أقيمت خلال هذا العام والتي كانت غالبيتها من خلال العالم الرقمي، نظراً لظروف واشتراطات التباعد والاحترازات الصحية، واصفة فكرة العام الثقافي واختيار سنة مع كل دولة بالفكرة الناجحة والمميزة، وهي مدخل لتبادل الثقافة والمعرفة بين كلا الطرفين. وتناول المشاركون الجانب الاقتصادي في الغبقة وتم تخصيص ثلاثة محاور تهم الرأي العام، كان أولها موضوع الاستثمار الناجح وانتهاز الفرص، وشجع السيد يوسف البوحليقة – المستشار في سوق البورصة القطرية والمحلل الاقتصادي في السوق القطرية -، الشباب على الاستثمار واستغلال الفرص التي تأتي حاليا لهم، موضحا أن هذه الفترة الاستثنائية رغم أنها شهدت خسائر اقتصادية إلا أنها ستنتهي قريباً، لتعود بعدها الحياة وعجلة الاقتصاد إلى ما كانت عليه من نمو. الابتكار والإبداع في التجارة وأكد البوحليقة على ضرورة الابتكار والإبداع في مجال التجارة لدى الشباب، حيث إن الساحة اليوم أصبحت تستقطب الأفكار الجديدة وفرصا أكثر، كما أن استغلال موضوع التسويق الإلكتروني أصبح مطلبا اليوم كحل بديل عن التسوق العادي الذي يتطلب احترازات ودفع قيمة إيجار وغيرها من احتياجات وتكاليف تثقل التجار المبتدئ. ونصح البوحليقة بالتوجه نحو آلية التوصل والتجارة عن بُعد على غرار أمازون وغيرها من الشركات الاخرى التي نجحت في إثبات وجودها وفرضها بقوة على التجارة الإلكترونية. وانتقل الحديث الاقتصادي إلى العملات الرقمية ووضعها في السوق القطري حيث تحدث في هذا المحور المخترع القطري محمد الجفيري - الفائز بجائرة افضل مخترع في العالم سنة 2018 من الأمم المتحدة، وأستهل محمد الجفيري حديثه عن الأهمية الكبرى التي جعلت سوق العملات الرقمية يصبح الملاذ الأول للمستثمرين وشرح كيفية ظهور تلك العملات الرقمية في العالم وتفوقها لما تحتويه من طرق آمنة للاستثمار إلا أنها أيضا لا تتناسب مع توجهات العديد من الدول في العالم نظرا لعدم معرفة من هم خلفها وأين منشأها وربما كونها حديثة في المنطقة فليست هنالك رؤية واضحة حولها، كما أن ربط العملات الرقمية يلعب دورا مهما وقيمتها الحقيقة هو ما يجعلها أمر في غاية الخطورة، لأن التضخم فيها غير واضح. واستعرض الجفيري عدة مواقع تساهم في المساعدة والتوسع في فهم العملة الرقمية إلا انه أكد أن القانون القطري والذي ينص على عدم التعامل معها كعملة وهو ما يجعلهم يحترمون هذا القانون، علما أنها الوسيلة الأنسب للتحويل بفوائد لا تكاد تذكر على عكس الكثير من شركات التحويل والتي تستنزف أموالا كبيرة من جيوب المستثمرين. تملك العقار في بريطانيا واختتمت الغبقة بالمحور الاقتصادي الأخير والذي قدمه المستشار العقاري وائل صابر حول نصائح وثقافة تملك العقار في بريطانيا حيث قدم السيد وائل مجموعة تعاريف قد يجهلها العديد من المهتمين والراغبين بشراء العقار في بريطانيا من ناحية الفرق بين الملك والتملك الوقتي، والإيجار والمشاركة في ذات الملك، كما وضح العديد من النقاط التي تهم الشاري والبائع قبل وبعد الشراء، وآلية الاستفادة من الحسومات التي وفرتها المملكة المتحدة للراغبين بشراء العقارات خلال هذه الفترة قبل نهاية يوليو، كما حرص على الرد على معظم الاستفسارات التي ركزت على فكرة الاستثمار داخل وخارج لندن خاصة أن هنالك توجها قطريا وخليجيا للاستثمار وشراء العقارات بالمناطق الريفية مثل مالتن كينز، لكثرة تواجد واستثمار القطريين والخليجيين بها.